تجمع تجربة الشاعر الفذ بين العمق وبين البساطة. وتعبّرُ بأقل وأخف المفردات عن مجموعة حيوات كأنما عاشها المبدع في أكثر من جسد وأكثر من روح، وعندما يرحل الشاعر مبكراً تكتسي تجربته لبوس المأساة والفقد الموجع وكلما تعود لقراءة شعره تجد قصائده تبكي، والشاعر النموذجي الأمير سعود بن بندر طبع فينا نهارات الحزن قبل أن يجرفه نهر الغروب ومدّ لأرواحنا شَرَكاً ليحررنا فيه من سجن الحرية فنخلو بأنفسنا ونفتح حقائب الأحزان مرددين في سمع الراحلين «تولعت بك والله كتب لي على فرقاك، حسيبي على الحظ الردي كانه اشقاني» هذا المطلع الذي يمثل بيت القصيد بجمعه بين ثنائيات الحيرة والفلسفة والتسليم والاحتجاج والاعتراف بالتولع والعجز عن تفادي الفراق ليتناغم مع كل أدبيات الأديان والمفكرين «عش ما عشت فإنك ميّت..وأحبب من شئت فإنك مفارق» لتغدو يومياتنا أسيرة خوف الحرمان وخوف الفقد فيظللنا شاعر بفيء حرفه ويربي ذائقتنا على استحضار البُعد المفقود من معادلة الحياة.
تقوم صفقة الغرام على غُرم متبادل بين ما يأتي وما لا يأتي فتحضر الروح ويغيب الجسد في حين أن شروط الصفقة الحسيّة لا تكتمل إلا بتكامل المعنى والمبنى «أنا ما شعرت أني مع الناس قبل ألقاك، ولا ذقت للدنيا طعم قبل تلقاني».
تنفتح رؤى وتطلعات المتلقي بالنص على النص ولو كنت تتلو عليه هذا القصيدة شفاهة سيتبنى حسن الظن في الحظ الذي هو عنوان رئيس في القصة الشعرية المسردنة ولكنه مؤمن أن العشق الصادق غير محظوظ فيأتي الاعتراف الثاني بفضل المحبوب على المحب الموهوب «ولا كنت احس بروعة الحب قبل اهواك، ولولا عيونك ما كتبت أجمل ألحاني».
وبما أنه لا يهيّج الأشواق مثل التذكر، يكشف لنا شاعرنا جانباً من سر التكوين الخالص للنص وينفخ من روحه في روح المكان والزمان إذ يجتمعان في حضرة الفاتن والمفتون من بني الإنسان «سقى الله ليالي خالده عشتها وياك، بدرب الحويه بين عشب وغدراني». وسرعان ما ينتقل بنا الحداء الشجي إلى الرسم بالكلمات فيدخلنا معه في صورة تجمع بين الهوية المكانية الصحراوية والطبيعة الطبوغرافية وقابلية الرمل للاحتفاظ بأثر العابرين لتتماهى ألوان اللوحة مع واحة الشاعر الذي دخل في أزمنة أسلافه الشعراء وهو لا يبرح رصد كل التفاصيل ليجملها لنا في «تذكرت يوم أقبلت كنك تحسب خطاك، تمايل بعود نايف الطول رياني، وترفع طرف ملبوسك الضيق بيمناك، وشلال شعرك تنثره فوق الامتاني».
ولأن براعة الشاعر تتجلى في سطره الأخير الذي يشبه التوقيع والبصمة والختام الممهور بالاستعانة بما يطفئ نيران الفقد متمثلاً في استرجاع وإحياء الذكريات التي هي عمر لا منتهى له إلا بانقطاع حبل الذاكرة «ترى اللي يسليني عن مشاهدك ذكراك، أنا مستحيل أنساك أخاف أنت تنساني».
تقوم صفقة الغرام على غُرم متبادل بين ما يأتي وما لا يأتي فتحضر الروح ويغيب الجسد في حين أن شروط الصفقة الحسيّة لا تكتمل إلا بتكامل المعنى والمبنى «أنا ما شعرت أني مع الناس قبل ألقاك، ولا ذقت للدنيا طعم قبل تلقاني».
تنفتح رؤى وتطلعات المتلقي بالنص على النص ولو كنت تتلو عليه هذا القصيدة شفاهة سيتبنى حسن الظن في الحظ الذي هو عنوان رئيس في القصة الشعرية المسردنة ولكنه مؤمن أن العشق الصادق غير محظوظ فيأتي الاعتراف الثاني بفضل المحبوب على المحب الموهوب «ولا كنت احس بروعة الحب قبل اهواك، ولولا عيونك ما كتبت أجمل ألحاني».
وبما أنه لا يهيّج الأشواق مثل التذكر، يكشف لنا شاعرنا جانباً من سر التكوين الخالص للنص وينفخ من روحه في روح المكان والزمان إذ يجتمعان في حضرة الفاتن والمفتون من بني الإنسان «سقى الله ليالي خالده عشتها وياك، بدرب الحويه بين عشب وغدراني». وسرعان ما ينتقل بنا الحداء الشجي إلى الرسم بالكلمات فيدخلنا معه في صورة تجمع بين الهوية المكانية الصحراوية والطبيعة الطبوغرافية وقابلية الرمل للاحتفاظ بأثر العابرين لتتماهى ألوان اللوحة مع واحة الشاعر الذي دخل في أزمنة أسلافه الشعراء وهو لا يبرح رصد كل التفاصيل ليجملها لنا في «تذكرت يوم أقبلت كنك تحسب خطاك، تمايل بعود نايف الطول رياني، وترفع طرف ملبوسك الضيق بيمناك، وشلال شعرك تنثره فوق الامتاني».
ولأن براعة الشاعر تتجلى في سطره الأخير الذي يشبه التوقيع والبصمة والختام الممهور بالاستعانة بما يطفئ نيران الفقد متمثلاً في استرجاع وإحياء الذكريات التي هي عمر لا منتهى له إلا بانقطاع حبل الذاكرة «ترى اللي يسليني عن مشاهدك ذكراك، أنا مستحيل أنساك أخاف أنت تنساني».