-A +A
علي محمد الرابغي
لعل جائحة كورونا كانت اختباراً عسيراً للقادة في العالم.. ولكن الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان برهنا بما لا يدع مجالاً للشك على الحنكة السياسية والإدارة الموفقة والمواقف الإنسانية المؤمنة في مواجهة كورونا.. الذي ساح معظم دول العالم وخلف خسائر إنسانية بإصابة أكثر من اثنين ونصف مليون مصاب ووفاة أكثر من مائة وسبعين ألفاً حتى كتابة هذه المقالة وخسائر مادية بمئات المليارات من الدولارات.. ويقبع الاقتصاد العالمي تحت ضغط هائل، أدى إلى فقدان الكثيرين لوظائفهم، ودفع الحكومات للعمل على توفير حزم اقتصادية لمساعدة أصحاب الأعمال.. فبينما تكافح الهند لإطعام مواطنيها، أغلقت إيطاليا معظم صناعتها، وتقدم 3.3 مليون أمريكي بطلبات للحصول على إعانات بطالة في أسبوع واحد.. قال لي ابني مروان وهو يحاورني بعد أن جاء بوالدته من المستشفى الذي أمضت فيها ثمانية ليال.. كانت الدهشة ترتسم على وجهه.. الأمر الذي جعله واقعاً تحت تأثير المفاجأة، قال: لقد أخذت الوالدة من المستشفى يشيعني وإياها عبارات إنسانية تتمنى لها تمام الشفاء.. ولقد كانت المفاجأة أن ما دفعته للإسعاف لكي يقل الوالدة إلى المنزل أكثر بكثير مما دفعته للمستشفى.. وكان واقعاً تحت تأثير هذه المكرمات من الدولة.. قال يا أبتاه تصور لو أن كان علينا أن ندفع كلفة العناية المركزة.. لكان شيئاً كثيراً وزاد في قوله مما يبعث على الإعجاب والتقدير.. إن هذا القرار يشمل كل مواطن ومواطنة وكل مقيم ومقيمة وكل مخالف ومخالفة.. والذي تم تعميمه للجميع عند شعورك بأعراض الإصابة بكورونا من ارتفاع فى درجات الحرارة وضيق تنفس وكحة توجه إلى أقرب مستشفى حكومي أو خاص للعلاج مجاناً ولا يشترط إحضار إقامة وليس هناك أي عقوبات على المخالفين للنظام.. من هنا تأتي هذه المكرمة تتحدث عن ذاتها ولتغمر جميع المستفيدين منها وهم كثر.

الطلبة السعوديون وتعبيراتهم الصادقة:


وعبر أدوات الاتصال الاجتماعي شهدت عجباً.. كان الموقف مثيراً للغاية لأحد طلاب الدراسات العليا في بريطانيا.. الذي كان واقعاً تحت تأثير العناية الفائقة من الدولة.. فرحلة إعادته من بريطانيا كانت مروراً بمطار دبي.. وكانت المفاجأة أن وجدت الحفاوة تستقبلني بدبي ورفع الجواز السعودي وأخذ يقبله.. قائلاً هذا مصدر فخرنا واعتزازنا.. لقد قامت السفارة السعودية بالإمارات باستقباله هو ومن معه بالمطار.. وأنزلتنا في أرقى الفنادق.. وكانت وجبات الأكل الثلاث تدلل على كرم الوفادة من السفارة التي تعمل بوحي من القادة.. ولعل حالات الانبهار التي ارتسمت على قسمات وجه مروان وأيضاً طالب الماجستير السعودي.. لعلها تشمل كثيراً من القطاعات التي ما زالت واقعة تحت تأثير العناية الفائقة لمكرمة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.. الأمر الذي جعل السعوديين والمقيمين والمتخلفين يعيشون تحت مظلة الطمأنينة وراحة البال ولا يخشون ما تأتي به الأيام.. حقاً أجد نفسي منساقاً وراء عبارة كما تكونوا يولَّى عليكم.. مرحباً برمضان شهر الخير والبركات وهو يطرق الأبواب خلال يومين.. لعل نفحاته بحول الله تسهم في التعجيل بالخروج من هذه الأزمة ومضاعفاتها.. وحسبي الله ونعم الوكيل.

* كاتب سعودي

alialrabghi9@gmail.com