ترحيب دولي واسع بمبادرة تحالف دعم الشرعية لوقف إطلاق النار في اليمن، أمين عام الأمم المتحدة دعا أطراف النزاع إلى الانخراط في الجهود التي تبذلها المنظمة دون شروط، ومبعوثه إلى اليمن مارتن غريفيث أعلن أنه سيقدم «مبادرة محدثة» لإحلال السلام، وزير الخارجية الأمريكي يحث الحوثيين إلى الاستجابة بالمثل لمبادرة التحالف. حالة ارتياح كبيرة لمبادرة التحالف وكأنها الأولى، أو كأن التحالف لم يقدم مبادرات سابقة لإثبات رغبته وسعيه للوصول إلى حلول سلمية وتسريع إنهاء معاناة الشعب اليمني.
في المقابل، وفي يوم إعلان المبادرة قام الحوثيون بقصف مأرب، وفتح جبهات جديدة، ونشروا مشروعهم المشروط للتعامل مع المبادرة الذي ينبئ كالعادة عن توجههم لوضع العراقيل واستغلالها للمناورة وإضافة مزيد من التعقيدات، وهذه الحقيقة يعرفها المبعوث الأممي جيداً، ويعرف أنهم الطرف الذي يحرص على إفشال أي مسعى للسلام في اليمن.
والحقيقة المعروفة للجميع أن التحالف لم يشن الحرب رغبة في الحرب وإنما لأنها كانت الخيار الأخير والوحيد، لكنه كان حريصاً على الشعب اليمني وما بقي من مقدرات اليمن التي عاث فيها الحوثيون. البرنامج السعودي لتنمية وإعادة إعمار اليمن قدم كل أشكال الدعم للشعب اليمني منذ البداية، مشاريع ومساعدات عينية وبرامج صحية واقتصادية وتعليمية وغيرها، وخلال جائحة كورونا قدمت المملكة مساعدات ضخمة، لكن كل هذا الضخ اللامحدود وقع تحت طائلة عبث الحوثيين الذين يتاجرون بمأساة الشعب اليمني حتى في هذه الظروف الإنسانية الكارثية التي يمر بها العالم كله.
الأمم المتحدة تعرف جيداً أين تكمن المشكلة، والجميع يعرفون أنه لولا تساهلها في شرعنة واقع المليشيا الحوثية لما وصل اليمن إلى هذا المأزق. المملكة ومعها التحالف تتعامل مع القضية اليمنية كدول ملتزمة بمبادراتها، بينما الحوثيون يتعاملون بمنطق المليشيات المراوغة التي تركتها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تصل إلى ما وصلت إليه من تمادٍ وصلف وبلطجة.
لقد أفشلت المليشيا الحوثية مبادرات كثيرة بعدم التزامها، وليس هناك أمل كبير في نجاح ما تصبو إليه الأمم المتحدة هذه المرة إذا استمرت في تراخيها، وامتداحها لمبادرة التحالف وشكره عليها ليس كافياً ما لم تتحرك ومعها الدول التي يهمها أمن المنطقة لإجبار الحوثيين على الإذعان للحلول السلمية التي تنتشل ما تبقى في اليمن من نبض الحياة. وأيضاً على كل الأطياف والفصائل والمكونات اليمنية تحييد الخلافات الهامشية الصغيرة الضارة وتوحيد الهدف باتجاه الضرر الأكبر، العدو الحقيقي لليمن واليمنيين، وإلا فلن يستطيع أحد الوصول باليمن إلى بر الأمان.
habutalib@hotmail.com
في المقابل، وفي يوم إعلان المبادرة قام الحوثيون بقصف مأرب، وفتح جبهات جديدة، ونشروا مشروعهم المشروط للتعامل مع المبادرة الذي ينبئ كالعادة عن توجههم لوضع العراقيل واستغلالها للمناورة وإضافة مزيد من التعقيدات، وهذه الحقيقة يعرفها المبعوث الأممي جيداً، ويعرف أنهم الطرف الذي يحرص على إفشال أي مسعى للسلام في اليمن.
والحقيقة المعروفة للجميع أن التحالف لم يشن الحرب رغبة في الحرب وإنما لأنها كانت الخيار الأخير والوحيد، لكنه كان حريصاً على الشعب اليمني وما بقي من مقدرات اليمن التي عاث فيها الحوثيون. البرنامج السعودي لتنمية وإعادة إعمار اليمن قدم كل أشكال الدعم للشعب اليمني منذ البداية، مشاريع ومساعدات عينية وبرامج صحية واقتصادية وتعليمية وغيرها، وخلال جائحة كورونا قدمت المملكة مساعدات ضخمة، لكن كل هذا الضخ اللامحدود وقع تحت طائلة عبث الحوثيين الذين يتاجرون بمأساة الشعب اليمني حتى في هذه الظروف الإنسانية الكارثية التي يمر بها العالم كله.
الأمم المتحدة تعرف جيداً أين تكمن المشكلة، والجميع يعرفون أنه لولا تساهلها في شرعنة واقع المليشيا الحوثية لما وصل اليمن إلى هذا المأزق. المملكة ومعها التحالف تتعامل مع القضية اليمنية كدول ملتزمة بمبادراتها، بينما الحوثيون يتعاملون بمنطق المليشيات المراوغة التي تركتها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تصل إلى ما وصلت إليه من تمادٍ وصلف وبلطجة.
لقد أفشلت المليشيا الحوثية مبادرات كثيرة بعدم التزامها، وليس هناك أمل كبير في نجاح ما تصبو إليه الأمم المتحدة هذه المرة إذا استمرت في تراخيها، وامتداحها لمبادرة التحالف وشكره عليها ليس كافياً ما لم تتحرك ومعها الدول التي يهمها أمن المنطقة لإجبار الحوثيين على الإذعان للحلول السلمية التي تنتشل ما تبقى في اليمن من نبض الحياة. وأيضاً على كل الأطياف والفصائل والمكونات اليمنية تحييد الخلافات الهامشية الصغيرة الضارة وتوحيد الهدف باتجاه الضرر الأكبر، العدو الحقيقي لليمن واليمنيين، وإلا فلن يستطيع أحد الوصول باليمن إلى بر الأمان.
habutalib@hotmail.com