جانب من قرية افيس بعد تعرضها لغارات قوات النظام السوري في محافظة ادلب (أ.ف.ب.)
جانب من قرية افيس بعد تعرضها لغارات قوات النظام السوري في محافظة ادلب (أ.ف.ب.)
-A +A
«عكاظ» (وكالات) @okaz_policy

دعت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة حول سورية اليوم (السبت) إلى وقف لإطلاق النار لتفادي "تفاقم الكارثة" في بلاد تشهد نزاعاً مسلحاً منذ تسع سنوات مع ظهور أول إصابات فيها بفيروس كورونا المستجد.

وقال رئيس اللجنة باولو سيرجيو بينيرو إن "وباء كوفيد-19 يشكل تهديداً مميتاً للمدنيين السوريين. كما أنه سيضرب من دون تمييز وسيكون تأثيره مدمراً على الأكثر ضعفاً في غياب إجراءات وقائية عاجلة".

وسجلت دمشق حتى الآن خمس إصابات بكورونا المستجد، فيما لم تُسجل أي حالات في المناطق الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية في محافظة إدلب (شمال غرب) وشمال حلب، أو في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق البلاد.

واتخذت الحكومة السورية سلسلة إجراءات وصفتها بالاحترازية في الأسبوعين الأخيرين، تضمنت إعلان حظر تجول ليلي، وإغلاق المدارس والجامعات والمقاهي والأسواق ودور العبادة وغيرها.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش دعا إلى "وقف فوري لاطلاق النار في جميع انحاء العالم"، كما دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن إلى وقف شامل لإطلاق النار في البلاد لتركيز الجهود على مكافحة فيروس كورونا المستجد.

وقال بينيرو "لتفادي المأساة التي تلوح في الأفق، يجدر بالأطراف الإستجابة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الخاص لوقف إطلاق النار، وإلا سيحكم على عدد كبير من المدنيين بموت يُمكن تفاديه".

واستنزفت تسع سنوات من الحرب المنظومة الصحية في أنحاء سوريا، مع دمار المستشفيات ونقص الكوادر الطبية، إلا أن الوضع يبدو أكثر هشاشة في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن 70 في المئة من العاملين في المجال الصحي غادروا سورية، حيث 64 في المئة من المستشفيات كانت لا تزال في الخدمة حتى نهاية العام 2019.

واعتبرت لجنة التحقيق أن هذا الوضع المأساوي سببه "بشكل كبير القوات الموالية للحكومة التي تستهدف المنشآت الطبية بشكل ممنهج". ودعت إلى وقف فوري" لهذه "الإعتداءات".

وحذرت منظمة الصحة العالمية بشكل أساسي من أن يطال الوباء المخيمات المكتظة بالنازحين في محافظة إدلب، التي شهدت منذ مطلع ديسمبر هجوماً واسعاً لقوات النظام بدعم روسي استمر نحو ثلاثة أشهر، ودفع بنحو مليون شخص إلى الفرار من القصف. وعشرات الآلاف منهم سبق أن نزحوا لمرات عدة.

ولجأ الجزء الأكبر من هؤلاء إلى المنطقة الحدودية مع تركيا حيث تنتشر مخيمات النازحين الذين يعيشون في ظروف إنسانية سيئة ولا تتوفر لهم أبسط الخدمات من مياه نظيفة وشبكات صرف صحي.