هناك سائحون يتنقلون بين اجمل الجزر والشواطئ والمنتجعات العالمية في الباهاما وجزر الكناري ومونا كو ونيس وغيرها وآخرون يتنقلون بين عواصم السياحة العالمية في فيينا ومدريد وباريس ولندن ونيويورك. وعائلات متوسطة الحال تفضل بيروت والقاهرة ودمشق واسطنبول على غيرها من عواصم السياحة المحافظة نسبياً. واخرى تتنقل بين مصائف المملكة الداخلية ما بين جدة وعسير وأبها والطائف وتبقى هناك شريحة عريضة لا وجود لشيء اسمه السياحة ولا السفر في قاموسها. هذه الشريحة من المواطنين والتي هي ليست بالقليلة او الهينة محرومة تماما من برامج السياحة وانشطتها الترفيهية وبعيدة كل البعد عن الصيف ومسابقاته وزخمهومزاجه، فلماذا هي محرومة؟ وما الذي يمنعها من الاستمتاع بالاجازة والصيف كبقية خلق الله في وقت اصبحت فيه العطلة الصيفية والاستمتاع بها واقعاً مفروضاً في حياتنا المعاصرة وثقافة مجتمع بأسره لا تستثني احداً؟ ولتأكيد ذلك هو انه وعلى الرغم من موجة ارتفاع الاسعار في الاونة الاخيرة الا ان البعض يلجأ الى الاستدانة او الاقتراض من البنوك او بيع اسهمه من اجل قضاء العطلة الصيفية والاستمتاع بها خارج المملكة او داخلها بصحبة الاسرة وهو تأكيد على رسوخ (الصيفية) كمبدأ وثقافة في حياة الناس لا محيص عنها, ولكن مع ذلك تبقى بعض الاسر والافراد في ظل امكانياتهم المادية المتواضعة وفي ظل موجة الغلاء وارتفاع اسعار الخدمات السياحية عاجزة تماما عن مجرد التفكير في الاجازة ناهيك عن الاستمتاع بها او السفر للخارج او حتى الانتقال بين مناطق الاصطياف الداخلية. «عكـاظ الاسبوعية» كعادتها خرجت الى الناس ولامست عن كثب همومهم وآمالهم وتطلعاتهم ورصدت خلال جولاتها الميدانية في مختلف المناطق حالات العديد من البسطاء الذين لم تسعفهم ظروفهم وامكانياتهم المادية او اهتماماتهم للاستمتاع بالاجازة والصيف فظلوا على هامش الموسم السياحي يكدحون ويكابدون من اجل لقمة العيش والحياة الكريمة.
فراش يعول 18 شخصا
سعد بخيت المالكي فراش باحدى المدارس الحكومية يعول اسرة كبيرة من 18 شخصا هم مجموع زوجاته الثلاث والاولاد وبناته وبراتب لا يتجاوز 2400 ريال.
فكيف لشخص في مثل ظروفه ان يستمتع بالاجازة او مجرد التفكير فيها.
يقول المالكي: اعمل الف حساب للصيف بل هو بمثابة الكابوس الذي يجثم على صدري فلدي اطفال يريدون ان يمرحوا ويتفسحوا ويرفهوا ويلعبوا كبقية الاطفال ولكن كيف استطيع في ظل الارتفاع الجنوني في الاسعار ان احقق رغباتهم واحلامهم الصغيرة كيف يتسنى لي ذلك فدخول المتنزهات برسوم واللعب برسوم حتى ولو كانت الحديقة مجاورة لمنزلك لا ادري ماذا افعل فقد اصبحت اشعر ان قدوم موسم الصيف اصبح مزعجاً بالنسبة لي ولا اجد حلاً غير الذهاب الى ديرتي في جنوب الطائف هرباً من مطالب الاطفال.
ويستطرد المالكي في وصف المعاناة التي يلاقيها في الصيف قائلا: على الرغم من جمال الاجواء الطائفية ما تزال خيارات التنزه امامنا محدودة فحدائق البلدية العامة والتي انشئت خصيصا لذوي الدخل المحدود شبه معدومة وان وجدت فهي تفتقر الى ابسط الخدمات, اما بقية المساحات فقد ذهبت للاستثمار السياحي الذي لم يراع ظروف المواطن البسيط ولا يقف الامر عند هذا الحد بل ان اصحاب الحدائق المستأجرة عوضوا الغاء رسوم الدخول برفع الاسعار داخل الحديقة وذلك تبعا لقرار الغاء رسوم الدخول لجميع المتنزهات التي تم استئجارها من البلديات والامانات وللتحايل على النظام منهم من رفع الاسعار داخل الالعاب ومنهم من قال ان تذكرة الدخول تشمل الالعاب وعلى الامانة ان تتأكد من مستثمر الحديقة العامة من الذي قام بفرض رسوم دخول «عشرة ريالات» على الزوار في مخالفة صريحة للعقد الموقع بينه وبين البلدية حيث ينص العقد على الدخول المجاني.
