يُثار جدلٌ في الولايات المتحدة، هذه الأيام، حول قضية عودة الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
الرئيس دونالد ترمب، وكذا معظم الساسة الجمهوريين، من حكام الولايات وعمداء المدن وبعض أعضاء الكونجرس الجمهوريين.. وكذا قلة من الساسة الديمقراطيين، يبدون متسرعي الخروج من حالة إغلاق المجتمع وعودة الحياة الاقتصادية والاجتماعية إلى طبيعتها، دون الاستماع لرأي الخبراء والمستشارين المختصين في شئون الصحة العامة، الذين يحذرون من العودة المبكرة للنشاطات الاقتصادية والاجتماعية، قبل التوصل للقاحٍ وعلاجٍ للڤايروس.
الكثير من الساسة، وعلى رأسهم سيد البيت الأبيض، من الصعب القول إن أرواح الناس وصحتهم لا تهمهم.... بل ما يهمهم أكثر: البقاء في مناصبهم. في حالة الرئيس ترمب شخصياً: إعادة انتخابه لفترة ثانية، بأي ثمن. بعد أن كانت احتمالات إعادة انتخابه لفترة ثانية، في رأيه، قاب قوسين أو أدنى، أصبح هذا الهدف، في أفضلِ الحالات، صعبَ المنال.
علماء الصحة العامة، يتقدمهم أنتوني ڤاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، يرون أن العجلةَ في فتحِ المجتمع، بإعادةِ النشاطات الاقتصادية وسلوكيات التواصل الاجتماعي، قبل أن يحين الوقت لذلك، سوف يقود إلى عودة الوباء بصورة أكثر شراسة، يصعب معها هذه المرة احتواؤه.. أو الإقلال من خطورته.
في المقابل: يقر علماء الصحة العامة بقسوةِ وصرامةِ الإجراءات المتخذة للتعامل مع الوباء على النشاطات الاقتصادية والاجتماعية، إلا أنهم يخشون من هجمة (حتمية) قادمة للڤايروس، حددوها بحلول الخريف القادم، ستكون آثارها الكارثية على الصحة العامة غير مسبوقة، ولن تتمكن الدولة بإمكاناتها، من الحد من آثارها أو تجاوزها، هذه المرة. بالذات: الدكتور ڤاوتشي أكد على خطورة إعادة النشاطات الاقتصادية والتواصل الاجتماعي، قبل أن يحين الوقت لذلك، موضحاً الأسبوع الماضي أمام أعضاء من مجلس الشيوخ: أن إحصاءات الوفاة الرسمية، حين إجراء المقابلة، التي وصلت لـ٨٠ ألفا، هي أقل من التقديرات الفعلية، غير الرسمية، لذلك العدد.
المواطن الأمريكي، رغم آثار الإغلاق السلبية على معاشه وحريته، إلا أنه، كما تُظْهِرِ استطلاعاتُ الرأي، يميلُ لموقفِ وجدلِ الدكتور ڤاوتشي وفريقِه ِالذين يديرون معركة مواجهة الڤايروس بأسلحةٍ و«تكتيكات» واستراتيجيات وأجندات، غير تلك التي تتحكم في سلوكيات وتوجهات البيت الأبيض. هذا وحده يثير حفيظة الرئيس ترمب، الذي لا يقوى على وجودِ شخصيةٍ قريبةٍ لهذا الحد من وجدانِ المواطنِ الأمريكي، حتى ولو لم يكن سياسياً، تسرق منه الأضواء.. وقد تُفَوِتُ عليه فرصةَ إعادةِ انتخابه، التي لطالما عمل من أجلها، منذ اليوم الأول من ولايته الحالية.
ڤايروس كورونا، هو المتغير (غير السياسي) الذي لم يحسب حسابه الرئيس ترمب ومستشارو حملةِ إعادةِ انتخابه.. ولا أعضاء الكونجرس الجمهوريين، في مواجهتهم القادمة، للفوز بالبيت الأبيض.. وإبقاء سيطرة الجمهوريين على مجلسِ الشيوخ، وربما الاستحواذ على مجلس النواب.
حالةُ ڤايروس كورونا ربما تمثل سابقة تاريخية حاسمة للطبيعة، في شأنٍ بشريٍ خالصٍ، مثل السياسة.
