كشف وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، أن عدد الإصابات المؤكدة بفايروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في المملكة تجاوزت 10 آلاف حالة.
وقال الربيعة في كلمة له اليوم (الاثنين): «نتوقع ازدياد الإصابات بفايروس كورونا في الأيام القادمة من خلال المسح النشط الذي ساهم في تقصي حالات الإصابة».
وأضاف: «يجب أن نطبق التباعد الاجتماعي للوقاية من فايروس كورونا، ونريد الالتزام بالإجراءات الاحترازية خلال شهر رمضان».
وهنا نص كلمة وزير الصحة كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
كما تعلمون تحدثت قبل أسبوعين عن خطورة هذا الوباء، وذكرت أنه يمكن أن نصل إلى 10 آلاف حالة خلال الأسابيع القادمة، ونحن مع أرقام هذا اليوم وصلنا إلى أكثر من 10 آلاف حالة.
كما ذكرت، هذا الوباء خطير، وانتشاره العالمي كبير، وعدد الحالات في العالم وصل إلى قرابة 2.5 مليون حالة، ونحن جزء من هذا العالم، والعدد في تزايد، وأسأل الله أن يحمينا جميعا من هذا الوباء، وأُذكّر بأهمية التعاون في حماية الجميع من هذا الوباء، يجب أن نطبق التباعد الاجتماعي، وأن نلتزم بالوقاية بأنواعها سواء من التعقيم أو النظافة.
الدولة طبقت مجموعة كبيرة من الاحترازات، وبقي الدور علينا جميعا أن نلتزم بأنفسنا ومع أهالينا بهذه الاحترازات لضمان سلامتكم وسلامة الجميع، فحن في مركب واحد، إذا التزمنا جميعا سنصل إلى بر الأمان، لذا التعاون معهم، وكل شخص منكم مسؤول، وكلنا مسؤول، حتى نحقق سلامة مجتمعنا وأهالينا وأنفسنا.
نحن مقبلون على شهر رمضان شهر الخير والبركة، وأسأل الله أن يتقبل أعمالكم وصيامكم، نحن اعتدنا في هذا الشهر أن تكثر الأنشطة الاجتماعية والتواصل وصلة الرحم، ربما هذا الشهر سيكون مختلفا، نريد أن نلتزم بالاحترازات والتباعد الاجتماعي، فأرجوا تعاونكم في هذا الشهر، حتى نضمن سلامتكم والسيطرة على المرض في الفترة القادمة.
أذكر كذلك إذا أحس شخص بأعراض كورونا، فبإمكانه عمل الاختبار الذاتي من خلال تطبيق «موعد»، وإذا ظهر أن هذه الأعراض مشابهة لأعراض كورونا سيتواصل معه الزملاء في وزارة الصحة لتقديم الرعاية الصحية المناسبة.
ربما لاحظتم في الأيام الثلاثة الماضية زيادة الأعداد بشكل ملحوظ، وهذه الزيادة نتيجة عمل المسح النشط، وفكرته أنه بدلا من أن يخبرنا أي شخص بإصابته ونبدأ بحصر المخالطين وغير ذلك، نذهب إلى المناطق التي نشعر فيها بازدياد الحالات ونذهب للمنازل والمجمعات السكنية، حتى نتقصى ونكتشف الحالات قبل وصولها إلينا، وهذا يساعدنا على السيطرة مستقبلا، لذا نتوقع تزايد الحالات في الفترة القادمة، وبمشيئة الله سيساعدنا ذلك في السيطرة على الوباء خلال الفترات القادمة.
هنا أود أن أثني وأقدم الشكر والتقدير لقيادة بلدنا ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على الدعم السخي لوزارة الصحة بأكثر من 47 مليار ريال اعتُمدَت للوزارة لدعمها في هذه الجائحة، وكما نعلم أن خادم الحرمين الشريفين وولي العهد لا يتوانيان أبدا في الدعم لكل ما يساهم في صحة المواطن، إذ إنها أولوية قصوى لديهما.
أمس، ومن خلال قيادة المملكة لدول مجموعة العشرين، كان هناك اجتماع لوزراء الصحة عن بعد بالاتصال المرئي، شكل فرصة لتبادل الخبرات والتجارب الدولية في التعامل هذه الجائحة، تعلمنا من تجارب البعض، والمملكة تقوم بدور ريادي في هذا المجال، وبالتأكيد محور الوباء هو المحور الأساسي في نقاشات مجموعة العشرين في هذا العام، والمملكة من خلال قيادتها لهذا الملف قدمت تبرعاً قيمته 500 مليون دولار لدعم كل الجهود العالمية للوقاية من هذا المرض، وبالتأكيد سيساهم ذلك في الوقاية منه في الأيام القادمة.
في الختام أقول أنا هنا أتحدث من مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة، المركز الذي يعمل على مدار 24 ساعة لمتابعة جميع الأعمال التشغيلية للوزارة في جميع أنحاء المملكة، لضمان الاستخدام الأمثل للموارد وتقديم الرعاية الصحية المناسبة ومتابعة كفاءة أعمال كل المستشفيات والمراكز الصحية، ويعمل فيه مجموعة من الإخوة والأخوات المميزين يقومون بجهود جبارة، ويركزون في هذه الأيام على الجائحة، ويتابعون كل أعمال التقصي الوبائي، ويقدمون الرعاية الصحية لكل من يحتاجها.
أود أن أقدم شكري وامتناني وتقديري لجميع الزملاء والزميلات الذين يعملون في القطاع الصحي، هم الآن جنود الوطن الذين يقدمون الرعاية الصحية، والأمن الصحي للبلد، فلهم مني كل الشكر والتقدير، وأسأل الله لهم التوفيق، ونحن معكم دائماً.. شكرا.