هناك مشكلة هيكلية في النظام السياسي الأمريكي تجعله مختلفاً عن أنظمة الديمقراطيات التقليدية. في الولايات المتحدة يمكن أن يحدث فجأة، وبدون سابق معرفة سياسية متمرسة، أن يظهرَ منافسٌ على المناصبِ العامةِ الرفيعةِ في البلادِ، دون أن يكون له سابق خبرة مهنية بالعملِ السياسي.
الرئيسُ ترمب، من الرؤساء الأمريكيين، الذين نافسوا على كرسي الرئاسة، دون أن يكون لهم سابق تجربة متمرسة من خلال العمل الحزبي. عندما ظهرت إمكاناته الانتخابية، في مراحل متأخرة من الانتخابات التمهيدية ٢٠١٦، جرى تبنيه من قبلِ الحزب الجمهوري!
هذه الخلفية السياسية المنعدمة للرئيس ترمب طغت عليها خلفيته التجارية الثرية والواسعة في مجال المال والأعمال، لذا: من أول يوم له في البيتِ الأبيضِ عزمَ على إدارةِ البلاد، كشركة مملوكة له بالكامل.. أو كمنظمٍ محترفٍ لمبارياتِ المصارعةِ، في أحد الكايونيوهات التي يملكها في لاس فيغاس. الأولى: اتخذها أسلوباً لإدارة البلاد.. والأخرى: اتخذها مسلكاً لمواجهةِ خصومه السياسيين والصحافة.
بعد أن نجح الرئيسُ ترمب في امتحانين عسيرين كادا الإطاحة برئاسته، آخرها إفلاته من محاولة عزله، رجع إلى أسلوبِه المتسلطِ، الذي تمرسَ عليه في عالمِ المالِ والأعمال. قررَ الانتقامَ من كلِ من شارك في ما يعتبره مؤامرة للانقلاب عليه.. وكذا مكافأة من وقف إلى جانبه، حتى لو أدين بجرائم يعاقبُ عليها القانون. أقدمَ على إقالةِ شاهدين شهدا ضِدَه في مجلسِ النوابِ، في قضيةِ أوكرانيا. الأول: مدني، سفير بلاده في الناتو.. والآخر: يعمل مستشاراً عسكرياً في البيت الأبيض. زاد في حالة الشاهد العسكري أن حرض بمحاكمته عسكرياً، بتهمةِ عدمِ الانضباطِ والافتقارِ إلى الولاء.
لم يكتف الرئيس ترمب بذلك، بل حاول أن يتدخل في أعمال السلطة القضائية لتبرئة صديقين له، جرى إثبات تهم جنائية ضدهما، لها علاقة بخطاياه السياسية، وينتظران النطق بالحكم، مستخدماً وزيرَ العدلِ الموالي له. في إحدى هذه القضايا ثبت الجرم على الجاني وضغط الرئيس لتخفيف العقوبة، مع احتمال إلغائها. أما الآخر، فسعى لإفلاته من العقاب، عن طريق مناورة إعادة محاكمته، بعد أن تراجع عن اعترافاته، حيث كان ينتظر الحكم عليه، أيضاً: بتواطؤ من مدعيه العام.
الرئيس ترمب، لن يقلع عن خلفيته كرجل أعمال يملك منفرداً إمبراطورية مال وأعمال ممتدة.. ولن يتخلى عن أسلوبه في الحكم بوهمِ شعوره تمتعه بحصانة مطلقة، تماماً كمن يتصرف بماله.. ويتسلط على العاملين عنده.
بعد تجاوزه أزمة عزله، انبرى الرئيس ترمب لمحاسبة معارضيه وإثابَةِ من يدين له بالولاء، فهل يسلمَ من الوقوعِ في أخطاءٍ سياسيةٍ قاتلة، قد تُودِي به سياسياً، هذه المرة، حتى قبل موعد الانتخابات القادمة. أو هو نفسه، والنخبة السياسية الحاكمة في واشنطن، يصبحون جميعاً، على موعدٍ ليومِ حسابٍ عسيرٍ يَنْصُبهُ لهم الشعبُ الأمريكي، في الثالثِ من نوفمبر القادم.