ثماني سنوات بلا اجازة
وفي المدينة المنورة لم تستمتع اسرة ام خالد باجازة الصيف اذ لم يكن باستطاعتها ان تدبر نفقات الاصطياف في الداخل وايجار شقة تتسع لابنائها الثمانية الذين يتلقون مساعدات من الجمعية الخيرية هي عبارة عن مبلغ رمزي مقطوع بين فترة واخرى لا يكاد يكفي مصروفاتهما لعدة ايام.
ام خالد التي اصيبت بالعمى نتيجة ضعف في بصرها عانت منه طوال السنوات الماضية تقول ان زوجها مقعد ونظراً لظروفه الصحية والمادية لم تتمكن من تأمين ايجار المنزل الذي يؤويها ويؤوي اسرتها وتوفير نفقات علاجها ناهيك عن الاستمتاع باجازة الصيف.
وكانت آخر مرة غادرت فيها المدينة المنورة قبل ثماني سنوات عندما ذهبت لاداء العمرة في مكة المكرمة.
معاناة الديون
وكذا حالة الشقيقين نايف ووائل مجلي وكفاحهما من اجل لقمة العيش الذي انساهما شيئاً اسمه (اجازة) دون ان يكلفا نفسيهما الاقتراض من اجل الاجازة حيث اشار نايف الى انه ظل لثماني سنوات ينتقل بين اسواق جازان لا يعرف للاجازة سبيلاً.
وسليمان عيسى هو الآخر ما زال يعاني من الديون التي اقترضها سواء للسفر او لشراء بعض الاحتياجات وهو لذلك يعمل على اكثر من جبهة لتسديدها وازاحتها عن كاهل والده المسن الذي لا يقوى على الحركة فليس غريباً اذن ان يكون على هامش الصيف.
وقال الشاب محمد مدخلي: ان سبب عدم استمتاعه باجازته الصيفية يعود الى امكانياته المادية المتواضعة التي لا تمكنه من قضاء يومين في أي من مصائف ابها أو الطائف ففضل قضاء ليلة في فيفا ولكن واجهته نفس المشكلة فقضاء ليلة في شقة متواضعة في فيفا يكلفه 150 ريالا.
منصور الغامدي وسمير العقيلي عريسان للتو يشيران الى معاناة العرسان بصفة خاصة في الصيف مع ارتفاع اسعار الفنادق والشقق المفروشة في جازان فضلا على ارتفاع اسعار الخدمات السياحية في المتنزهات والكورنيش والمطاعم.
خيمة في المنتزه
وفي عسير اكتفى الشاب محمد علي الشهري وزملاؤه بنصب خيمتهم في المنتزهات للتغلب على اسعار الفنادق والشقق المفروشة.
أسعار الفنادق والشقق
ويؤكد ارتفاع الاسعار في عسير كل من سعد محمد الاسمري وعبدالله بن سعد آل وعلان القادمين من الرياض واحمد الصغير القادم من الشرقية الذي استاجر شقتين بواقع 400 ريال لاحداهما و350 ريالا للاخرى وذلك لليلة الواحدة.
كما يشتكي احمد مناع بدوره من ارتفاع اسعار الشقق المفروشة والفنادق على مختلف درجاتها متسائلا لماذا لا يدفع الزائر لجدة او ابها نفس السعر الذي كان يدفعه للشقة قبل موسم الاصطياف.
زيادة الطلب على الحجوزات
وفي جدة شهدت الشقق السكنية المفروشة والفنادق نسبة إشغال كاملة ارتفعت معها اجور السكن الى اضعاف السعر السابق حيث سجلت 600 - 700 ريال للشقة الواحدة الامر الذي دفع ببعض المواطنين الذين قدموا بغرض السياحة في المنطقة خلال فترة الاجازة التذمر من استغلال ملاك الشقق السكنية المفروشة -لحاجة السياح للسكن- من خلال رفع الاسعار بشكل مبالغ في بعيدا عن رقابة الجهاز السياحي في المنطقة.
