قتل ما لا يقل عن 480 شخصاً، وأصيب بالتسمم قرابة 2850 في إيران بعد تجرعهم الميثانول (كحول الميثيل) بسبب وصفات مزعومة للوقاية والعلاج من فيروس كورونا المستجد المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ونقلت وكالة (أسوشيتد برس) الجمعة الماضية عن الدكتور حسين حسنيان، مستشار وزارة الصحة الإيرانية، قوله إن «هناك دولا أخرى لديها مشكلة واحدة فقط، وهي وباء فيروس كورونا الجديد. لكننا نقاتل على جبهتين هنا». مضيفا: «علينا أن نعالج الأشخاص المصابين بالتسمم الكحولي، ومحاربة الفيروس أيضاً». فهل هذا الأمر ينطبق على إيران وحدها؟ الإجابة: لا!
منتصف فبراير الماضي حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس من الأخبار المزيفة التي سماها (infodemic)، أو وباء المعلومات، قائلاً: «الأخبار المزيفة تنتشر بشكل أسرع وأكثر سهولة من الفيروس، وهي بنفس الخطورة». وعرف وباء المعلومات بأنه «معلومات غير مسبوقة من حيث الوفرة، بعضها دقيق، وبعضها الآخر غير دقيق، مما يجعل من الصعب على الأشخاص العثور على مصادر وإرشادات موثوقة عندما يحتاجون إليها».
الأمر نفسه فعلته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والاتحاد الأوروبي، حيث حذروا من المعلومات المزيفة، كما فرضت بعض الشركات الإلكترونية العالمية قيوداً على مبيعات الأقنعة الواقية بعد محاولات اقتنائها لرفع الأسعار، وحظر بيع أكثر من مليون منتج تدعي زوراً حماية الناس.
وباء المعلومات هذا تتضرر منه السعودية كذلك، ودول منطقتنا، وبمواضيع مختلفة، حيث كمية المعلومات المزيفة التي تتدفق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديداً تويتر، والوتساب، ناهيك عن ظهور شخصيات تدعي التخصص، في جائحة كورونا المستجد!
صحيح أن على شركات التواصل الاجتماعي مسؤولية التأكد من مصداقية محتوى ما ينشر، خصوصاً في ظل الأزمات، مثل جائحة كورونا، وذلك لما تمثله من خطر على سلامة الناس، وكما قالت مارييت شاك مديرة السياسة الدولية بمركز السياسات السيبرانية في ستانفورد، في مقال لها بصحيفة الفايننشال تايمز إن «الصراخ الزائف عن حريق في مسرح مزدحم عمل لا تحميه قوانين حرية التعبير»، لكن علينا أيضاً فعل الكثير لتحصين أنفسنا.
وهذا الأمر لا يتحقق فقط بسن القوانين والعقوبات.. نعم ذلك مهم، لكنه غير كاف، والمطلوب دائماً هو تقديم المعلومات أولاً بأول، وبكل شفافية، وتسهيل التواصل بين المسؤول والصحافي، وكما يتم الآن، والأهم من كل ذلك، وهو ما أتمنى أن يأخذ بجدية، تدريس مصادر المعلومات لكل المراحل السنية تعليمياً، وخصوصاً للأطفال منذ المراحل المبكرة، وذلك تعليم لهم، وتحصين، كما أنه بمثابة التثقيف والتذكير لأسرهم.
وباء المعلومات هذا خطر، ونحن مستهدفون على مدار الساعة ممن أسميهم، منذ 2009، جماعة «غسيل الأخبار».
tariq@al-homayed.com
ونقلت وكالة (أسوشيتد برس) الجمعة الماضية عن الدكتور حسين حسنيان، مستشار وزارة الصحة الإيرانية، قوله إن «هناك دولا أخرى لديها مشكلة واحدة فقط، وهي وباء فيروس كورونا الجديد. لكننا نقاتل على جبهتين هنا». مضيفا: «علينا أن نعالج الأشخاص المصابين بالتسمم الكحولي، ومحاربة الفيروس أيضاً». فهل هذا الأمر ينطبق على إيران وحدها؟ الإجابة: لا!
منتصف فبراير الماضي حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس من الأخبار المزيفة التي سماها (infodemic)، أو وباء المعلومات، قائلاً: «الأخبار المزيفة تنتشر بشكل أسرع وأكثر سهولة من الفيروس، وهي بنفس الخطورة». وعرف وباء المعلومات بأنه «معلومات غير مسبوقة من حيث الوفرة، بعضها دقيق، وبعضها الآخر غير دقيق، مما يجعل من الصعب على الأشخاص العثور على مصادر وإرشادات موثوقة عندما يحتاجون إليها».
الأمر نفسه فعلته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والاتحاد الأوروبي، حيث حذروا من المعلومات المزيفة، كما فرضت بعض الشركات الإلكترونية العالمية قيوداً على مبيعات الأقنعة الواقية بعد محاولات اقتنائها لرفع الأسعار، وحظر بيع أكثر من مليون منتج تدعي زوراً حماية الناس.
وباء المعلومات هذا تتضرر منه السعودية كذلك، ودول منطقتنا، وبمواضيع مختلفة، حيث كمية المعلومات المزيفة التي تتدفق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديداً تويتر، والوتساب، ناهيك عن ظهور شخصيات تدعي التخصص، في جائحة كورونا المستجد!
صحيح أن على شركات التواصل الاجتماعي مسؤولية التأكد من مصداقية محتوى ما ينشر، خصوصاً في ظل الأزمات، مثل جائحة كورونا، وذلك لما تمثله من خطر على سلامة الناس، وكما قالت مارييت شاك مديرة السياسة الدولية بمركز السياسات السيبرانية في ستانفورد، في مقال لها بصحيفة الفايننشال تايمز إن «الصراخ الزائف عن حريق في مسرح مزدحم عمل لا تحميه قوانين حرية التعبير»، لكن علينا أيضاً فعل الكثير لتحصين أنفسنا.
وهذا الأمر لا يتحقق فقط بسن القوانين والعقوبات.. نعم ذلك مهم، لكنه غير كاف، والمطلوب دائماً هو تقديم المعلومات أولاً بأول، وبكل شفافية، وتسهيل التواصل بين المسؤول والصحافي، وكما يتم الآن، والأهم من كل ذلك، وهو ما أتمنى أن يأخذ بجدية، تدريس مصادر المعلومات لكل المراحل السنية تعليمياً، وخصوصاً للأطفال منذ المراحل المبكرة، وذلك تعليم لهم، وتحصين، كما أنه بمثابة التثقيف والتذكير لأسرهم.
وباء المعلومات هذا خطر، ونحن مستهدفون على مدار الساعة ممن أسميهم، منذ 2009، جماعة «غسيل الأخبار».
tariq@al-homayed.com