قال لي والدي يوما «كوني دائما على استعداد لفقد شيء ما من حياتك»، وكأنه كان يهيئني ليوم سأفقد فيه ما أحب، وبطبيعتنا البشرية نتعلق بمن نحبهم لأنهم يزرعون في أرواحنا بساتين وحقولا من سنابل وورود، ورغم أن هؤلاء لا يتواجدون لدى الجميع، إلا أني كنت أكثر حظاً، فقد كانوا دائما معي في السراء والضراء، وقد يحدث أن يبرز بينهم نجم، متسامح مع الجميع، أضاء حوله مساحات من الفرح والبهجة؛ هو شقيقي أحمد.. الأجمل والأقرب إلى روحي. منذ رحيله عنا لم نجرؤ على الحديث عنه وحتى اللحظة، ونكتفي بعبارة (رحمه الله) حين يأتي ذكره، وأعلم في قرارة نفسي أن شقيقي الجميل المبهج يستحق أن نستحضره، ويستحق أن تبقى روحه النبيلة بيننا. لشقيقي سأعتذر لأني لم أكن أختا مثالية، رغم أني أدرك أنك لم تكن تتوقع مني سوى أن أكون كما أنا، إلا أني قصرت بالتواصل معك، في أوقات كانت الدنيا تشغل ساعات يومي، وكان طموحي أكبر من أحلامي ومسؤولياتي، أعتذر لأنني حرمت نفسي من أوقات كانت كنزا من الحب والسعادة. شقيقي الذي ملأ حياتي بالبهجة، وحوّل أحزانه من الحياة وشقائها إلى طرائف ومرح؛ أعتذر لك، وأسألك العفو والصفح والسماح، كنت صابرا، محبا، ذا قلب يتسع للجميع، ... السلام لروحك الغالية يا أحمد.