الذي يتبادر إلى الذهن من الاسم الحرفي لآيسلندا أنها مغطاة بالثلوج غير أن من رآها في الصيف يرى عكس ذلك, فأرضها صحراء مغطاة بالحجارة البركانية السوداء التي تشبه الجرار في بلادنا مع كسوتها بخضرة في السهول, ولا تُرى الثلوج إلا على قمم الجبال ولهذا يصفها بعض الآيسلنديين بأنها صحراء أوروبا.
والحديث عن البراكين شائع على الألسنة هناك, فقد ثار فيها أكثر من مئتي بركان ناشرة الحمم والصخور البركانية, وبعضها ما زال نشطاً, ومنها ما يقع تحت مياه البحر, وقد ثار أحدها عام 1963م وكوّن جزيرة جديدة أطلق عليها (سورتسي) وقد استصلحت, لكنها تخلو من السكان, وفي عام 1973م ثار بركان كان خامدا منذ خمسة آلاف عام.
وإذا جُبْتَ البلاد ترى الدخان المتصاعد في الجو فتظنه من بُعْد حرائق, ولكنه بخار ماء لا دخان حرائق, ففي آيسلندا الينابيع الحارة التي يتصاعد منها البخار, وقيل لنا إن معنى اسم العاصمة (ريكيافيك) خليج البخار, وبعض هذه الينابيع يُطلق قنوات من الماء في الهواء بارتفاع 59م, تنطلق كل 5-15 دقيقة وسخونته تزيد 80 مئوية بل تُقارب 100 مئوية ولذا يحذر المرشد السياحي من لمسها, والى جانب هذه الينابيع الحارة توجد الأنهار الجليدية الضخمة ولذا أطلق على آيسلندا (أرض الصقيع والنار) لمجاورة الينابيع الحارة والبراكين لانهار الجليد.
وتنحسر الثلوج التي تغطي آيسلندا شتاء في فصل الصيف لتبدو صحراء سوداء ذات حجارة هشة وجو معتدل وان كان يبدو باردا لغير أهلها, وأعلى درجة حرارة سجلت 25مئوية عام 2004م, وفي ثلاثينات القرن الماضي 30مئوية ,ونهارها الصيفي طويل فلا تختفي الشمس إلا في الساعة الثانية عشرة ليلاً وتظهر الثالثة صباحا ويبقى الفضاء مضاء يشبه يشبه الوقت قبل شروق الشمس لدينا, ولذا توجد صعوبة في أداء الصلاة في وقتها, ومع ان درجة الحرارة في يونيو تراوحت بين 5 و9 إلا أن الجو بشكل عام مريح, وينقلب الوضع شتاء حين تتغطى الأرض بالثلوج ويطول الليل الدامس ولا يزيد النهار عن 4 ساعات, وهكذا فنصف العام ليل طويل ونصفه الآخر نهار طويل, وقيل لنا: إن آيسلندا تتمتع بزيادة 700 ساعة نهار موازنة بايطاليا ذات الموقع المعتدل.
ومن أجمل ما في بيئة آيسلندا زهرة ذات انتشار واسع يسمونها ورود آلاسكا, ويقولون إنها جلبت من هناك لاستصلاح التربة, ولونها بنفسجي كلون الخزامى, وتنتشر فيها الخيول الصغيرة ولذا ترى على الطرق لوحات تحذيرية من وجود خيول, ويوجد منها 180 ألفا يقتصر استخدامها على الرياضة, ويقولون ان مما يميز خيلهم أنها تستطيع الوقوف على رجل واحدة, وتخلو آيسلندا من الثعابين والأرانب والذئاب ويوجد فيها ما يزيد عن 5 آلاف غزال, ويزرعون الاعلاف مرتين أو ثلاثا لطول النهار ولهطول الأمطار بغزارة, ويلفونها في لفافات كروية كبيرة مغلفة بالبلاستيك لتكون علفاً للحيوانات في الشتاء حيث تغطي الثلوج الأرض, وقد مَزَح معنا المرشد السياحي بأنها كُور يلعب بها العمالقة الجولف, وللعمالقة أساطير لدى الآيسلنديين تشبه أساطير الجن عندنا.
في آيسلندا ليل دامس, ونهار طويل وبراكين, وينابيع حارة, وأنهار جليدية وشلالات ومحصولها الأساسي صيد الأسماك وتعليبها, وحياتها حياة قاسية, ومع ذلك فليس ذلك هو العجب, بل العجب انها كانت قبل 30 عاما تعيش على الإعانات وصارت الآن خامس أغنى دولة في العالم, وينطبق عليها قول الشاعر:
تعجبين من سقمي
صحّتي هي العجب
وهذا هو موضوع المقال القادم وإن كان المجال يتسع لأكثر من ذلك.