* كاتب سعودي
talalbannan@icloud.com
الرئيسُ ترمب، من الرؤساء الأمريكيين، الذين نافسوا على كرسي الرئاسة، دون أن يكون لهم سابق تجربة متمرسة من خلال العمل الحزبي. عندما ظهرت إمكاناته الانتخابية، في مراحل متأخرة من الانتخابات التمهيدية ٢٠١٦، جرى تبنيه من قبلِ الحزب الجمهوري!
هذه الخلفية السياسية المنعدمة للرئيس ترمب طغت عليها خلفيته التجارية الثرية والواسعة في مجال المال والأعمال، لذا: من أول يوم له في البيتِ الأبيضِ عزمَ على إدارةِ البلاد، كشركة مملوكة له بالكامل.. أو كمنظمٍ محترفٍ لمبارياتِ المصارعةِ، في أحد الكايونيوهات التي يملكها في لاس فيغاس. الأولى: اتخذها أسلوباً لإدارة البلاد.. والأخرى: اتخذها مسلكاً لمواجهةِ خصومه السياسيين والصحافة.
بعد أن نجح الرئيسُ ترمب في امتحانين عسيرين كادا الإطاحة برئاسته، آخرها إفلاته من محاولة عزله، رجع إلى أسلوبِه المتسلطِ، الذي تمرسَ عليه في عالمِ المالِ والأعمال. قررَ الانتقامَ من كلِ من شارك في ما يعتبره مؤامرة للانقلاب عليه.. وكذا مكافأة من وقف إلى جانبه، حتى لو أدين بجرائم يعاقبُ عليها القانون. أقدمَ على إقالةِ شاهدين شهدا ضِدَه في مجلسِ النوابِ، في قضيةِ أوكرانيا. الأول: مدني، سفير بلاده في الناتو.. والآخر: يعمل مستشاراً عسكرياً في البيت الأبيض. زاد في حالة الشاهد العسكري أن حرض بمحاكمته عسكرياً، بتهمةِ عدمِ الانضباطِ والافتقارِ إلى الولاء.
لم يكتف الرئيس ترمب بذلك، بل حاول أن يتدخل في أعمال السلطة القضائية لتبرئة صديقين له، جرى إثبات تهم جنائية ضدهما، لها علاقة بخطاياه السياسية، وينتظران النطق بالحكم، مستخدماً وزيرَ العدلِ الموالي له. في إحدى هذه القضايا ثبت الجرم على الجاني وضغط الرئيس لتخفيف العقوبة، مع احتمال إلغائها. أما الآخر، فسعى لإفلاته من العقاب، عن طريق مناورة إعادة محاكمته، بعد أن تراجع عن اعترافاته، حيث كان ينتظر الحكم عليه، أيضاً: بتواطؤ من مدعيه العام.
الرئيس ترمب، لن يقلع عن خلفيته كرجل أعمال يملك منفرداً إمبراطورية مال وأعمال ممتدة.. ولن يتخلى عن أسلوبه في الحكم بوهمِ شعوره تمتعه بحصانة مطلقة، تماماً كمن يتصرف بماله.. ويتسلط على العاملين عنده.
بعد تجاوزه أزمة عزله، انبرى الرئيس ترمب لمحاسبة معارضيه وإثابَةِ من يدين له بالولاء، فهل يسلمَ من الوقوعِ في أخطاءٍ سياسيةٍ قاتلة، قد تُودِي به سياسياً، هذه المرة، حتى قبل موعد الانتخابات القادمة. أو هو نفسه، والنخبة السياسية الحاكمة في واشنطن، يصبحون جميعاً، على موعدٍ ليومِ حسابٍ عسيرٍ يَنْصُبهُ لهم الشعبُ الأمريكي، في الثالثِ من نوفمبر القادم.
* كاتب سعودي
talalbannan@icloud.com