خلال الأسابيع الماضية، شهد العالم تغيرات كبيرة بتفشي وباء كورونا الجديد (كوفيد١٩) من مصدره الصين إلى دول أوروبية وأمريكا وظهور عدد من الممارسات والخطط والإستراتيجيات للتعامل مع هذا الوباء، ومن أهمها إستراتيجية العزل والتباعد الاجتماعي ووقف جميع فرص الاجتماع، خصوصا في التعليم والرياضة والأعمال الحكومية والأهلية ومنع التجول وإرشاد الناس للبقاء في بيوتهم، وهو ما اختارته الصين فور انتشار الوباء في مدينة ووهان، والمملكة العربية السعودية، وعدد من الدول، التي أظهرت نجاحاً باهراً في الحد من انتشاره وتقليل مخاطره، ومن الإستراتيجيات التي ثبت فشلها هي ما انتهجته بريطانيا بشكل خاص في بداية حدوثه والتي ترتكز على فرضية أن «كوفيد ١٩» وباء عالمي جائح ومستمر، وتؤكد على نظرية المناعة الجمعية أو ما يسمى بمناعة القطيع Herd Immunity، وأن الشعب لابد أن يكتسب المناعة بعد الإصابة في انتشاره الطبيعي، ويبدو أن اللجنة الاستشارية بقيادة كبير المستشارين باتريك فالانس، قد أخذ هذا المفهوم وأقنع الحكومة بأهميته، وقال إنه من الواضح أن الوباء سيتفشى ويستمر في التفشي حول العالم خلال الأشهر القادمة.
مقترحو هذه الإستراتيجية يرون أن سياسة التباعد الاجتماعي والعزل الكامل تؤجل مواجهة الفايروس، وسيكون لها أثر اقتصادي بالغ وفي قناعاتهم أن الوباء سيستقر وسيعود الفايروس مرة أخرى للنشاط من جديد في كل عام ويحدث تفشٍ آخر ربما أشد، لأن المجتمع لم يطوّر مناعة جماعية في ظل غياب اللقاح.
تعتبر نظرية مناعة القطيع أو المناعة الجمعية Herd Immunity نظرية مقارنة لحالة تطعيم أو تلقيح بعض أفراد المجتمع مع حالة عدم تقديم اللقاح وفي حالة تقديمه، وهي تركز على أن الأثر يحدثه في عزل أفراد المجتمع الذين حصلوا على المناعة من اللقاح لا غير، بينما كشفت مجريات الأزمة -مع الأسف- أن عدم الجدية في تطبيق العزل المنزلي فاقم الوضع في إيطاليا وإسبانيا، وخرج عن نطاق السيطرة.
ويجب أن يكون الحجر الصحي وعلاج المصابين بالفايروس خارج المستشفيات العامة وخارج المدن، ويجب نقل جميع الحالات المصابة وعدم خلطها في المستشفيات وذلك تحرزاً من استيطان هذا الفايروس في المستشفيات العامة. أسأل الله أن يحمي هذا الوطن والعاملين في القطاع الصحي الذين يعملون ليل نهار لمكافحة هذا الوباء.
* رئيس مجلس إدارة جمعية الخدمات الصحية بالقصيم
Suliman@abalkhail.net
مقترحو هذه الإستراتيجية يرون أن سياسة التباعد الاجتماعي والعزل الكامل تؤجل مواجهة الفايروس، وسيكون لها أثر اقتصادي بالغ وفي قناعاتهم أن الوباء سيستقر وسيعود الفايروس مرة أخرى للنشاط من جديد في كل عام ويحدث تفشٍ آخر ربما أشد، لأن المجتمع لم يطوّر مناعة جماعية في ظل غياب اللقاح.
تعتبر نظرية مناعة القطيع أو المناعة الجمعية Herd Immunity نظرية مقارنة لحالة تطعيم أو تلقيح بعض أفراد المجتمع مع حالة عدم تقديم اللقاح وفي حالة تقديمه، وهي تركز على أن الأثر يحدثه في عزل أفراد المجتمع الذين حصلوا على المناعة من اللقاح لا غير، بينما كشفت مجريات الأزمة -مع الأسف- أن عدم الجدية في تطبيق العزل المنزلي فاقم الوضع في إيطاليا وإسبانيا، وخرج عن نطاق السيطرة.
ويجب أن يكون الحجر الصحي وعلاج المصابين بالفايروس خارج المستشفيات العامة وخارج المدن، ويجب نقل جميع الحالات المصابة وعدم خلطها في المستشفيات وذلك تحرزاً من استيطان هذا الفايروس في المستشفيات العامة. أسأل الله أن يحمي هذا الوطن والعاملين في القطاع الصحي الذين يعملون ليل نهار لمكافحة هذا الوباء.
* رئيس مجلس إدارة جمعية الخدمات الصحية بالقصيم
Suliman@abalkhail.net