-A +A
عبدالكريم الرازحي
منذ أن وقّع العرب على اتفاقية دفاع مشترك وهم يتلقون الهزائم تلو الهزائم.
ولن ابتعد كثيراً عن الحقيقه لو قلت ان الذي يوحد عرب اليوم ليس اللغة أو العرق، ولا هو التاريخ أو الجغرافيا، ولاهي العادات والتقاليد العربية المشتركة.

وانما الهزائم.
هزائمهم هي القاسم المشترك، وهي القاصم الأعظم الذي قصم ظهورهم.
حتى ان هزائمهم هي هويتهم، وهي وحدها يمكن ان تكون حجر الأساس في مشروع وحدتهم مستقبلاً.
- هذا إذا كان لهم مستقبل -
لكن السؤال الذي يجب ان يُطرح بعد كل هذه الهزائم هو:
لماذا لا يوقع العرب اتفاقية جديدة، تكون بديلاً لاتفاقية الدفاع العربي المشترك
على ان تسمى : اتفاقية الهزيمة المشتركة ؟
بالتأكيد الهزيمة المشتركة فوائدها كبيرة، وتكاليفها ستكون اقل طالما ان العرب اشتركوا وتشاركوا فيها.
لكن المشكلة هي ان العرب فردانيون وانانيون ذاتيون يكرهون العمل المشترك.
فحتى في الضرب وفي الهزائم النظام العربي يفضل ان يُضرب ويُهزم لوحده، وهو لايحبذ ان يشاركه احد في لعق جراح هزيمته.