الدكتورة سلوى الهزاع
الدكتورة سلوى الهزاع
-A +A
«عكاظ» (جدة)

ذكرت رئيسة واستشارية أمراض وجراحة العيون وكبيرة العلماء واستشارية الوراثة الدكتور سلوى الهزاع، بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، أن النظر إلى الشمس أثناء أي نوع من الكسوف يسبب أضراراً للعين، بسبب تلقيها كمية من الإشعاعات الخطرة والمركزة في مركز البصر بشبكيه العين، إذ يؤدي إلى حروق بمركز الإبصار.

وحذرت أن النظر للشمس وقت الكسوف الكلي أو الجزئي أو الحلقي بالعين المجردة، يُخلف أضراراً كثيرة على العين ويسبب أضراراً دائمة في شبكية العين والعمى الجزئي الدائم للعين.

فاستخدام النظارات الشمسية العادية التي يستعملها الكثيرون يعد أمراً غير آمن، حيث إن درجة الحماية من الأشعة فوق البنفسجية لا ترتبط بتفاوت درجة حماية النظارة الشمسية، ولا تمنع كل الأشعة تحت الحمراء الضارة الناتجة من كسوف الشمس الذي سيحدث يوم غد (الخميس) موضحة في الوقت ذاته أن هناك عدة أجهزة معتمدة يمكن من خلالها متابعة تلك الظاهرة.

كما شددت عضوة مجلس الشورى السعودي سابقاً، على أنه ينبغي الحرص على أطفالنا ونصحهم من النظر المباشر إلى الكسوف لتفادي المحاذير المحتملة على عيونهم خلال انصرافهم من الدراسة يوم (الخميس)، فغالباً ما يكون الأشخاص الأقل من 20 عاماً (وخصوصاً الأطفال) هم الأكثر تضرراً، لأن الحماية لدى الأشخاص في المرحلة العمرية المذكورة تكون غير مكتملة، ما يسبب ضرراً بالغاً على الشبكية. فلا يمنع الطفل من الذهاب إلى المدرسة بل يحذر وينصح بعدم النظر إلى الشمس وقت كسوفه.

وذكرت الهزاع أنه لا تبدأ آثار النظر لأشعة الشمس ـ خلال ظاهرة الكسوف ـ في الظهور فوراً، بل بعد فترة من الزمن متناسياً المريض أنه نظر مباشرةً إلى قرص الشمس سواء بالعين المجردة، أو بالتليسكوب وقت الكسوف الجزئي. حيث يشعر الإنسان بانخفاض حدة الإبصار بدرجة كبيرة مع وجود عتمات بجهاز الإبصار المركزي وعدم تمييز للألوان، بجانب حدوث تعرج في رؤية الخطوط المستقيمة. وبالفحص الطبي يتبين وجود بقع صفراء بمركز الإبصار نتيجة تأثير الأشعة على خلايا استقبال الصور والخلايا الملونة في الشبكية

فالخطر يأتي من الأشعة تحت الحمراء المخفية، وهي لا تُرى بالعين، ولذلك يظن الناظر إلى الشمس أنه لا مشكلة في ذلك، وهو لا يعلم أن هذه الأشعة الخطرة إذا ما دخلت عيناه، فيمكن أن تسبب جروحاً في مركر البصر في شبكية العين، ما يؤثر على حدة البصر.

وقالت الهزاع إن النظر مباشرة للكسوف بسبب الأشعة فوق البنفسجية، تزداد في الحالات الطبيعية خلال الفترة من العاشرة صباحاً وحتى الثانية ظهراً، وفي حالة الكسوف الجزئي للشمس، فإن تلك الأشعة تزداد عن معدلاتها الطبيعية، الأمر الذي يمثل خطورة كبيرة على مركز البصر في شبكيه العين والمسؤول عن حدة البصر.

وأوضحت أن الشمس تصدر نوعين من الأشعة، وهما الأشعة المرئية وغير المرئية، وتعد الأشعة غير المرئية هي الأخطر تأثيراً على شبكية الإنسان، وتسمى بالأشعة فوق البنفسجية.

وشددت البروفسورة سلوى الهزاع على أن النظر بالعين المجردة لكسوف الشمس له تأثير ضوئي كيميائي ضار، حيث يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الشبكية، وتختلف الأضرار الناتجة عن النظر لظاهرة كسوف الشمس من شخص إلى آخر، وفقاً لعدة عوامل، طول وقت النظر للشمس وسمك طبقة الأوزون بالمنطقة الموجود بها الشخص، ومنها حجم حدقة العين إضافة إلى عامل السن، فالأطفال أكثر تضرراً، فعلى الرغم من أن هناك حماية طبيعية للعين من الأشعة فوق البنفسجية تتمثل في القرنية وعدسة العين، اللتين تمتصان تلك الأشعة بما يوفر الحماية للشبكية، إلا أن تلك الحماية لدى الأشخاص في المرحلة العمرية المبكرة تكون غير مكتملة، ما يسبب ضرراً بالغاً على مركز البصر في الشبكية.

واختتمت إرشاداتها بالتأكيد أن الحماية والوقاية أمران ضروريان للحفاظ على سلامة العين، خصوصاً للأطفال ونصحهم بعدم الرؤية إلى الشمس مباشرة ومزاولة حياتهم اليومية المدرسية.