على رغم التراشقات الإعلامية بين واشنطن وبكين، في شأن المسؤولية عن اندلاع جائحة كورونا؛ إلا أن قلة فحسب ترى أن ذلك قد يؤدي إلى نزاع مسلح بين البلدين العملاقين. ففي واشنطن يبدو الرئيس دونالد ترمب منشغلاً بمعركة إعادة انتخابه في نوفمير 2020. ومن شأن الدخول في مواجهة عسكرية مع الصين أن يعصف بفرص بقائه رئيساً لـ4 سنوات قادمة. أما في بكين، فإن الصين منشغلة بشيء واحد: أن تضمن الهيمنة العالمية، من خلال الريادة في التجارة، والتكنولوجيا. وفيما يبدو أن الجدول الزمني أمام ترمب ضئيل جداً (5 أشهر فقط تقريباً)؛ فإن الصين ترمي على البعيد، وليست في عجلة من أمرها، لأنها -في ما يبدو- واثقة من الانتصار في معركتها.
واشنطن: بكين تسترت.. والعقوبات قادمة
وتفاقمت الحرب الكلامية أمس (الإثنين) ، إذ حذرت الخارجية الصينية، من أنها ستتخذ إجراءات مضادة إذا أصرت واشنطن على تقويض مصالحها المتعلقة بهونغ كونغ. واتهم المتحدث باسمها تشاو ليجيان الولايات المتحدة بأنها تحاول الإضرار بالأمن القومي الصيني. وقال إن بكين قدمت احتجاجات بشأن تصريحات مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض روبرت أوبراين، بأن قانون الأمن المزمع تطبيقه في هونغ كونغ قد يؤدي إلى فرض عقوبات أمريكية. وكان أوبراين أعلن، بحسب شبكة «إن بي سي» أمس، أن الإدارة الأمريكية ستفرض عقوبات على الصين إذا طبقت قانون «الأمن القومي» الذي أثار مظاهرات منددة في هونغ كونغ.
وشبه أوبراين طريقة تعامل الصين مع تفشي الوباء بإخفاء الاتحاد السوفيتي كارثة تشيرنوبل عام 1986، متهما بكين بالتستر على الوباء. وقال إنها علمت بتطورات الفايروس الذي نشأ في ووهان، منذ نوفمبر، لكنها كذبت على منظمة الصحة العالمية . وأضاف «لقد أطلق الصينيون فايروساً على العالم دمر تريليونات الدولارات من الثروة الاقتصادية الأمريكية».
تعميم شبكة الجيل الـ5
وفي تقرير نشرته «بلومبيرغ» أخيراً، أفاد أن الصين وافقت على استثمار 1.4 تريليون دولار، على مدى 6 سنوات لتوسيع نطاق الشبكات اللاسلكية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. وتطالب الإستراتيجية التريليونية شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى بتعميم شبكة الجيل الـ5، ونشر الكاميرا وأجهزة الاستشعار، وابتكار برامج تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لإتاحة سيارات القيادة الذاتية، وأتمتة المصانع، وتوسيع شبكات المراقبة الجماهيرية. وتتمثل الضربة للمنافس الأمريكي في أن خطة بكين تستهدف عمالقة التكنولوجيا الصينية، مثل هواوي، وعلي بابا، ومجموعة سنس تايم.
الرقمنة لمعالجة آثار كورونا
وتأتي الطموحات الصينية في وقت بلغ فيه «الشعور بالوطنية» ذروته وسط شركات التكنولوجيا ، خصوصاً من جراء عداء أمريكا للصين واستعدائها حلفاءها ضدها. وخصصت بكين الأسبوع الماضي 563 مليار دولار للإنفاق على تطوير البنية الأساسية خصوصاً في بيانات الحوسبة السحابية، التي تتجه المقاطعات الصينية إلى استخدامها بشكل متزايد. ويرى خبراء صينيون أن بكين تعلق أملاً كبيراً على الرقمنة، لمعالجة مشكلات اقتصادها الناجمة عن كورونا. وستكرس ميزانية الـ1.4 تريليون دولار لمشاريع الذكاء الاصطناعي، و«إنترنت الأشياء»، وتمديد خطوط الكهرباء ذات الفولتية العالية جداً، والسكك الحديد للقطارات الفائقة السرعة. وقدر بنك مورغان ستالني أن الصين ستنفق سنوياً 180 مليار دولار على مدى الـ11 عاماً القادمة لتطوير بنيتها الأساسية. وفي المقابل، لن تكون لعمالقة التكنولوجيا الأمريكية فرصة في تلك الميزانية الضخمة. ويواجه بعضها احتمال إرغامها على مغادرة الأسواق الصينية. فعندما قررت بكين مطلع 2020 التوسع في بناء محطات قاعدية لشبكات الجيل الـ5 بميزانية قدرها 73 مليار يوان صيني، ذهبت العقود إلى شركة هواوي، وشركات صينية أخرى.
