-A +A
حسناء محمد H_Hashimiyah@
بلد كالمملكة العربية السعودية، يتمتع بالعديد من الميزات الحيوية، ومنها وجود الحرمين الشريفين، والقوة الاقتصادية، واتساع الرقعة الجغرافية وتنوعها البيئي وأهميتها كموقع، وبالتالي هي مطمع للعيش لدى الكثير من الناس، فكيف بمن عاش بها عمراً طويلاً، وتشرَّب منها ذلك المعنى الذي يتقارب مع النفس المتطلبة للهدوء والاستقرار، والسعة في الحياة في ظل قيم مجتمعية مترابطة. وقد يُستغرب أحياناً من وجود من يشتكي البطالة والعوز، بينما تجد غيره من غير أبنائها، يحمد الله على ما يجد فيها من خير، ذلك بفارق بسيط في فلسفة امتلاك الشيء والتعود عليه، والاتكال على أن يأتي الرزق في راحة، فلا يرى تلك القيمة الكامنة التي رآها غيره واستغلها. لأن المتلمس الباحث الكادح يستلذ النعم ويعرف قيمتها، ولأنه عاش ما هو أكثر صعوبة وعناءً. وهذا قد يشعل حماس المسترخي لينفض عن ردائه وينافس على ما هو حق له، واليوم صدر قرار يتطلع له الكثير، جاء بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمنح الجنسية السعودية للمتميزين الراغبين في الحصول عليها. وهو استجلاب نوعي للفكر والإبداع، الذي لا شك أنه يحقق ثراءً معرفياً وصناعياً وإبداعياً، باستقرار المواهب الفكرية والإبداعية في أرض الحرمين وانتمائها له.

والزيادة بركة وليست خسراناً، وخصوصاً أن المملكة تنعم بكم هائل من الخيرات، واتساع المساحة وتنوع الثقافة، فهي أرض خصبة، لمن فهم أبعاد ذلك، وأدرك السر فيه.


والنظر بعين واحدة يخفي نصف الحقيقة، والتفكير الضيق المنحصر في ورق قديم، لم يعد ذا نفع مع تسارع هذا الوقت، وكل تلك القوى المتنازعة لمصالحها في العالم، فالحاجة ملحة إلى انفتاح يفهم أهمية هذا النوع مع بقاء حفظ القيمة والهوية ورعايتها. وليس أفضل من استثمار الإنسان بكل قواه ومداركه، وهو ما لم يغب عن عقلية فذة نادرة، كمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، ويا بلادي سارعي.