ما إن تجيء سيرة (الوجيه) عبدالمقصود خوجة إلا تتداعى سجل (إثنينيته) الشهيرة بكل تفاصيله الحفية، كيما أرادها صرحاً تكريمياً ذائع المعرفة وراسخ التقدير، كنفها بنخبة المبدعين وعامتهم، وأضفى عليها فصولاً من الامتنان والإنصاف ظلت لعقود أربعة تتهاطل دون توقف في رحاب دارته العامرة، تطوق مائدته الثقافية المُترفة بنتاج إبداعي لايكف، وضيوف يبادلون السخاء بسخاء والحفاوة بالمثابرة والإمتاع.
خوجة، مضياف المعرفة وقِبلةُ التقدير الذي يتأتى له من كل ناحية وصوب، وجيه المثقفين وحبيب المبدعين -كما يصفه محبوه- هو موئل حفاوة لطالما فاضت بثراء معرفي ونقاشاتٍ عميقة، كان يلتئم لأجلها رجال الفكر والإعلام والمجتمع، أفضوا عليها واستفاضوا منها ما يثري الذائقة ويحذي الفكر ويعزز الموهبة.
عبدالمقصود نجل الأديب محمد سعيد بن عبدالمقصود خوجة، مؤسس وصاحب ندوة (الإثنينية)، التي أطلقها عام 1403هـ/1982م، عرفه المثقفون فاعلاً في الشأن الثقافي، وأديباً حصيفاً يتجذر وفاؤه في نفوس الكثير من الأدباء والمبدعين. عضو بارز في أكثر من 55 هيئة ومنظمة واتحاداً وجمعية ولجنة في مختلف التخصصات والأعمال الثقافية والإنسانية.
عمد إلى تكريم ما يناهز 450 مبدعاً وأديباً وجهة، من مختلف المشارب والاتجاهات والتخصصات، إلى جانب مؤسسات وهيئات، يتم تكريمها بصفتها المؤسسية، استهلهم بتكريم الأديب الراحل عبدالقدوس الأنصاري.
شغل العديد من المناصب الحكومية السعودية، منها مندوب الديوان الملكي السعودي، إلى المفوضية السعودية ببيروت وبعدها بالمكتب الصحفي بالسفارة السعودية هناك، ومدير المكتب الخاص للمديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر بجدة، قبل إنشاء وزارتي الثقافة والإعلام في السعودية، كما شغل منصب مدير الإدارة العامة للصحافة والإذاعة والنشر بجدة، وفي عام 1383هـ/1964م استقال من العمل الحكومي واتجه إلى الأعمال الحرة، وأسس عدة شركات في مجال أعمال البناء والمقاولات والصناعة منها مجموعة خوجة المختصة بتطوير المشاريع السكنية. قال عنه الراحل الدكتور عبدالرحمن الشبيلي إن الذي يتعرف على عبدالمقصود خوجة، يجد أنه لم يتسنّم سدة الإثنينية إلا بجدارة فكرية متأصلة، وإرث ثقافي وارف، وإصرار دؤوب عن اقتناع ورغبة واستعداد ومثابرة على مواصلة هذا المنهاج، ويذكّر إلى حد كبير بشخصية والده.
وقال عنه الراحل عاصم حمدان أزعمُ أنّ الرائدَ عبدالمقصود كان يسعى لجمعِ الإنتاج الفكريّ والأدبيّ للروَّاد من مظانِّه المتعدَّدةِ، لما كان ينشره جيلُ الروَّاد من شعرٍ ونثرٍ، حيث كانت النزعةُ الأدبيَّة تطغى على ما كان يُنشر في الصحافةِ -آنذاك- وكان حريصاً على قراءةِ ما يقدَّم له من مقالاتٍ وبحوثٍ، وتمحيصه والتدقيق فيه، ولعلِّي شخصياً لمستُ تلك النزعة المرهقة كثيراً، عندما قام بجمعِ ما أبدعه الأديبُ الكبير حمزة شحاتة، وشكَّل لجنةً خاصَّةً لهذا الأمر، وخصوصاً لجهة ما كان يجري في السَّاحة -آنذاك- من سجال شعريٍّ بين الرائدين شحاتة والعواد، كان عبدالمقصود حفياً بشخصيَّاتٍ عديدةٍ من هؤلاء الروَّاد، وخصوصاً أولئك الذين كانُوا يرتبطُونَ برباطِ المودَّةِ والقربى بوالدِه الأديب محمد سعيد عبدالمقصود، وساهمتْ اثنينيَّتُهُ في ربطِ الأجيال الصاعدة بجيلِ الروَّادِ.