احساس بالاحباط
لمعرفة الاثر الذي يخلفه عدم تمتع بعضهم باجازتهم الصيفية اكد الاخصائي الاجتماعي عارف الحربي ان من شأن ذلك حرمان الابناء والبنات من الترفيه وبالتالي سينعكس اثر ذلك على نظرة ابناء هذه الاسر على من حولهم من الشرائح الاخرى فيتولد لديهم احساس بالاحباط وقد يؤثر هذا الامر على ترابط الاسر اذا ما كان الاطفال يرون ان التمتع بالاجازة قرار اختياري بيد والدهم.
اسعار موسمية
ولان كل الدلائل في هذه القضية قد اشارت الى ان السبب الرئيسي هو الغلاء وبالذات ارتفاع أسعار السكن الذي حال بين استمتاع البسطاء باجازاتهم في الصيف.
طرقنا ابواب المسؤولين حيث في البداية قال مصدر في غرفة التجارة بالمدينة المنورة ان اسعار الفنادق تخضع لاسعار موسمية ويطرأ عليها تغييرات في موسم الحج والعمرة واجازة الصيف وهي آلية معمول بها منذ مدة طويلة, فيما ارجعت مصادر اخرى ارتفاع الاسعار لارتباطها بفعاليات صيف طيبة 29 الذي يهدف المنظمون من خلاله الى استقطاب نحو نصف مليون زائر لما يزيد على 80 فعالية.
فيما ارجع مدير السياحة في منطقة جازان رستم الكبيسي ارتفاع الاسعار الى ندرة الاماكن السياحية فيما تعتبر جازان منطقة جذب سياحي واحدى اهم واجهات السياحة البحرية في المملكة ولكن مع تنفيذ خطة التنمية السياحية التي قدر لها ثلاثة اعوام سيكون هناك اكثر من موقع سياحي وبالتالي سوف تنتهي مشكلة المغالاة في الاسعار.
اما غسان العمري صاحب مركز للاجنحة الفندقية فقد قال: ان زيادة الطلب على الحجوزات تسببت في ارتفاع اسعار الشقق الى نسبة تجاوزت 70%، مشيراً الى ان هذا الموسم يعتبر من اهم المواسم لاصحاب الشقق المفروشة والفناق، واضاف ان وزارة التجارة تراقب الاسعار وتسمح بارتفاعها في مثل هذه المواسم بنسبة لا تتجاوز الـ70% لاعتبار هذا الوقت من مواسم الذروة الا ان بعض المراكز تزيد على هذه النسبة لتعويض فترة الركود التي واجهتها المراكز خلال الفترة الماضية وهذا امر غير مقبول على الاطلاق ومخالف للانظمة.
جولات رقابية
وربما لهذا السبب بدأت الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع وزارة التجارة في تنفيذ جولات ميدانية رقابية على الفنادق ومراكز الشقق المفروشة للتأكد من الخدمات التي تقدمها وتوافقها مع التصنيف المعطى لها من قبل وزارة التجارة بهدف رفع الجودة وضمان مراقبة الاسعار خاصة في مواسم الاجازات التي ترتفع فيها الاسعار بنسبة حددتها وزارة التجارة بـ70%. وتأتي مشاركة الهيئة في الجولات الميدانية ان وقع الطرفان اتفاقية لتطبيق نظام المراقبة الدائمة على هذه المواقع بهدف دفع عجلة التنمية السياحية.
فرق ميدانية
المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية بمحافظة جدة عماد مغربل اكد من ناحيته ان الهيئة خصصت اربع فرق ميدانية مشتركة مع وزارة التجارة للتفتيش على الخدمات المقدمة في الفنادق والشقق المفروشة والتأكد من تقديمها كل الخدمات المتوافقة مع تصنيفها بهدف رفع الجودة والخدمة في هذا القطاع الذي ينعكس بالتالي على دعم قطاع السياحة واضاف انه تمت زيارة الكثير من المواقع للتأكد من مستوى الخدمات التي تقدمها وتم تحذير عدد من مراكز الشقق المفروشة والفنادق لوجود ملاحظات عليها تتعلق بعدم تقديمها الخدمات التي يتطلبها التصنيف المعطى لها من قبل وزارة التجارة.
