تحذيران متشائمان أحبطا كثيرين ممن يتوقون إلى الانعتاق من وباء فايروس كورنا الجديد، الذي يعربد في أرجاء العالم دون أن تُعرف له نهاية. فقد قال مدير معهد الحساسية والأمراض المُعدية الأمريكي الدكتور أنطوني فوتشي، وهو أحد الوجوه العلمية المألوفة في معركة الولايات المتحدة ضد الوباء، إن الفرص ضئيلة جداً لإمكان استئصال مرض كوفيد-19 الذي يسببه الفايروس. وذكر فوتشي لشبكة «ان بي سي» الليل قبل الماضي أن السفر الجوي بين دول العالم، وتدفق المسافرين إلى الولايات المتحدة كل يوم بمئات الآلاف يعني «أنه ليست ثمة فرصة لأن نكون بلداً خالياً من الفايروس». وأوضح أن فايروس «سارس»، الذي اندلع في 2003، ويسببه فايروس آخر من سلالة كورونا، أمكن احتواؤه، لأنه لم يتفش بالسرعة التي تفشى بها فايروس كورونا الجديد. وحذر فوتشي، وهو أبرز أعضاء فريق البيت الأبيض لإدارة أزمة وباء كوفيد-19، من أن هناك عقبات لوجستية كأداء تعترض التفكير باحتمال إقامة المنافسات الرياضية الأمريكية المعتادة في الخريف، بسبب تفشي كوفيد-19. وأوضح أنه على النقيض من الفايروسات الأخرى، فإن كورونا الجديد سريع العدوى، ومتفش في جميع أرجاء العالم. وزاد: حتى لو نجحنا في السيطرة على معدلات الإصابة، وتم شفاء عدد كبير من المصابين بكوفيد-19، ليست هناك فرصة لاستئصاله. وقال إنه حتى إذا نجحت الولايات المتحدة في وقف الجائحة، فإن إعادة فتح السفر الجوي ستنقل العدوى مجدداً. وأعرب عن اعتقاده أن السبيل الوحيد لمنع أي موجة وبائية ثانية من الفايروس يكون بتكثيف الاختبارات على أوسع نطاق. وجاء التحذير الثاني الليل قبل الماضي من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إذ قال إنه لا يوجد ضمان بأن العالم يمكن أن يعثر على لقاح ضد فايروس كورونا الجديد. وأضاف: قد يكون علينا أن نعيش مع هذا المرض وقتاً طويلاً.. غير أن كبير المستشارين العلميين للحكومة البريطانية سير باتريك فالانس أبدى قدراً من التفاؤل بقوله إنه سيكون مندهشاً إذا لم يتم التوصل إلى لقاح. وقال جونسون، في التقديم لخطته لانتشال بريطانيا من أنياب الفايروس، إن على حكومته أن تضع في حسبانها «أسوأ سيناريو»، وهو في حال لم يتمكن العلماء من التوصل إلى إنتاج لقاح لكوفيد-19. لكنه ذكر أنه تلقى تقارير مبشرة عما يقوم به علماء جامعة أكسفورد بشأن اللقاح المرتقب. غير أنه عاد ليضيف: «هذا الأمر ليس مضموناً بأية حال. أعتقد أنني محق إذا قلت إننا منذ 18 عاماً لم نتوصل إلى لقاح لمرض سارس». وأكد أن حكومته قررت تخصيص مبالغ طائلة لتمويل إنتاج لقاح. وأضاف أن بريطانيا قد تضطر الى التعايش مع كوفيد-19 فترة طويلة من الزمن. وأوضح أن هذه الجائحة لن تزول إلا باكتشاف لقاح، أو دواء. وزاد: «بينما نأمل في حدوث اختراق، إلا أن الأمل ليس خطة. اللقاح أو العلاج قد يتحقق بعد أكثر من سنة. وفي السيناريو الأسوأ حقاً قد لا نعثر مطلقاً على أي لقاح». وقال فالانس إن البيانات الطبية أثبتت أن نحو 10% من سكان لندن أصيبوا بكوفيد-19، في حين أن النسبة لبقية أرجاء المملكة المتحدة تصل إلى 4%. وفي دراسة حديثة، ذكر علماء أمس أن الالتهاب يعد القاسم المشترك بين السكري، ومرض القلب، والزهايمر، والسرطان، وكوفيد-19. وتشير الدراسة، التي نشرتها صحيفة «ديلي ميل» أمس، إلى أنه بدأ يتضح للعلماء أن الالتهاب هو العامل الرئيسي في عدد كبير من الأمراض، ولا بد من فهمه بشكل جيد إذا أُريد خفض مخاطر التعقيدات الطبية التي يواجهها الناس يومياً، كانسداد الشرايين مثلاً. وأوضحت الدراسة أن الالتهاب هو العامل الرئيسي للتسبب في ارتفاع عدد الوفيات بمرض كوفيد-19 في بريطانيا (32065 وفاة)، وإيطاليا (30560 وفاة)، وإسبانيا (56744 وفاة). ويأمل الأطباء بأن يخرجوا من جائحة كوفيد-19 بفهم أفضل لعملية تكون الالتهاب، وابتكار نهج جديد للتعامل مع الأمراض المزمنة التي توجع ملايين الأشخاص حول العالم.