أرعب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون العالم قبل أيام بخطابه عن خطة بلاده لمواجهة تفشي فايروس كورونا عندما أكد أن الكثير من العائلات ستفقد أحباءها في وقت مبكر، وأن الحكومة لا تملك شيئاً سوى محاولة تأخير ذروة انتشار الفايروس لأسابيع عدة، فيما توقع مستشاروه أن يصاب نحو 60% من البريطانيين بالمرض معتبرين ذلك أمراً يسهم في تشكيل مناعة جماعية ضده لاحقاً.
هذه التصريحات المثيرة للفزع جاءت في الوقت الذي لم يتجاوز فيه عدد البريطانيين الذين كُشف عن إصابتهم بالفايروس 596 مصاباً، وكان يمكن لجونسون أن يؤجل الرعب لخطابات لاحقة ويجعل هذا الخطاب لطمأنة الناس ويدبجه ببعض النصائح والإرشادات لتجنب الإصابة، لكنه قرر أن يتبع المدرسة البريطانية العريقة في مواجهة الأزمات عبر «افتراض الأسوأ»، والصراحة الكبيرة في توضيح مدى قدرة القطاع الصحي في بلاده على الصمود دون أي مواربة أو التفاف على الحقائق.
البريطانيون لم يشتموا رئيسهم عقب خطابه بصفته «جالب أخبار سيئة»، ولم يخرجوا في مظاهرات ليقولوا له «لا تجلب لنا الشؤوم» أو «فال الله ولا فالك»، وإنما اعتبروه شجاعاً وصادقاً وزاد إعجابهم به بعد أن أخذوا المسألة على محمل الجد، وبدأوا في الاستعداد لما هو أسوأ بعقلانية وحذر.
ما لا يفهمه كثير ممن اعتبروا خطاب جونسون شديد المبالغة أن هذا الأسلوب في مواجهة الأزمات أساس السياسة البريطانية العريقة التي أصبحت بفضلها بريطانيا دولة عظمى وحكمت نصف العالم في يوم من الأيام، وما زالت وستبقى رقماً صعباً بين الأمم.
على النقيض تماماً مما حدث في بريطانيا يمكن اعتبار الوضع الكارثي لفايروس كورونا في إيران وغيرها من الدول التي تفشى فيها المرض بسرعة شديدة نتاجاً طبيعياً لعدم مصداقية الحكومات وعدم كفاءتها وجبنها في مواجهة شعوبها رغم ضعف إمكاناتها الصحية، فالإيرانيون قللوا من أهمية المرض وجعلوا شعبهم الغارق في الخرافات والكهنوت يواجه المرض بلعق أسوار الأضرحة والحج لها، فتفجر الوضع تماماً وخرج عن السيطرة، حتى تحولت إيران إلى بؤرة لتصدير هذا المرض إلى العالم، بينما في الجهة المقابلة من الخليج يفخر السعوديون بأن بلادهم سبقت بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما في اتخاذ إجراءات وقائية صارمة لإدارة المواجهة مع هذا الفايروس الخطير، وبات الذين اعتبروا تلك الإجراءات «مبالغة» أو هلعاً غير مبرر يعضون أصابع الندم ويؤمنون أن السعودية دولة عظمى بحق ذات قيادة مسؤولة تعي جيداً كيف تحمي شعبها وتواجه الأزمات بشجاعة وحكمة يقف لها العالم احتراماً.
هذه التصريحات المثيرة للفزع جاءت في الوقت الذي لم يتجاوز فيه عدد البريطانيين الذين كُشف عن إصابتهم بالفايروس 596 مصاباً، وكان يمكن لجونسون أن يؤجل الرعب لخطابات لاحقة ويجعل هذا الخطاب لطمأنة الناس ويدبجه ببعض النصائح والإرشادات لتجنب الإصابة، لكنه قرر أن يتبع المدرسة البريطانية العريقة في مواجهة الأزمات عبر «افتراض الأسوأ»، والصراحة الكبيرة في توضيح مدى قدرة القطاع الصحي في بلاده على الصمود دون أي مواربة أو التفاف على الحقائق.
البريطانيون لم يشتموا رئيسهم عقب خطابه بصفته «جالب أخبار سيئة»، ولم يخرجوا في مظاهرات ليقولوا له «لا تجلب لنا الشؤوم» أو «فال الله ولا فالك»، وإنما اعتبروه شجاعاً وصادقاً وزاد إعجابهم به بعد أن أخذوا المسألة على محمل الجد، وبدأوا في الاستعداد لما هو أسوأ بعقلانية وحذر.
ما لا يفهمه كثير ممن اعتبروا خطاب جونسون شديد المبالغة أن هذا الأسلوب في مواجهة الأزمات أساس السياسة البريطانية العريقة التي أصبحت بفضلها بريطانيا دولة عظمى وحكمت نصف العالم في يوم من الأيام، وما زالت وستبقى رقماً صعباً بين الأمم.
على النقيض تماماً مما حدث في بريطانيا يمكن اعتبار الوضع الكارثي لفايروس كورونا في إيران وغيرها من الدول التي تفشى فيها المرض بسرعة شديدة نتاجاً طبيعياً لعدم مصداقية الحكومات وعدم كفاءتها وجبنها في مواجهة شعوبها رغم ضعف إمكاناتها الصحية، فالإيرانيون قللوا من أهمية المرض وجعلوا شعبهم الغارق في الخرافات والكهنوت يواجه المرض بلعق أسوار الأضرحة والحج لها، فتفجر الوضع تماماً وخرج عن السيطرة، حتى تحولت إيران إلى بؤرة لتصدير هذا المرض إلى العالم، بينما في الجهة المقابلة من الخليج يفخر السعوديون بأن بلادهم سبقت بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما في اتخاذ إجراءات وقائية صارمة لإدارة المواجهة مع هذا الفايروس الخطير، وبات الذين اعتبروا تلك الإجراءات «مبالغة» أو هلعاً غير مبرر يعضون أصابع الندم ويؤمنون أن السعودية دولة عظمى بحق ذات قيادة مسؤولة تعي جيداً كيف تحمي شعبها وتواجه الأزمات بشجاعة وحكمة يقف لها العالم احتراماً.