تابع العرب والمسلمون عبر شاشات التلفزة الفضائية بالأمس ، المواجهات الدامية بين قوات حماس وكوادر فتح في غزة، وما خلفته من قتلى وجرحى بين أبناء الدم الفلسطيني، مثلما تابعنا قيام إسرائيل في إعادة الفارين إليها هربا من غزة، و تسليمهم إلى سلطة حماس لمحاكمتهم، بل أن المؤلم والمحزن أن توافق إسرائيل على معالجة جرحى حركة فتح بعد أن تعذر علاجهم في غزة، بين أهلهم وفي أرضهم.
هذا هو المشهد الفلسطيني المعاصر،دولة فلسطينية في رام الله، ودولة فلسطينية في غزة، وقيادات فلسطينية في الخارج تتوزع في أكثر من دولة وتتصارع على أكثر من محور. فتحول النضال الفلسطيني من أجل القضية والأرض، إلى صراع على الكراسي والسلطة والمال، وتبدل الخطاب الإعلامي الفلسطيني عبر المؤتمرات التلفزيونية الساخنة، من خطاب لأجل التعبئة العربية والإسلامية والدولية لدعم مشروع دولة فلسطين ، إلى اتهامات متبادلة بين أبناء البيت الفلسطيني بالتخوين والعمالة والاجرام، فانقلب الخطاب التوحيدي الذي وحد الفلسطينيين والعرب خلف دولة فلسطين، إلى خطاب تقسيمي وتصنيفي،فلسطينيا وعربيا، مثلما انقلبت المفاوضات؛من حوار فلسطيني/ إسرائيلي من اجل الأرض، الى حوار فلسطيني / فلسطيني من أجل حقن الدماء، فتبدلت الصور التلفزيونية، وانقلبت الأدوار السياسية.
بات مشروع الدولة الفلسطينية،يقتات عليه كثيرون من المحسوبين على القضية وأهلها، وأصبحت القضية ذاتها – لدى بعض الفلسطينيين- ملفا قابلا للمساومة والمقايضة في بازار السياسة الإقليمية والدولية، فتوزع الملف الفلسطيني ، وتشعبت الأهداف والأولويات، ففقد الخطاب زخمه، وانشغل الجمع عن الهدف الرئيس للنضال.
قدم أبناء الشعب الفلسطيني أرواحهم ودماؤهم في سبيل فلسطين، وقدم العرب دماؤهم وأموالهم في سبيل الأقصى، وحتى نحافظ على مصداقية الهدف، وموثوقية الخطاب، يتعين على الأجنحة الفلسطينية المتصارعة، العودة مرة أخرى إلى منطلقات مسيرة النضال الوطني ، وثقافتها، وأهدافها، وأولوياتها، وتقديم مصلحة النضال على المصالح الأخرى كافة، ولتكن البداية، مبادرة جريئة وشجاعة، للعودة إلى الشرعية الفلسطينية الأم، والانخراط في العمل المؤسساتي من خلال الرئاسة الفلسطينية التي تمثل البيت الفلسطيني الكبير، بعيدا عن سياسة الإقصاء والتهميش ، والتصنيف والاستئثار، فتحرير أرض فلسطين بحاجة إلى تضحيات واسعة من الجميع، ولتكن لنا بالتاريخ عظة كبرى، وبمسيرات النضال والتحرير انموذجا.
alfirm@gmail.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة
هذا هو المشهد الفلسطيني المعاصر،دولة فلسطينية في رام الله، ودولة فلسطينية في غزة، وقيادات فلسطينية في الخارج تتوزع في أكثر من دولة وتتصارع على أكثر من محور. فتحول النضال الفلسطيني من أجل القضية والأرض، إلى صراع على الكراسي والسلطة والمال، وتبدل الخطاب الإعلامي الفلسطيني عبر المؤتمرات التلفزيونية الساخنة، من خطاب لأجل التعبئة العربية والإسلامية والدولية لدعم مشروع دولة فلسطين ، إلى اتهامات متبادلة بين أبناء البيت الفلسطيني بالتخوين والعمالة والاجرام، فانقلب الخطاب التوحيدي الذي وحد الفلسطينيين والعرب خلف دولة فلسطين، إلى خطاب تقسيمي وتصنيفي،فلسطينيا وعربيا، مثلما انقلبت المفاوضات؛من حوار فلسطيني/ إسرائيلي من اجل الأرض، الى حوار فلسطيني / فلسطيني من أجل حقن الدماء، فتبدلت الصور التلفزيونية، وانقلبت الأدوار السياسية.
بات مشروع الدولة الفلسطينية،يقتات عليه كثيرون من المحسوبين على القضية وأهلها، وأصبحت القضية ذاتها – لدى بعض الفلسطينيين- ملفا قابلا للمساومة والمقايضة في بازار السياسة الإقليمية والدولية، فتوزع الملف الفلسطيني ، وتشعبت الأهداف والأولويات، ففقد الخطاب زخمه، وانشغل الجمع عن الهدف الرئيس للنضال.
قدم أبناء الشعب الفلسطيني أرواحهم ودماؤهم في سبيل فلسطين، وقدم العرب دماؤهم وأموالهم في سبيل الأقصى، وحتى نحافظ على مصداقية الهدف، وموثوقية الخطاب، يتعين على الأجنحة الفلسطينية المتصارعة، العودة مرة أخرى إلى منطلقات مسيرة النضال الوطني ، وثقافتها، وأهدافها، وأولوياتها، وتقديم مصلحة النضال على المصالح الأخرى كافة، ولتكن البداية، مبادرة جريئة وشجاعة، للعودة إلى الشرعية الفلسطينية الأم، والانخراط في العمل المؤسساتي من خلال الرئاسة الفلسطينية التي تمثل البيت الفلسطيني الكبير، بعيدا عن سياسة الإقصاء والتهميش ، والتصنيف والاستئثار، فتحرير أرض فلسطين بحاجة إلى تضحيات واسعة من الجميع، ولتكن لنا بالتاريخ عظة كبرى، وبمسيرات النضال والتحرير انموذجا.
alfirm@gmail.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة