-A +A
د.علي القاسم - (جامعة أم القرى) aagassim@uqu.edu.sa
رؤية المملكة 2030 وضعت قطاع السياحة والضيافة أحد أهدافها الإستراتيجية وأحد المصادر البديلة في الاقتصاد الوطني، إذ تستهدف بحلول 2030 وصول 50 مليون سائح من خارج المملكة «Outbound»، هذا الرقم لا يشمل الزيادة المرتقبة في أعداد الحجاج والمعتمرين، المستهدفة بـ30 مليون حاج ومعتمر. الوصول إلى هذه الأرقام ليس بالأمر السهل تحقيقه، حيث يتطلب تكاتف جميع الأطراف ذات العلاقة، للعمل وفق خطة إستراتيجية واضحة المعالم.

واعتدنا في المملكة في السنوات الماضية، وحتى يومنا هذا على استقبال الحجاج والمعتمرين بأعداد تتجاوز 10 ملايين زائر سنوياً، وكذلك أغلب زوار الحج والعمرة هم من الفئات الثلاث التالية: الفئة الكادحة الذين مضت عليهم سنوات طويلة لجمع تكاليف رحلتهم لمكة والمدينة، ثم فئة كبار السن الذين يفضلون العودة لبلادهم في أسرع وقت نظراً لكبر سنهم وظروفهم الصحية، وأخيراً فئات لا تهتم كثيراً بالسياحة والاكتشاف والتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى.


ويتصف هذا النوع من الزوار في الغالب بضعف قوته الشرائية، والاكتفاء بالنفقات الأساسية كالسكن، والأكل والشرب وبالتالي فإن قطاع السياحة والاقتصاد المحلي لا يستفيد منهم كثيراً.

لذلك هناك تحدٍّ كبير لإنجاح قطاع السياحة في المملكة، يكمن في استقطاب شرائح مختلفة من زوار وسياح ذوي قدرة شرائية عالية، مثل شريحة رجال وسيدات الأعمال، شريحة المتعلمين والمستكشفين، وشريحة أصحاب الاهتمامات المختلفة، والمتقاعدين، الذين يفترض أن يأتوا للمملكة بالدرجة الأولى لهدف السياحة. هذا النوع من السياح هو الذي يجب على شركات السياحة والسفر ومنظمي الرحلات، ومنظمي الفعاليات وحتى شركات العمرة التركيز عليهم واستهدافهم في المرحلة المقبلة فهم في الحقيقة القيمة المضافة للاقتصاد الوطني ومن خلالهم يكمن نجاح قطاع السياحة.