* كاتب سعودي
talalbannan@icloud.com
الرئيس دونالد ترمب، وكذا معظم الساسة الجمهوريين، من حكام الولايات وعمداء المدن وبعض أعضاء الكونجرس الجمهوريين.. وكذا قلة من الساسة الديمقراطيين، يبدون متسرعي الخروج من حالة إغلاق المجتمع وعودة الحياة الاقتصادية والاجتماعية إلى طبيعتها، دون الاستماع لرأي الخبراء والمستشارين المختصين في شئون الصحة العامة، الذين يحذرون من العودة المبكرة للنشاطات الاقتصادية والاجتماعية، قبل التوصل للقاحٍ وعلاجٍ للڤايروس.
الكثير من الساسة، وعلى رأسهم سيد البيت الأبيض، من الصعب القول إن أرواح الناس وصحتهم لا تهمهم.... بل ما يهمهم أكثر: البقاء في مناصبهم. في حالة الرئيس ترمب شخصياً: إعادة انتخابه لفترة ثانية، بأي ثمن. بعد أن كانت احتمالات إعادة انتخابه لفترة ثانية، في رأيه، قاب قوسين أو أدنى، أصبح هذا الهدف، في أفضلِ الحالات، صعبَ المنال.
علماء الصحة العامة، يتقدمهم أنتوني ڤاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، يرون أن العجلةَ في فتحِ المجتمع، بإعادةِ النشاطات الاقتصادية وسلوكيات التواصل الاجتماعي، قبل أن يحين الوقت لذلك، سوف يقود إلى عودة الوباء بصورة أكثر شراسة، يصعب معها هذه المرة احتواؤه.. أو الإقلال من خطورته.
في المقابل: يقر علماء الصحة العامة بقسوةِ وصرامةِ الإجراءات المتخذة للتعامل مع الوباء على النشاطات الاقتصادية والاجتماعية، إلا أنهم يخشون من هجمة (حتمية) قادمة للڤايروس، حددوها بحلول الخريف القادم، ستكون آثارها الكارثية على الصحة العامة غير مسبوقة، ولن تتمكن الدولة بإمكاناتها، من الحد من آثارها أو تجاوزها، هذه المرة. بالذات: الدكتور ڤاوتشي أكد على خطورة إعادة النشاطات الاقتصادية والتواصل الاجتماعي، قبل أن يحين الوقت لذلك، موضحاً الأسبوع الماضي أمام أعضاء من مجلس الشيوخ: أن إحصاءات الوفاة الرسمية، حين إجراء المقابلة، التي وصلت لـ٨٠ ألفا، هي أقل من التقديرات الفعلية، غير الرسمية، لذلك العدد.
المواطن الأمريكي، رغم آثار الإغلاق السلبية على معاشه وحريته، إلا أنه، كما تُظْهِرِ استطلاعاتُ الرأي، يميلُ لموقفِ وجدلِ الدكتور ڤاوتشي وفريقِه ِالذين يديرون معركة مواجهة الڤايروس بأسلحةٍ و«تكتيكات» واستراتيجيات وأجندات، غير تلك التي تتحكم في سلوكيات وتوجهات البيت الأبيض. هذا وحده يثير حفيظة الرئيس ترمب، الذي لا يقوى على وجودِ شخصيةٍ قريبةٍ لهذا الحد من وجدانِ المواطنِ الأمريكي، حتى ولو لم يكن سياسياً، تسرق منه الأضواء.. وقد تُفَوِتُ عليه فرصةَ إعادةِ انتخابه، التي لطالما عمل من أجلها، منذ اليوم الأول من ولايته الحالية.
ڤايروس كورونا، هو المتغير (غير السياسي) الذي لم يحسب حسابه الرئيس ترمب ومستشارو حملةِ إعادةِ انتخابه.. ولا أعضاء الكونجرس الجمهوريين، في مواجهتهم القادمة، للفوز بالبيت الأبيض.. وإبقاء سيطرة الجمهوريين على مجلسِ الشيوخ، وربما الاستحواذ على مجلس النواب.
حالةُ ڤايروس كورونا ربما تمثل سابقة تاريخية حاسمة للطبيعة، في شأنٍ بشريٍ خالصٍ، مثل السياسة.
* كاتب سعودي
talalbannan@icloud.com