أطفأ معرض الكتاب الدولي الخامس بجدة أنواره أمس الأول، مختتما فعالياته التي استمرت على مدى 10 أيام، فيما لملم أصحاب دور النشر كتبهم وأخلوا أجنحتهم تاركين أمنياتهم حبا في القراءة وبحثا عن الثقافة للعودة في العام القادم، كما خلا الطريق المؤدي للمعرض وساحات المواقف من السيارات والمارة والزوار.
لم يكن المعرض ضيفا على جيرانه فحسب، وإنما على مدينة جدة ككل، إذ كان منظر المبنى الذي بدا طرازه كالبيوت الطينية القديمة التي تشتهر بها المملكة يشي بمهرجان تشع منه الأضواء والضوضاء، وكأنه يفتح يديه ليس للمثقفين فقط وإنما لهواة القراءة والاطلاع في كل المجالات على حد سواء من كبار وشباب وأطفال.
أظهر جو المعرض كمية هائلة من الرغبة في القراءة واستكشاف حروف وكلمات الكتب التي زينت الأجنحة والمكان بأغلفتها وألوانها، كما بدا أن القراءة لاتزال بخير ولايزال الإقبال عليها جيدا، ففي هذه التظاهرة الثقافية برز الجانب الثقافي للمجتمع السعودي بجميع أطيافه من المواطنين والمقيمين الذي ظهرت فيهم حركة التأليف والنشر في أوجها.
امتلأت الرفوف في كل جناح بمختلف الكتب، وخصوصا روايات الأدب العالمي، وإلى جانبها الروايات القديمة والحديثة من كتاب مروا على بحر الثقافة على مختلف العصور حتى يومنا هذا، وكان الاهتمام بقصص الأطفال والناحية التعليمية والتوعوية والثقافية ظاهرة بشكل كبير.
وأوضح لـ«عكاظ» رئيس اللجنة الإعلامية للمعرض عبدالخالق الزهراني أنه تمت تغطية المعرض عن طريق 317 إعلاميا وإعلامية قاموا بتغطية فعاليات المعرض بنحو 17 صحيفة ورقية، وتجاوز عدد التغطيات في الصحف الإلكترونية نحو 100 صحيفة وسبع قنوات تلفزيونية وخمس إذاعات سعودية، كما كان لـ«تويتر» نصيب كبير من التغريدات حول المعرض، وظهر «السنابيون» بكثرة في المعرض لتغطية المعرض وتوقيع الكتب والحديث عن كل ما بالمعرض.
وأضاف الزهراني أن «المعرض حصد أكثر من 400 ألف زائر وسجل وجود 400 دار نشر من 30 دولة خليجية وعربية وإسلامية وعالمية، حيث حملت الكتب مليوناً و500 ألف عنوان في شتى النواحي المعرفية، سواء كانت ثقافية أو أدبية أو علمية أو اجتماعية أو اقتصادية إلى جانب 230 مؤلفا ومؤلفة صعدوا منصات التوقيع على مؤلفاتهم».
وتابع الزهراني أن أكثر الكتب مبيعا من مختلف دور النشر في المعرض هي الروايات، وبعدها الكتب التخصصية في بعض المجالات الصحية والعلمية وتطوير الذات.
وأردف الزهراني «هناك ست دول جديدة دخلت هذا العام إلى المعرض الذي راعى عناصر التجديد والتنوع في الإثراء المعرفي ونشر الوعي والمعرفة وتثقيف المجتمع بما ينمي معارفهم ويشجعهم على المزيد من القراءة والاحتفاء بالكتاب والمهتمين به لإثراء الحركة الفكرية والمعرفية والاهتمام بالأدب والمثقفين وكافة شرائح المجتمع وربطهم بثقافة الكتاب».
ميرا أحمد لـ«عكاظ»: علاقات «السوشيال ميديا» مضرة نفسياً واجتماعياً
في جانب من المعرض، جلست الكاتبة ميرا أحمد من مصر (17 سنة)، وأمامها باكورة أعمالها الأدبية رواية «طرف ثالث» وهي تبيع روايتها، مستشرفة الإعجاب بوجهها البشوش من خلال القراء الذين راحت تحكي لهم قصة الرواية التي كانت أحداثها حقيقية.
قد تكون روايتها بسيطة المحتوى والأسلوب، وتصل إلى القارئ بسرعة وسلاسة، إلا أنها تحذر جيلها من التعمق في علاقات «السوشيال ميديا» لأضرارها النفسية والاجتماعية.
وقالت في حديثها لـ«عكاظ» بلهجة فلسطينية: «بدأت أكتب الرواية على المحمول، ثم حولتها بالفصحى إلى رواية لأنني وجدت من خلال قراءاتي ومعارفي أن الأحداث حدثت وستحدث مع كثير من الأشخاص في عصرنا الذي أصبح الحب فيه مقترنا بوسائل التواصل الاجتماعي».
وعن حديثها باللهجة الفلسطينية قالت: «تعلقت جدا بصديقتي الفلسطينية وحبي لهذا البلد جعلني فلسطينية الهوى والروح مصرية الجنسية. وربما تكون روايتي الجديدة تتحدث في هذا الجو الفلسطيني وروح أطفال الحجارة».