-A +A
عبدالعزيز محمد النهاري
** أجدني في كل مرة أستمع إلى أمير مكة المكرمة خالد الفيصل بن عبدالعزيز وهو يتحدث عن رؤاه للمنطقة.. ولمكة على وجه التحديد.. أنني أمام مشروع ضخم يعمل عليه الأمير ويسخر كل طاقاته من أجله اسمه (نحو العالم الأول).. هذا المشروع الذي يعتبر الهدف الاستراتيجي الأساسي الذي رسمه الأمير.. وتحدث عنه بإسهاب عند لقائه بعشرة الآف مواطن ومسؤول من أبناء المنطقة في مكة المكرمة قبل عدة أسابيع.. يحتاج إلى حشد كل طاقات أبناء المنطقة.. وأبناء مكة خصوصا.. وأقصد كل من يعيش في هذه المساحة الجغرافية من وطننا.. مواطنين ومقيمين.. رجالا ونساء.. موظفين ورجال أعمال.. مسؤولين كبارا كانوا أو صغارا.. حتى هذا الذي يقوم بتنظيف الشوارع.. أو أروقة الحرم.. أو ذلك الذي يقدم خدمة للحاج أو المعتمر أو المراجع.. مهما كانت تلك الخدمة.. لابد أن يشعر وهو يعمل على أننا نريد أن ننطلق نحو العالم الأول.. وأن هذا الشعار أو الهدف الإستراتيجي عنوان لكل أعمالنا وممارساتنا وتفكيرنا للحاضر والمستقبل.. و مظلة لكل ما نقوم به من عمل في كل مؤسساتنا وشركاتنا ودوائرنا وبنوكنا ومدارسنا وجامعاتنا وبيوتنا وشوارعنا.. وكل.. كل شيء وبدون استثناء.. حتى لأتصور أن يكتب هذا الشعار في كل مكان تراه العين.. وفي كل وقت..
أما كيف نلتزم بهذا الشعار «الهدف».. ونطبقه ونجعله أسلوب حياة في منطقتنا فإن ذلك في حد ذاته مسؤولية كبيرة.. لكنها ليست صعبة.. ولا مستحيلة.. تحتاج فقط إلى إيمان بالهدف.. وإرادة تتمثل في العمل والممارسة وهي لا تخرج عما يحضنا عليه ديننا الحنيف نحو أنفسنا وبلادنا وإخواننا وأخواتنا من الإخلاص والإتقان والأمانة وكلها أمور في متناول اليد.. فمن منا لا ينشد الكمال في حياته ويعمل عليه؟
إن كل شعوب العالم المتحضر تعمل انطلاقا من مبدأ.. وبناء على هدف محدد يغلف كل ممارساتهم.. ولذلك أصبحوا في العالم الأول.. وغيرهم بقوا في العالم الثاني أو العالم الثالث ولايهم هنا في أي عالم يقعون طالما أنهم فقدوا المرتبة الأولى.



anahari@okaz.com.sa


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 163 مسافة ثم الرسالة