وقّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اليوم (الخميس)، بحضور سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة تشن وي تشينغ، ستة عقود مشتركة مع عدد من الشركات العالمية لتأمين أجهزة ومستلزمات طبية لمكافحة فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19) في الصين، بالتنسيق مع سفارة الصين لدى المملكة.
وشاهد الحضور في بداية حفل التوقيع، عرضاً مرئياً من إعداد السفارة الصينية في المملكة قدمت فيه الشكر للمملكة العربية السعودية على المبادرة الكريمة بتقديم مساعدات صحية لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد.
ثم ألقى المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، كلمة قال فيها: إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، يسعد مركز الملك سلمان للإغاثة اليوم بتوقيع عقود مساهمة المملكة العربية السعودية لدعم جمهورية الصين الشعبية لمكافحة فيروس «كورونا» (كوفيد 19)، مبيناً أن العقود تشمل توفير 1159 جهازاً طبياً تشخيصياً ووقائياً وعلاجياً، و300 ألف كمامة من نوع N95، و1000 من الألبسة العازلة وغيرها من المواد المهمة التي تستخدم في مثل هذه الأزمات.
وأوضح أن هذه الاستجابة السريعة من خادم الحرمين الشريفين تأتي تأكيداً على العلاقة المتينة بين البلدين وعمق الصداقة التاريخية بين المملكة والصين، مشيراً إلى أن هذه المبادرة النبيلة تعكس الدور الإنساني الريادي للمملكة التي تتصدر دول العالم في المبادرات الإنسانية والوقوف في مكافحة الأزمات التي تواجه الدول والمجتمعات، وتعمل جاهدة لدعم الاستقرار والتنمية المستدامة في العالم.
وفي ختام كلمته، رفع الدكتور الربيعة باسمه واسم منسوبي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الشكر والتقدير والعرفان لخادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، سائلاً المولى عز وجل أن يرفع عن البشرية الأمراض والأوبئة وأن يحفظ البلاد من كل سوء ومكروه.
من جهته، قال سفير الصين لدى المملكة: في غمرة بذل الحكومة الصينية أقصى جهودها لمكافحة فيروس «كورونا» أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اتصالاً هاتفياً بالرئيس الصيني شي جينبينغ، للتعبير عن دعمه الثابت للجانب الصيني لمكافحة الوباء وتوجيهه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم المساعدات إلى الصين بما يسهم في الوقاية من الوباء والسيطرة عليه، مبيناً أنه هذه الدفعة من المواد كانت كقطرة غيث إلى الأطباء والمرضى في مدينة ووهان وغيرها، ما يعكس المشاعر الطيبة الخالصة لحكومة المملكة وشعبها تجاه الشعب الصيني.
وأعرب السفير الصيني نيابة عن حكومة بلاده عن التقدير الخالص لخادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، وإلى المملكة حكومة وشعباً، والشكر موصول أيضاً إلى الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة ومنسوبي مركز الملك سلمان للإغاثة على جهودهم الشاقة المبذولة لإعداد هذه المواد بشكل عاجل، الذين يوصلون بذلك حبهم إلى قلوب الشعب الصيني، مبيناً أن الشعب الصيني لن ينسى مساعدات المملكة للصين بعد حدوث زلزال وونتشوان في عام 2008.
وأكد أن أمن الصحة العامة في عصر العولمة يتعلق بالمصير المشترك للبشرية جمعاء، والتدابير القوية التي تتخذها الصين ليست لحماية أرواح وصحة الشعب الصيني فحسب، بل تسهم أيضاً في ضمان الصحة بالعالم ككل، مفيداً بأن المملكة بصفتها رئيسة لقمة مجموعة العشرين لهذا العام قد جعلت الحفاظ على كوكب الأرض من المحاور الرئيسية للقمة وأن التضامن الدولي أفضل طريقة لمواجهة تحديات الأمراض الفيروسية وعزلها، موضحاً أن الصين والمملكة أبرزتا روح التضامن مع العالم خلال الكوارث والأمراض في الأعوام السابقة.
وقال السفير الصيني: رغم أننا ما نزال نواجه تحديات لكن ثمة مؤشرات إيجابية في الوضع الحالي حيث ظلت نسبة الوفيات لفيروس كورونا الجديد على نحو 2% الذي يعد مستوى منخفضاً، وقد بدأ عدد حالات الإصابة المؤكدة بالمرض بالتراجع في جميع أنحاء الصين ما عدا مقاطعة هوبيه، مؤكداً اتخاذ الحكومة الصينية عدة تدابير وقائية للسيطرة على المرض.
عقب ذلك، وقع مساعد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة للشؤون الإدارية والمالية الدكتور صلاح المزروعي ستة عقود مع عدد من الشركات العالمية لمكافحة مرض «كورونا»، حيث وقع المزروعي عقداً لتأمين 300 ألف كمامة من نوع (N95)، ووقع عقداً لتوفير 60 جهازاً للأشعة الصوتية، كما وقع عقدًا آخر لتأمين 30 جهازاً للتنفس الصناعي و89 جهازاً لصدمات القلب و200 مضخة حقن وريدية.
كما وقع الدكتور المزروعي عقداً لتأمين 277 جهازاً لمراقبة المرضى، وعقداً لتأمين 500 مضخة محاليل وريدية، وعقداً آخر لتوفير ثلاثة أجهزة للغسيل الكلوي، وعقداً أخيراً لتأمين 1000 لباس عازل.
وفي نهاية الحفل، تبادل الدكتور عبدالله الربيعة والسفير الصيني الهدايا التذكارية.