اخيراً.. فقد اوضحت دراسة لمركز «ماس» التابع للهيئة العليا للسياحة ان حاجة الاسر السعودية على الاقل الى غرفتين بالفنادق ترفع التكلفة وتجعل من الشقق المفروشة خياراً ضرورياً للعائلة حيث يتراوح ايجار الشقق المفروشة من 150 ريالاً يومياً الى 550 ريالاً.. واوضحت الدراسة ان عدد مباني الشقق بمحافظة جدة يصل الى اكثر من 490 منشأة بطاقة قدرها 11.5 ألف وحدة سكنية كما يبلغ عدد الفنادق في جدة اكثر من 98 فندقاً بطاقة تشغيلية قدرها 12.5 الف غرفة وتتراوح التكلفة ما بين 100 ريال للغرفة الى 900 ريال للفيلا الواحدة وتعتبر الشاليهات الاكثر تكلفة حيث يبلغ متوسط الايجار تقريباً حوالى 1000 الى 2500 ريال لليلة الواحدة. وكانت احصائية اجراها مركز المعلومات السياحية والابحاث في الهيئة العليا للسياحة قد اظهرت ان 20% من زوار جدة يفضلون السكن بالفنادق بينما يفضل 50% الشقق المفروشة.. لكن 19% يفضلون السكن الخاص او الاقامة مع الاقارب والاصدقاء.
فراش يعول 18 شخصا
سعد بخيت المالكي فراش باحدى المدارس الحكومية يعول اسرة كبيرة من 18 شخصا هم مجموع زوجاته الثلاث والاولاد وبناته وبراتب لا يتجاوز 2400 ريال.
فكيف لشخص في مثل ظروفه ان يستمتع بالاجازة او مجرد التفكير فيها.
يقول المالكي: اعمل الف حساب للصيف بل هو بمثابة الكابوس الذي يجثم على صدري فلدي اطفال يريدون ان يمرحوا ويتفسحوا ويرفهوا ويلعبوا كبقية الاطفال ولكن كيف استطيع في ظل الارتفاع الجنوني في الاسعار ان احقق رغباتهم واحلامهم الصغيرة كيف يتسنى لي ذلك فدخول المتنزهات برسوم واللعب برسوم حتى ولو كانت الحديقة مجاورة لمنزلك لا ادري ماذا افعل فقد اصبحت اشعر ان قدوم موسم الصيف اصبح مزعجاً بالنسبة لي ولا اجد حلاً غير الذهاب الى ديرتي في جنوب الطائف هرباً من مطالب الاطفال.
ويستطرد المالكي في وصف المعاناة التي يلاقيها في الصيف قائلا: على الرغم من جمال الاجواء الطائفية ما تزال خيارات التنزه امامنا محدودة فحدائق البلدية العامة والتي انشئت خصيصا لذوي الدخل المحدود شبه معدومة وان وجدت فهي تفتقر الى ابسط الخدمات, اما بقية المساحات فقد ذهبت للاستثمار السياحي الذي لم يراع ظروف المواطن البسيط ولا يقف الامر عند هذا الحد بل ان اصحاب الحدائق المستأجرة عوضوا الغاء رسوم الدخول برفع الاسعار داخل الحديقة وذلك تبعا لقرار الغاء رسوم الدخول لجميع المتنزهات التي تم استئجارها من البلديات والامانات وللتحايل على النظام منهم من رفع الاسعار داخل الالعاب ومنهم من قال ان تذكرة الدخول تشمل الالعاب وعلى الامانة ان تتأكد من مستثمر الحديقة العامة من الذي قام بفرض رسوم دخول «عشرة ريالات» على الزوار في مخالفة صريحة للعقد الموقع بينه وبين البلدية حيث ينص العقد على الدخول المجاني.
ثماني سنوات بلا اجازة
وفي المدينة المنورة لم تستمتع اسرة ام خالد باجازة الصيف اذ لم يكن باستطاعتها ان تدبر نفقات الاصطياف في الداخل وايجار شقة تتسع لابنائها الثمانية الذين يتلقون مساعدات من الجمعية الخيرية هي عبارة عن مبلغ رمزي مقطوع بين فترة واخرى لا يكاد يكفي مصروفاتهما لعدة ايام.
ام خالد التي اصيبت بالعمى نتيجة ضعف في بصرها عانت منه طوال السنوات الماضية تقول ان زوجها مقعد ونظراً لظروفه الصحية والمادية لم تتمكن من تأمين ايجار المنزل الذي يؤويها ويؤوي اسرتها وتوفير نفقات علاجها ناهيك عن الاستمتاع باجازة الصيف.
