هناك أمنية يشترك فيها أكثر من مليار مسلم على وجه الأرض! الأمنية هي أن نقوم باصلاح شؤوننا ونعود لنكون أرقى امّة على ظهر الأرض. عندها سنكون قدوة لباقي الأمم، ولربما اقتدى بنا الآخرون وأصبحنا أنموذجا يحتذى. ولكنّ أوضاعنا الحالية تجعلنا أمثولة لما ينبغي ان يتجنّبه العالم الأول الذي يحكم العالم اليوم. ولهذا فهناك فراغ كبير للدين الحقيقي في شمال الكرة الأرضية يجعلهم يتدافعون تجاه أية تقليعة أو صرعة جديدة تملأ هذا الفراغ الديني. وهاهي آخر هذه التقليعات تظهر على آفاق المدن الغربية، وهي ظاهرة حرق جثامين الموتى وتحويلها الى حجارة ألماس برّاقة يرتديها ذوو الموتى تخليدا لذكراهم.
فمنذ تغلغل الديانات الآسيوية الى أوروبا وأمريكا خلال العقود الماضية، أخذ آلاف الغربيين يوصون بحرق أجسادهم بعد موتهم والاحتفاظ برمادها في آنية مميّزة لدى أسرة الميت، او بعثرتها في الهواء أو في البحار لتعود وتتحد مع الطبيعة مرّة أخرى كما يدّعون. ومن الملاحظ أنّ ارتفاع تكاليف الجنائز وأنواع الصناديق الفاخرة التي تبلغ عشرات آلاف الدولارات أحيانا، وتكلفة عمل “مكياجات” للأموات بعد موتهم ليراهم ذووهم في شكل جميل قبل انزالهم الى مثاويهم، عزّز استحسان حرق الجثامين وتحويلها الى رماد بشري لايكلّف الاحتفاظ به أو بعثرته في الهواء الاّ الشيء اليسير!
وليت الأمر قد انتهى عند هذا الحد، ولكنّ أحد رجال الأعمال السويسريين الشباب أوحى له شيطانه (السويسري) أن يقوم بتحويل الرماد البشري الى ألماس اصطناعي ناعم الملمس برّاق المظهر يحتفظ به ذوو الموتى ليصبح قطعة مجوهرات يرتدونها بسلاسل حول أعناقهم أو خواتم حول أصابعهم. وبالمناسبة فان الألماس الاصطناعي ليس حدثا جديدا. فلقد تم تصنيعه أوّل مرّة من شركة “جنرال الكتريك” الأمريكية في عام 1950 لأغراض واستخدامات صناعية.
وفي أواخر التسعينات قامت شركة “لايف جيم” الأمريكية بتصنيع هذا الألماس من رماد الموتى، ثم في عام 2004 تأسّست شركة سويسرية اسمها “ألقوردانزا” قامت بتبنّي هذه الفكرة. يقوم المعمل بمزاولة نشاطه حيث يحتوي على خمس عشرة ماكينة تعمل دون توقف أمام بعض العاملين الذين يرتدون نظارات واقية ويعملون خلف خطوط سوداء يمنع الزائرون من تجاوزها لحرمة الموتى كما تقول الادارة. كما تحتفظ الشركة بكميات اضافية من رماد الميت كاجراء احتياطي عند ضياع الماسة والحاجة لصناعة ماسة أخرى. و لمزيد من الطمأنينة يمكن اجراء فحص الحمض النووي (DNA) للتأكّد بأنّ كل قطعة ألماس تم تحويلها من رماد متوفّى بعينه. ولقد بلغ الاهتمام بهذه الصرعة “المقزّزة” أن فتحت الشركة فروعا لها في سبع عشرة دولة معظمها غربية. كما تعاقدت مع عدد من شركات خدمات الجنائز والموتى في العالم، ليصبحوا وكلاء حصريين لها.
وللعلم فانّ حرق جسد الانسان (والعياذ بالله) ينتج نحو اثنين كيلو ونصف الى ثلاثة كيلوغرامات من الرّماد. ولاتحتاج صناعة قطعة الألماس سوى خمسمائة جرام تقريبا ويمكن حفظ الباقي لدى أسرة المتوفّى ومقابل أجر يتراوح مابين أربعة آلاف الى اثني عشر ألف دولار أمريكي، حيث يتم استخراج مادّة “الكربون” من رماد الأموات وتحويله الى قطعة من الألماس الاصطناعي بحجم يتراوح ما بين ربع قيراط الى قيراط واحد، ويمكن التحكّم بلون الماسة ليكون أصفر أو أحمر أو أخضر أو أزرق أو شفّافا. بعدها يتم صقل الماس عادة على شكل “قلب” (دليل المحبّة) ويتم ارتداؤه في شكل “سلسلة” في الرقبة أو خاتم. وعليه.. فانّي أنصح القارئات الكريمات اللواتي يخطّطن لشراء الماس من الخارج، أن يفكّرن أكثر من مرّة لعلّ ذلك العقد يحتوي رفات “خواجات” انتهى تاريخهن!
