" data-responsive="https://www.okaz.com.sa/uploads/images/2020/03/17/1527984.jpg" data-src="https://www.okaz.com.sa/uploads/images/2020/03/17/1527984.jpg">
"كورونا" يُبعد أفراد المجتمع عن الأماكن العامة تفعيلا للإجراءات الاحترازية
-A +A
نجلاء رشاد (جدة) NajlaaRshad@

«البُعد» ينتابنا بـ «الخوف والقلق والرعب»، والإحساس به «مؤلم» فهو حالة تجتاح الإنسان «عنوةً»، فلا قلب يتحمله ولا عقل يطيقه.

مصطلح «البُعد» اُستهلك كثيرا تزامنًا مع فايروس «كورونا»، ولكنه قد يبعث الطمأنينة رغم الإكراه، تحسباً لوقوع المكروه، فسن «البُعد» قانونه على الطلاب في التعليم والجامعات، وموظفي الدوائر الحكومية وجهات الاختصاص وبعض الشركات والمؤسسات، تحت مسمى «عن بُعد».

كما فرض «البُعد» قانونه على الأحبة والخلان بـ «العزل» و«الحجر» لوقاية أنفسهم ومحبيهم من الداء المرعب، مرددين «مرغم أخاك لا بطل».

حتى العادات لم تسلم من قانون «البُعد» تحت ظروف «كورونا» فاضطر البعض الابتعاد عن عاداتهم كالمشي على الشاطئ وممارسة هواية ركوب الدراجات والأنشطة البحرية واحتساء كوب القهوة في الأماكن العامة.

رغم بشاعة «البُعد» إلا أن «كورونا» أنعش ثقافة «عن بُعد» التي كانت غائبة على المجتمع، وأثبت مع «التقنية» إمكانية تجاوز الصعاب وقهرها.

وقد يكون «البُعد» ليس عائقًا كما يتصوره البعض، فرغم غياب «الأثير» قديمًا، تغنى الفنانون بقصائد الحب التي لم يُعقها «البُعد»، راضين بـ «قليله» استجابة للظروف.

فتغنى فريد الأطرش بكلمات الكاتب المصري يوسف بدروس «كفاية أشوفك من بعيد لبعيد»، كما ترنمت نجاة الصغيرة بـ «البعيد عنك قريب» للشاعر الغنائي حسين سيد، واكتفى الشاعر إبراهيم خفاجي بالنظر مراعاة لـ «الوقت والخاطر» في أغنية فنان العرب «أشوفك كل يوم وأروح وأقول نظره تردَّ الرُّوح».

وأخيرًا..لعل مقولة «خلك بعيد حبك يزيد» تُصبر قلوب «الملتاعين» خلال أزمة تفشي فايروس «كورونا».