-A +A
مازن راجح (جدة) @mazen_rajeh

منذ بداية ظهور وباء كورونا المستجد في العالم، وكأي أحداث كبرى يذيع صيتها على مستوى العالم، انتهز الكثيرون انتشار مصطلح وشكل الفايروس المستجد، لتسويق أنفسهم أو منتجاتهم، أو حتى إضفاء روح الفكاهة والجاذبية على تعاملاتهم المتعددة.

وبينما تتباين ردود أفعال الناس مع الأحداث الكبيرة التي نعيشها، يتعاطى معها بعضهم بجدية تامة دون أن تمر مرور الكرام، وبعضهم يطوعها للتندر و«التنكيت» ليخفف عن نفسه وغيره وطأة الكارثة، لكن آخرين يفكرون في الأمر من نواح تسويقية، فيحولها ذلك إلى رمز لحملة دعائية، فيما يسوقها البعض الآخر لمنتجاته ويجعلها «أيقونة»، ويبتكر في ذلك عدة أفكار مختلفة، المشترك فيها هو شكل واسم «كورونا».

وكما راجت أيقونات شهيرة في أوقات سابقة مرتبطة بأحداث شهيرة ومقاطع رائجة مثل «الصحاف» و«نطحة زيدان» و«بوكيمون» و«ترمب» وغيرها، بدأ «كورونا» يفرض شكله بقوة في هذا الجانب.

ولا يختلف الكثير حول وباء «كورونا» الذي يتابعه العالم من صغيره إلى كبيره أنه الحدث الأول الذي يفرض نفسه اليوم، إذ ظهر شرطي في الهند يلبس قناعاً على شكل فايروس كورونا واستخدمه لتوعية الناس، محذرا إياهم من خطورته، مطالبا بالالتزام بالتعليمات الصادرة للوقاية منه، فيما طبعت شركة عبارات تحذيرية للنجاة من الفايروس، بينما صنع آخر قوالب «تورتة» على شكل الفايروس، فيما أعد أحد المطاعم خبز برغر على شكل الفايروس، في حين بات شكل الفايروس «إيموجي» ساخرا لدى البعض.

ومع ذلك، تبقى هذه الممارسات محدودة وصغيرة، ويتوقع أن تتنافس شركات ومتاجر كبيرة في حال قضي على الوباء، إذ من المتوقع أن تصدر منتجات على شكل «كورونا» أو «إيموجي» في تطبيقات التواصل الاجتماعي، أو يكون اسماً لأحد إصدارات الهواتف المحمولة مثل "كورونا S+"، أو غيرها من الأفكار التي ربما تفاجئنا بها الشركات.

مازلنا في منتصف أزمة كورونا والعالم مشغول بالحرب عليه، لكن يبقى السؤال: هل سينتهي «كورونا» من حياتنا برحيله، أم يبقى أيقونة في تعاملاتنا وتفاصيل الحياة لفترة طويلة؟.