Samirabid@Yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 117 مسافة ثم الرسالة
فمنذ تغلغل الديانات الآسيوية الى أوروبا وأمريكا خلال العقود الماضية، أخذ آلاف الغربيين يوصون بحرق أجسادهم بعد موتهم والاحتفاظ برمادها في آنية مميّزة لدى أسرة الميت، او بعثرتها في الهواء أو في البحار لتعود وتتحد مع الطبيعة مرّة أخرى كما يدّعون. ومن الملاحظ أنّ ارتفاع تكاليف الجنائز وأنواع الصناديق الفاخرة التي تبلغ عشرات آلاف الدولارات أحيانا، وتكلفة عمل “مكياجات” للأموات بعد موتهم ليراهم ذووهم في شكل جميل قبل انزالهم الى مثاويهم، عزّز استحسان حرق الجثامين وتحويلها الى رماد بشري لايكلّف الاحتفاظ به أو بعثرته في الهواء الاّ الشيء اليسير!
وليت الأمر قد انتهى عند هذا الحد، ولكنّ أحد رجال الأعمال السويسريين الشباب أوحى له شيطانه (السويسري) أن يقوم بتحويل الرماد البشري الى ألماس اصطناعي ناعم الملمس برّاق المظهر يحتفظ به ذوو الموتى ليصبح قطعة مجوهرات يرتدونها بسلاسل حول أعناقهم أو خواتم حول أصابعهم. وبالمناسبة فان الألماس الاصطناعي ليس حدثا جديدا. فلقد تم تصنيعه أوّل مرّة من شركة “جنرال الكتريك” الأمريكية في عام 1950 لأغراض واستخدامات صناعية.
وفي أواخر التسعينات قامت شركة “لايف جيم” الأمريكية بتصنيع هذا الألماس من رماد الموتى، ثم في عام 2004 تأسّست شركة سويسرية اسمها “ألقوردانزا” قامت بتبنّي هذه الفكرة. يقوم المعمل بمزاولة نشاطه حيث يحتوي على خمس عشرة ماكينة تعمل دون توقف أمام بعض العاملين الذين يرتدون نظارات واقية ويعملون خلف خطوط سوداء يمنع الزائرون من تجاوزها لحرمة الموتى كما تقول الادارة. كما تحتفظ الشركة بكميات اضافية من رماد الميت كاجراء احتياطي عند ضياع الماسة والحاجة لصناعة ماسة أخرى. و لمزيد من الطمأنينة يمكن اجراء فحص الحمض النووي (DNA) للتأكّد بأنّ كل قطعة ألماس تم تحويلها من رماد متوفّى بعينه. ولقد بلغ الاهتمام بهذه الصرعة “المقزّزة” أن فتحت الشركة فروعا لها في سبع عشرة دولة معظمها غربية. كما تعاقدت مع عدد من شركات خدمات الجنائز والموتى في العالم، ليصبحوا وكلاء حصريين لها.
وللعلم فانّ حرق جسد الانسان (والعياذ بالله) ينتج نحو اثنين كيلو ونصف الى ثلاثة كيلوغرامات من الرّماد. ولاتحتاج صناعة قطعة الألماس سوى خمسمائة جرام تقريبا ويمكن حفظ الباقي لدى أسرة المتوفّى ومقابل أجر يتراوح مابين أربعة آلاف الى اثني عشر ألف دولار أمريكي، حيث يتم استخراج مادّة “الكربون” من رماد الأموات وتحويله الى قطعة من الألماس الاصطناعي بحجم يتراوح ما بين ربع قيراط الى قيراط واحد، ويمكن التحكّم بلون الماسة ليكون أصفر أو أحمر أو أخضر أو أزرق أو شفّافا. بعدها يتم صقل الماس عادة على شكل “قلب” (دليل المحبّة) ويتم ارتداؤه في شكل “سلسلة” في الرقبة أو خاتم. وعليه.. فانّي أنصح القارئات الكريمات اللواتي يخطّطن لشراء الماس من الخارج، أن يفكّرن أكثر من مرّة لعلّ ذلك العقد يحتوي رفات “خواجات” انتهى تاريخهن!
Samirabid@Yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 117 مسافة ثم الرسالة