وكانت آخر مرة غادرت فيها المدينة المنورة قبل ثماني سنوات عندما ذهبت لاداء العمرة في مكة المكرمة.
معاناة الديون
وكذا حالة الشقيقين نايف ووائل مجلي وكفاحهما من اجل لقمة العيش الذي انساهما شيئاً اسمه (اجازة) دون ان يكلفا نفسيهما الاقتراض من اجل الاجازة حيث اشار نايف الى انه ظل لثماني سنوات ينتقل بين اسواق جازان لا يعرف للاجازة سبيلاً.
وسليمان عيسى هو الآخر ما زال يعاني من الديون التي اقترضها سواء للسفر او لشراء بعض الاحتياجات وهو لذلك يعمل على اكثر من جبهة لتسديدها وازاحتها عن كاهل والده المسن الذي لا يقوى على الحركة فليس غريباً اذن ان يكون على هامش الصيف.
وقال الشاب محمد مدخلي: ان سبب عدم استمتاعه باجازته الصيفية يعود الى امكانياته المادية المتواضعة التي لا تمكنه من قضاء يومين في أي من مصائف ابها أو الطائف ففضل قضاء ليلة في فيفا ولكن واجهته نفس المشكلة فقضاء ليلة في شقة متواضعة في فيفا يكلفه 150 ريالا.
منصور الغامدي وسمير العقيلي عريسان للتو يشيران الى معاناة العرسان بصفة خاصة في الصيف مع ارتفاع اسعار الفنادق والشقق المفروشة في جازان فضلا على ارتفاع اسعار الخدمات السياحية في المتنزهات والكورنيش والمطاعم.
خيمة في المنتزه
وفي عسير اكتفى الشاب محمد علي الشهري وزملاؤه بنصب خيمتهم في المنتزهات للتغلب على اسعار الفنادق والشقق المفروشة.
أسعار الفنادق والشقق
ويؤكد ارتفاع الاسعار في عسير كل من سعد محمد الاسمري وعبدالله بن سعد آل وعلان القادمين من الرياض واحمد الصغير القادم من الشرقية الذي استاجر شقتين بواقع 400 ريال لاحداهما و350 ريالا للاخرى وذلك لليلة الواحدة.
كما يشتكي احمد مناع بدوره من ارتفاع اسعار الشقق المفروشة والفنادق على مختلف درجاتها متسائلا لماذا لا يدفع الزائر لجدة او ابها نفس السعر الذي كان يدفعه للشقة قبل موسم الاصطياف.
زيادة الطلب على الحجوزات
وفي جدة شهدت الشقق السكنية المفروشة والفنادق نسبة إشغال كاملة ارتفعت معها اجور السكن الى اضعاف السعر السابق حيث سجلت 600 - 700 ريال للشقة الواحدة الامر الذي دفع ببعض المواطنين الذين قدموا بغرض السياحة في المنطقة خلال فترة الاجازة التذمر من استغلال ملاك الشقق السكنية المفروشة -لحاجة السياح للسكن- من خلال رفع الاسعار بشكل مبالغ في بعيدا عن رقابة الجهاز السياحي في المنطقة.
احساس بالاحباط
لمعرفة الاثر الذي يخلفه عدم تمتع بعضهم باجازتهم الصيفية اكد الاخصائي الاجتماعي عارف الحربي ان من شأن ذلك حرمان الابناء والبنات من الترفيه وبالتالي سينعكس اثر ذلك على نظرة ابناء هذه الاسر على من حولهم من الشرائح الاخرى فيتولد لديهم احساس بالاحباط وقد يؤثر هذا الامر على ترابط الاسر اذا ما كان الاطفال يرون ان التمتع بالاجازة قرار اختياري بيد والدهم.
اسعار موسمية
ولان كل الدلائل في هذه القضية قد اشارت الى ان السبب الرئيسي هو الغلاء وبالذات ارتفاع أسعار السكن الذي حال بين استمتاع البسطاء باجازاتهم في الصيف.
طرقنا ابواب المسؤولين حيث في البداية قال مصدر في غرفة التجارة بالمدينة المنورة ان اسعار الفنادق تخضع لاسعار موسمية ويطرأ عليها تغييرات في موسم الحج والعمرة واجازة الصيف وهي آلية معمول بها منذ مدة طويلة, فيما ارجعت مصادر اخرى ارتفاع الاسعار لارتباطها بفعاليات صيف طيبة 29 الذي يهدف المنظمون من خلاله الى استقطاب نحو نصف مليون زائر لما يزيد على 80 فعالية.
