أسوأ قرار يمكن أن تتخذه أي جهة في القطاعين العام والخاص أن توكل مهمة إدارة علاقاتها العامة وشؤونها الإعلامية لأشخاص ذوي مهارات ضعيفة أو لاعلاقة لهم بالإعلام بجانب حديثي التخرج الذين لم تعركهم ميادين التواصل العام، إذ إن ذلك سوف ينعكس لا محالة على سمعة الجهة وصورتها العامة، وقد يسقطها تماماً أمام الأزمات الإعلامية التي تحتاج إلى مهارات خاصة جداً لإدارتها.
خلال السنوات القليلة الماضية ومع انتشار ظاهرة الفاشنيستات و«مشاهير ارفع الشاشة لفوق» صرفت كثير من الجهات ميزانياتها الإعلانية والتسويقية على هؤلاء، وهو أمر جيد ولا مشكلة فيه إن كانت الجهة التي تستخدمهم هدفها الأساسي أن تبيع سلعاً استهلاكية أو ترغب في رفع مبيعاتها لفترة معينة لدى فئة صغار السن، لكن المضحك أن تلجأ جهة خدمية تريد تحسين صورتها وإبراز إنجازاتها أمام الرأي العام للـ«فاشنيستات» وتصرف ميزانيتها الإعلانية على «السنابيين»، وتتوقع أن ذلك سينفعها ويحسن سمعتها وينقل صورة محترمة عنها للناس، ثم تُصدم بأن الفئة التي تهتم لأمرها لا تتابع هؤلاء من الأساس وأن ميزانيتها الإعلانية ضاعت في دقائق بث تافهة لن يتذكرها أحد!
هذا الخطأ الذي وقعت فيه الجهات المشار إليها لم يكن ليحدث لو أن من يديرون علاقاتها العامة وشؤونها الإعلامية أشخاص واعون ومحترفون يعرفون أن تسويق الإنجازات والنجاحات يحتاج إلى وسائل توثيقية رصينة مثل مقالات وتقارير الصحف ووكالات الأنباء وغيرها، وسائل لها قيمتها وثقلها ومن شأنها أن تؤرشف وتحفظ هذه النجاحات للأبد بحيث يسهل الرجوع إليها لمن أراد في أي وقت.
المحترفون في العلاقات العامة والشأن الإعلامي يدركون كذلك أن «الفاشنيستات» ومشاهير «سناب شات» متميزون في مجالهم المحدد وهو تسويق السلع ورفع المبيعات لأن جمهورهم من فئة عمرية وثقافية محدودة، فئة لا تهتم بإنجازات المسؤول الفلاني ولا يعنيها تطور أداء الجهة الفلانية، فئة تعطي أمر «سكيب» فوراً لهذا النوع من الطرح.
اليوم عادت كثير من الجهات التي أكلت المقلب السابق للتواصل مع كتاب الرأي وإدارات تحرير الصحف طالبة الدعم والتغطية لجهودها وفعالياتها لتحسن صورتها أمام الرأي العام، وهذه خدمات لا يمكن تقديمها مجاناً من باب الفزعة بل هي خدمات إعلانية خالصة، ولذلك على هذه الجهات أن تدفع أولاً وتترك أسلوب التسول، أو يمكنها أن تطلب من الفاشنيستات كتابة مقالات وتقارير عن جهودها، على الأقل ستثير بذلك سخرية وضحك الناس عليها وهذه بحد ذاتها خدمة للمجتمع!
* كاتب سعودي
Hani_DH@
خلال السنوات القليلة الماضية ومع انتشار ظاهرة الفاشنيستات و«مشاهير ارفع الشاشة لفوق» صرفت كثير من الجهات ميزانياتها الإعلانية والتسويقية على هؤلاء، وهو أمر جيد ولا مشكلة فيه إن كانت الجهة التي تستخدمهم هدفها الأساسي أن تبيع سلعاً استهلاكية أو ترغب في رفع مبيعاتها لفترة معينة لدى فئة صغار السن، لكن المضحك أن تلجأ جهة خدمية تريد تحسين صورتها وإبراز إنجازاتها أمام الرأي العام للـ«فاشنيستات» وتصرف ميزانيتها الإعلانية على «السنابيين»، وتتوقع أن ذلك سينفعها ويحسن سمعتها وينقل صورة محترمة عنها للناس، ثم تُصدم بأن الفئة التي تهتم لأمرها لا تتابع هؤلاء من الأساس وأن ميزانيتها الإعلانية ضاعت في دقائق بث تافهة لن يتذكرها أحد!
هذا الخطأ الذي وقعت فيه الجهات المشار إليها لم يكن ليحدث لو أن من يديرون علاقاتها العامة وشؤونها الإعلامية أشخاص واعون ومحترفون يعرفون أن تسويق الإنجازات والنجاحات يحتاج إلى وسائل توثيقية رصينة مثل مقالات وتقارير الصحف ووكالات الأنباء وغيرها، وسائل لها قيمتها وثقلها ومن شأنها أن تؤرشف وتحفظ هذه النجاحات للأبد بحيث يسهل الرجوع إليها لمن أراد في أي وقت.
المحترفون في العلاقات العامة والشأن الإعلامي يدركون كذلك أن «الفاشنيستات» ومشاهير «سناب شات» متميزون في مجالهم المحدد وهو تسويق السلع ورفع المبيعات لأن جمهورهم من فئة عمرية وثقافية محدودة، فئة لا تهتم بإنجازات المسؤول الفلاني ولا يعنيها تطور أداء الجهة الفلانية، فئة تعطي أمر «سكيب» فوراً لهذا النوع من الطرح.
اليوم عادت كثير من الجهات التي أكلت المقلب السابق للتواصل مع كتاب الرأي وإدارات تحرير الصحف طالبة الدعم والتغطية لجهودها وفعالياتها لتحسن صورتها أمام الرأي العام، وهذه خدمات لا يمكن تقديمها مجاناً من باب الفزعة بل هي خدمات إعلانية خالصة، ولذلك على هذه الجهات أن تدفع أولاً وتترك أسلوب التسول، أو يمكنها أن تطلب من الفاشنيستات كتابة مقالات وتقارير عن جهودها، على الأقل ستثير بذلك سخرية وضحك الناس عليها وهذه بحد ذاتها خدمة للمجتمع!
* كاتب سعودي
Hani_DH@