30 % من الأمريكيين: الصين عدو وعلى رغم عداء ترمب وتزايد الشعور المناهض للصين في الولايات المتحدة؛ إلا أن استطلاعا للرأي أجرته مجلة بوليتيكو الأمريكية الشهر الماضي، أظهر أن 30% ممن استطلعت آراؤهم إنهم ينظرون لحكومة بكين باعتبارها «غير صديقة». قال 58% من الأمريكيين إن على حكومة بلادهم التخلي عن لعبة الإنحاء باللائمة على الصين بشأن كورونا ، وبدء العمل معها لوضع حد للجائحة. أي أن الأمريكيين يرون أن الوقت الآن لدحر «كوفيد-19»، وليس لمعاقبة قوة عظمى كالصين. وبالطبع فإن الشعور الأمريكي المناهض للصين يجد تأييداً من أوثق الحلفاء الغربيين لواشنطن..
واشنطن: بكين تسترت.. والعقوبات قادمة
وتفاقمت الحرب الكلامية أمس (الإثنين) ، إذ حذرت الخارجية الصينية، من أنها ستتخذ إجراءات مضادة إذا أصرت واشنطن على تقويض مصالحها المتعلقة بهونغ كونغ. واتهم المتحدث باسمها تشاو ليجيان الولايات المتحدة بأنها تحاول الإضرار بالأمن القومي الصيني. وقال إن بكين قدمت احتجاجات بشأن تصريحات مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض روبرت أوبراين، بأن قانون الأمن المزمع تطبيقه في هونغ كونغ قد يؤدي إلى فرض عقوبات أمريكية. وكان أوبراين أعلن، بحسب شبكة «إن بي سي» أمس، أن الإدارة الأمريكية ستفرض عقوبات على الصين إذا طبقت قانون «الأمن القومي» الذي أثار مظاهرات منددة في هونغ كونغ.
وشبه أوبراين طريقة تعامل الصين مع تفشي الوباء بإخفاء الاتحاد السوفيتي كارثة تشيرنوبل عام 1986، متهما بكين بالتستر على الوباء. وقال إنها علمت بتطورات الفايروس الذي نشأ في ووهان، منذ نوفمبر، لكنها كذبت على منظمة الصحة العالمية . وأضاف «لقد أطلق الصينيون فايروساً على العالم دمر تريليونات الدولارات من الثروة الاقتصادية الأمريكية».
تعميم شبكة الجيل الـ5
وفي تقرير نشرته «بلومبيرغ» أخيراً، أفاد أن الصين وافقت على استثمار 1.4 تريليون دولار، على مدى 6 سنوات لتوسيع نطاق الشبكات اللاسلكية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. وتطالب الإستراتيجية التريليونية شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى بتعميم شبكة الجيل الـ5، ونشر الكاميرا وأجهزة الاستشعار، وابتكار برامج تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لإتاحة سيارات القيادة الذاتية، وأتمتة المصانع، وتوسيع شبكات المراقبة الجماهيرية. وتتمثل الضربة للمنافس الأمريكي في أن خطة بكين تستهدف عمالقة التكنولوجيا الصينية، مثل هواوي، وعلي بابا، ومجموعة سنس تايم.
الرقمنة لمعالجة آثار كورونا
وتأتي الطموحات الصينية في وقت بلغ فيه «الشعور بالوطنية» ذروته وسط شركات التكنولوجيا ، خصوصاً من جراء عداء أمريكا للصين واستعدائها حلفاءها ضدها. وخصصت بكين الأسبوع الماضي 563 مليار دولار للإنفاق على تطوير البنية الأساسية خصوصاً في بيانات الحوسبة السحابية، التي تتجه المقاطعات الصينية إلى استخدامها بشكل متزايد. ويرى خبراء صينيون أن بكين تعلق أملاً كبيراً على الرقمنة، لمعالجة مشكلات اقتصادها الناجمة عن كورونا. وستكرس ميزانية الـ1.4 تريليون دولار لمشاريع الذكاء الاصطناعي، و«إنترنت الأشياء»، وتمديد خطوط الكهرباء ذات الفولتية العالية جداً، والسكك الحديد للقطارات الفائقة السرعة. وقدر بنك مورغان ستالني أن الصين ستنفق سنوياً 180 مليار دولار على مدى الـ11 عاماً القادمة لتطوير بنيتها الأساسية. وفي المقابل، لن تكون لعمالقة التكنولوجيا الأمريكية فرصة في تلك الميزانية الضخمة. ويواجه بعضها احتمال إرغامها على مغادرة الأسواق الصينية. فعندما قررت بكين مطلع 2020 التوسع في بناء محطات قاعدية لشبكات الجيل الـ5 بميزانية قدرها 73 مليار يوان صيني، ذهبت العقود إلى شركة هواوي، وشركات صينية أخرى.
30 % من الأمريكيين: الصين عدو وعلى رغم عداء ترمب وتزايد الشعور المناهض للصين في الولايات المتحدة؛ إلا أن استطلاعا للرأي أجرته مجلة بوليتيكو الأمريكية الشهر الماضي، أظهر أن 30% ممن استطلعت آراؤهم إنهم ينظرون لحكومة بكين باعتبارها «غير صديقة». قال 58% من الأمريكيين إن على حكومة بلادهم التخلي عن لعبة الإنحاء باللائمة على الصين بشأن كورونا ، وبدء العمل معها لوضع حد للجائحة. أي أن الأمريكيين يرون أن الوقت الآن لدحر «كوفيد-19»، وليس لمعاقبة قوة عظمى كالصين. وبالطبع فإن الشعور الأمريكي المناهض للصين يجد تأييداً من أوثق الحلفاء الغربيين لواشنطن..