في الأزمات تكون الحاجة ماسة للإعلام، لأن الناس بحاجة للمعلومة، وتحليلها، ومعرفة خلفية الحدث الذي يعيشونه. مثلما أنهم بحاجة إلى قصص ملهمة، وسماع آراء الخبراء. واليوم في ظل مواجهة جائحة فايروس كورونا المستجد نلحظ أن جزءاً من أزمتنا هو الإعلام، وخصوصاً المرئي.
الواضح أن لدينا خللاً في الخلط ما بين وسائل الإعلام، ووسائل التواصل، حيث بات كل شيء «هاشتاق»، ومن أفضل ما كتب حول ذلك مقال الدكتور عثمان الصيني رئيس تحرير صحيفة الوطن الأحد الماضي بعنوان: «لماذا نجحت وزارة الصحة إعلامياً»؟
الإشكالية اليوم أن بعض الإعلام المرئي يتعامل مع فايروس كورونا وكأنه عداد وفيات دون إمعان بمدلولات الأرقام، وأهمية المحتوى. والملفت هنا ما نشرته هيئة الاتصالات السعودية لاستخدام شبكة النت منذ تطبيق الإجراءات الاحترازية لفايروس كورونا، حيث اتضح أن أعلى خمسة تطبيقات هي، حسب الترتيب، يوتيوب، فيسبوك، بلايستيشن، سناب شات، ثم نتفلكس.
وذاك يعني حاجة الناس إلى المحتوى، ترفيه، ومعلومات مفصلة، وليس تغريدة، وهذا طبيعي بسبب أهمية الأزمة، واتساع الوقت، وهذا مؤشر لقنواتنا التلفزيونية إن هي أرادت تجويد المحتوى، وإدراك أهمية التوقيت، وذلك بدلاً عن التغطية الإعلامية المذعورة، المثيرة للهلع!
ولذا فإن واقع إعلامنا اليوم يتطلب تطبيق نصيحة وزارة الصحة للتعامل مع كورونا المستجد، والنصيحة هي: العزل، وغسل اليدين، وتجنب التجمعات. العزل يعني أن يكون الظهور لمتخصصين، وليس مشاهير. وغسل اليدين من أفكار «افتراضية» فالإعلام ليس تويتر. أما تجنب التجمعات، فيعني ببساطة تجنب الشللية، وهي آفة إعلامنا. وقد يقول قائل وما الحل؟
الإجابة هي لماذا لا يوجد لدينا، مثلاً، برنامج يومي مخصص لمتابعة الأزمة يكون منصة للسعوديين القاطنين في بيوتهم يطلعهم على جديد البلد، والنصائح، حيث محاورة المتخصصين ليشرحوا أفضل طرق الاستفادة مع العائلة بالمنزل، وكذلك محاورة المسؤولين، خصوصاً أن شرح المتحدث الرسمي للصحة يحتاج أحياناً لشروحات أكثر بسبب كمية الشائعات، وإجراء لقاءات مع أشخاص بالعزل لمعرفة تفاصيل حياتهم بعد الإصابة لأن قصصهم تعد أكثر تحفيزاً.
وكذلك قصص إنسانية عن كوادرنا الصحية التي نفخر بها، وقصص، أي تحقيقات، وليس فقط اتصال، عن أبنائنا وبناتنا الطلاب في الخارج حيث تقطعت بهم السبل. وتحقيقات عن المتاجر، وحركة البضائع، وقصص عن من يصنعون لنا الخبز، وغيرها. وكيف تعمل الوزارات المعنية؟ والأجهزة الأمنية التي تقوم بجهود مميزة على مدار الساعة. ولماذا لا يكون هناك برنامج طبيبك لمدة نصف ساعة يومياً يشرح، ويجيب على الاستفسارات، ويطمئن الناس. ولو سمحت المساحة فإن القائمة تطول.
المهم الآن هو تطبيق نصيحة الصحة على الإعلام، العزل، وغسل اليدين، وتجنب التجمعات، على أمل إعلام أكثر تأثيراً.
tariq@al-homayed.com
الواضح أن لدينا خللاً في الخلط ما بين وسائل الإعلام، ووسائل التواصل، حيث بات كل شيء «هاشتاق»، ومن أفضل ما كتب حول ذلك مقال الدكتور عثمان الصيني رئيس تحرير صحيفة الوطن الأحد الماضي بعنوان: «لماذا نجحت وزارة الصحة إعلامياً»؟
الإشكالية اليوم أن بعض الإعلام المرئي يتعامل مع فايروس كورونا وكأنه عداد وفيات دون إمعان بمدلولات الأرقام، وأهمية المحتوى. والملفت هنا ما نشرته هيئة الاتصالات السعودية لاستخدام شبكة النت منذ تطبيق الإجراءات الاحترازية لفايروس كورونا، حيث اتضح أن أعلى خمسة تطبيقات هي، حسب الترتيب، يوتيوب، فيسبوك، بلايستيشن، سناب شات، ثم نتفلكس.
وذاك يعني حاجة الناس إلى المحتوى، ترفيه، ومعلومات مفصلة، وليس تغريدة، وهذا طبيعي بسبب أهمية الأزمة، واتساع الوقت، وهذا مؤشر لقنواتنا التلفزيونية إن هي أرادت تجويد المحتوى، وإدراك أهمية التوقيت، وذلك بدلاً عن التغطية الإعلامية المذعورة، المثيرة للهلع!
ولذا فإن واقع إعلامنا اليوم يتطلب تطبيق نصيحة وزارة الصحة للتعامل مع كورونا المستجد، والنصيحة هي: العزل، وغسل اليدين، وتجنب التجمعات. العزل يعني أن يكون الظهور لمتخصصين، وليس مشاهير. وغسل اليدين من أفكار «افتراضية» فالإعلام ليس تويتر. أما تجنب التجمعات، فيعني ببساطة تجنب الشللية، وهي آفة إعلامنا. وقد يقول قائل وما الحل؟
الإجابة هي لماذا لا يوجد لدينا، مثلاً، برنامج يومي مخصص لمتابعة الأزمة يكون منصة للسعوديين القاطنين في بيوتهم يطلعهم على جديد البلد، والنصائح، حيث محاورة المتخصصين ليشرحوا أفضل طرق الاستفادة مع العائلة بالمنزل، وكذلك محاورة المسؤولين، خصوصاً أن شرح المتحدث الرسمي للصحة يحتاج أحياناً لشروحات أكثر بسبب كمية الشائعات، وإجراء لقاءات مع أشخاص بالعزل لمعرفة تفاصيل حياتهم بعد الإصابة لأن قصصهم تعد أكثر تحفيزاً.
وكذلك قصص إنسانية عن كوادرنا الصحية التي نفخر بها، وقصص، أي تحقيقات، وليس فقط اتصال، عن أبنائنا وبناتنا الطلاب في الخارج حيث تقطعت بهم السبل. وتحقيقات عن المتاجر، وحركة البضائع، وقصص عن من يصنعون لنا الخبز، وغيرها. وكيف تعمل الوزارات المعنية؟ والأجهزة الأمنية التي تقوم بجهود مميزة على مدار الساعة. ولماذا لا يكون هناك برنامج طبيبك لمدة نصف ساعة يومياً يشرح، ويجيب على الاستفسارات، ويطمئن الناس. ولو سمحت المساحة فإن القائمة تطول.
المهم الآن هو تطبيق نصيحة الصحة على الإعلام، العزل، وغسل اليدين، وتجنب التجمعات، على أمل إعلام أكثر تأثيراً.
tariq@al-homayed.com