الفاكس: 012311053
IBN-JAMMAL@HOTMAIL.COM
والحديث عن البراكين شائع على الألسنة هناك, فقد ثار فيها أكثر من مئتي بركان ناشرة الحمم والصخور البركانية, وبعضها ما زال نشطاً, ومنها ما يقع تحت مياه البحر, وقد ثار أحدها عام 1963م وكوّن جزيرة جديدة أطلق عليها (سورتسي) وقد استصلحت, لكنها تخلو من السكان, وفي عام 1973م ثار بركان كان خامدا منذ خمسة آلاف عام.
وإذا جُبْتَ البلاد ترى الدخان المتصاعد في الجو فتظنه من بُعْد حرائق, ولكنه بخار ماء لا دخان حرائق, ففي آيسلندا الينابيع الحارة التي يتصاعد منها البخار, وقيل لنا إن معنى اسم العاصمة (ريكيافيك) خليج البخار, وبعض هذه الينابيع يُطلق قنوات من الماء في الهواء بارتفاع 59م, تنطلق كل 5-15 دقيقة وسخونته تزيد 80 مئوية بل تُقارب 100 مئوية ولذا يحذر المرشد السياحي من لمسها, والى جانب هذه الينابيع الحارة توجد الأنهار الجليدية الضخمة ولذا أطلق على آيسلندا (أرض الصقيع والنار) لمجاورة الينابيع الحارة والبراكين لانهار الجليد.
وتنحسر الثلوج التي تغطي آيسلندا شتاء في فصل الصيف لتبدو صحراء سوداء ذات حجارة هشة وجو معتدل وان كان يبدو باردا لغير أهلها, وأعلى درجة حرارة سجلت 25مئوية عام 2004م, وفي ثلاثينات القرن الماضي 30مئوية ,ونهارها الصيفي طويل فلا تختفي الشمس إلا في الساعة الثانية عشرة ليلاً وتظهر الثالثة صباحا ويبقى الفضاء مضاء يشبه يشبه الوقت قبل شروق الشمس لدينا, ولذا توجد صعوبة في أداء الصلاة في وقتها, ومع ان درجة الحرارة في يونيو تراوحت بين 5 و9 إلا أن الجو بشكل عام مريح, وينقلب الوضع شتاء حين تتغطى الأرض بالثلوج ويطول الليل الدامس ولا يزيد النهار عن 4 ساعات, وهكذا فنصف العام ليل طويل ونصفه الآخر نهار طويل, وقيل لنا: إن آيسلندا تتمتع بزيادة 700 ساعة نهار موازنة بايطاليا ذات الموقع المعتدل.
ومن أجمل ما في بيئة آيسلندا زهرة ذات انتشار واسع يسمونها ورود آلاسكا, ويقولون إنها جلبت من هناك لاستصلاح التربة, ولونها بنفسجي كلون الخزامى, وتنتشر فيها الخيول الصغيرة ولذا ترى على الطرق لوحات تحذيرية من وجود خيول, ويوجد منها 180 ألفا يقتصر استخدامها على الرياضة, ويقولون ان مما يميز خيلهم أنها تستطيع الوقوف على رجل واحدة, وتخلو آيسلندا من الثعابين والأرانب والذئاب ويوجد فيها ما يزيد عن 5 آلاف غزال, ويزرعون الاعلاف مرتين أو ثلاثا لطول النهار ولهطول الأمطار بغزارة, ويلفونها في لفافات كروية كبيرة مغلفة بالبلاستيك لتكون علفاً للحيوانات في الشتاء حيث تغطي الثلوج الأرض, وقد مَزَح معنا المرشد السياحي بأنها كُور يلعب بها العمالقة الجولف, وللعمالقة أساطير لدى الآيسلنديين تشبه أساطير الجن عندنا.
في آيسلندا ليل دامس, ونهار طويل وبراكين, وينابيع حارة, وأنهار جليدية وشلالات ومحصولها الأساسي صيد الأسماك وتعليبها, وحياتها حياة قاسية, ومع ذلك فليس ذلك هو العجب, بل العجب انها كانت قبل 30 عاما تعيش على الإعانات وصارت الآن خامس أغنى دولة في العالم, وينطبق عليها قول الشاعر:
تعجبين من سقمي
صحّتي هي العجب
وهذا هو موضوع المقال القادم وإن كان المجال يتسع لأكثر من ذلك.
الفاكس: 012311053
IBN-JAMMAL@HOTMAIL.COM