فيما ارجع مدير السياحة في منطقة جازان رستم الكبيسي ارتفاع الاسعار الى ندرة الاماكن السياحية فيما تعتبر جازان منطقة جذب سياحي واحدى اهم واجهات السياحة البحرية في المملكة ولكن مع تنفيذ خطة التنمية السياحية التي قدر لها ثلاثة اعوام سيكون هناك اكثر من موقع سياحي وبالتالي سوف تنتهي مشكلة المغالاة في الاسعار.
اما غسان العمري صاحب مركز للاجنحة الفندقية فقد قال: ان زيادة الطلب على الحجوزات تسببت في ارتفاع اسعار الشقق الى نسبة تجاوزت 70%، مشيراً الى ان هذا الموسم يعتبر من اهم المواسم لاصحاب الشقق المفروشة والفناق، واضاف ان وزارة التجارة تراقب الاسعار وتسمح بارتفاعها في مثل هذه المواسم بنسبة لا تتجاوز الـ70% لاعتبار هذا الوقت من مواسم الذروة الا ان بعض المراكز تزيد على هذه النسبة لتعويض فترة الركود التي واجهتها المراكز خلال الفترة الماضية وهذا امر غير مقبول على الاطلاق ومخالف للانظمة.
جولات رقابية
وربما لهذا السبب بدأت الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع وزارة التجارة في تنفيذ جولات ميدانية رقابية على الفنادق ومراكز الشقق المفروشة للتأكد من الخدمات التي تقدمها وتوافقها مع التصنيف المعطى لها من قبل وزارة التجارة بهدف رفع الجودة وضمان مراقبة الاسعار خاصة في مواسم الاجازات التي ترتفع فيها الاسعار بنسبة حددتها وزارة التجارة بـ70%. وتأتي مشاركة الهيئة في الجولات الميدانية ان وقع الطرفان اتفاقية لتطبيق نظام المراقبة الدائمة على هذه المواقع بهدف دفع عجلة التنمية السياحية.
فرق ميدانية
المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية بمحافظة جدة عماد مغربل اكد من ناحيته ان الهيئة خصصت اربع فرق ميدانية مشتركة مع وزارة التجارة للتفتيش على الخدمات المقدمة في الفنادق والشقق المفروشة والتأكد من تقديمها كل الخدمات المتوافقة مع تصنيفها بهدف رفع الجودة والخدمة في هذا القطاع الذي ينعكس بالتالي على دعم قطاع السياحة واضاف انه تمت زيارة الكثير من المواقع للتأكد من مستوى الخدمات التي تقدمها وتم تحذير عدد من مراكز الشقق المفروشة والفنادق لوجود ملاحظات عليها تتعلق بعدم تقديمها الخدمات التي يتطلبها التصنيف المعطى لها من قبل وزارة التجارة.
اخيراً.. فقد اوضحت دراسة لمركز «ماس» التابع للهيئة العليا للسياحة ان حاجة الاسر السعودية على الاقل الى غرفتين بالفنادق ترفع التكلفة وتجعل من الشقق المفروشة خياراً ضرورياً للعائلة حيث يتراوح ايجار الشقق المفروشة من 150 ريالاً يومياً الى 550 ريالاً.. واوضحت الدراسة ان عدد مباني الشقق بمحافظة جدة يصل الى اكثر من 490 منشأة بطاقة قدرها 11.5 ألف وحدة سكنية كما يبلغ عدد الفنادق في جدة اكثر من 98 فندقاً بطاقة تشغيلية قدرها 12.5 الف غرفة وتتراوح التكلفة ما بين 100 ريال للغرفة الى 900 ريال للفيلا الواحدة وتعتبر الشاليهات الاكثر تكلفة حيث يبلغ متوسط الايجار تقريباً حوالى 1000 الى 2500 ريال لليلة الواحدة. وكانت احصائية اجراها مركز المعلومات السياحية والابحاث في الهيئة العليا للسياحة قد اظهرت ان 20% من زوار جدة يفضلون السكن بالفنادق بينما يفضل 50% الشقق المفروشة.. لكن 19% يفضلون السكن الخاص او الاقامة مع الاقارب والاصدقاء.