غاب خوجة لكنه لم يتوار مُطلقاً عن ذاكرة المشهد الثقافي، فمازال عبق إثنينيته يجوب سماوات الثقافة، وديم حفاوته تُمطر في قلوب ضيوفه ومحبيه سؤالاً وفياً، هل يُكرم صاحب الإثنينية في رحابها؟.
خوجة، مضياف المعرفة وقِبلةُ التقدير الذي يتأتى له من كل ناحية وصوب، وجيه المثقفين وحبيب المبدعين -كما يصفه محبوه- هو موئل حفاوة لطالما فاضت بثراء معرفي ونقاشاتٍ عميقة، كان يلتئم لأجلها رجال الفكر والإعلام والمجتمع، أفضوا عليها واستفاضوا منها ما يثري الذائقة ويحذي الفكر ويعزز الموهبة.
عبدالمقصود نجل الأديب محمد سعيد بن عبدالمقصود خوجة، مؤسس وصاحب ندوة (الإثنينية)، التي أطلقها عام 1403هـ/1982م، عرفه المثقفون فاعلاً في الشأن الثقافي، وأديباً حصيفاً يتجذر وفاؤه في نفوس الكثير من الأدباء والمبدعين. عضو بارز في أكثر من 55 هيئة ومنظمة واتحاداً وجمعية ولجنة في مختلف التخصصات والأعمال الثقافية والإنسانية.
عمد إلى تكريم ما يناهز 450 مبدعاً وأديباً وجهة، من مختلف المشارب والاتجاهات والتخصصات، إلى جانب مؤسسات وهيئات، يتم تكريمها بصفتها المؤسسية، استهلهم بتكريم الأديب الراحل عبدالقدوس الأنصاري.
شغل العديد من المناصب الحكومية السعودية، منها مندوب الديوان الملكي السعودي، إلى المفوضية السعودية ببيروت وبعدها بالمكتب الصحفي بالسفارة السعودية هناك، ومدير المكتب الخاص للمديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر بجدة، قبل إنشاء وزارتي الثقافة والإعلام في السعودية، كما شغل منصب مدير الإدارة العامة للصحافة والإذاعة والنشر بجدة، وفي عام 1383هـ/1964م استقال من العمل الحكومي واتجه إلى الأعمال الحرة، وأسس عدة شركات في مجال أعمال البناء والمقاولات والصناعة منها مجموعة خوجة المختصة بتطوير المشاريع السكنية. قال عنه الراحل الدكتور عبدالرحمن الشبيلي إن الذي يتعرف على عبدالمقصود خوجة، يجد أنه لم يتسنّم سدة الإثنينية إلا بجدارة فكرية متأصلة، وإرث ثقافي وارف، وإصرار دؤوب عن اقتناع ورغبة واستعداد ومثابرة على مواصلة هذا المنهاج، ويذكّر إلى حد كبير بشخصية والده.
وقال عنه الراحل عاصم حمدان أزعمُ أنّ الرائدَ عبدالمقصود كان يسعى لجمعِ الإنتاج الفكريّ والأدبيّ للروَّاد من مظانِّه المتعدَّدةِ، لما كان ينشره جيلُ الروَّاد من شعرٍ ونثرٍ، حيث كانت النزعةُ الأدبيَّة تطغى على ما كان يُنشر في الصحافةِ -آنذاك- وكان حريصاً على قراءةِ ما يقدَّم له من مقالاتٍ وبحوثٍ، وتمحيصه والتدقيق فيه، ولعلِّي شخصياً لمستُ تلك النزعة المرهقة كثيراً، عندما قام بجمعِ ما أبدعه الأديبُ الكبير حمزة شحاتة، وشكَّل لجنةً خاصَّةً لهذا الأمر، وخصوصاً لجهة ما كان يجري في السَّاحة -آنذاك- من سجال شعريٍّ بين الرائدين شحاتة والعواد، كان عبدالمقصود حفياً بشخصيَّاتٍ عديدةٍ من هؤلاء الروَّاد، وخصوصاً أولئك الذين كانُوا يرتبطُونَ برباطِ المودَّةِ والقربى بوالدِه الأديب محمد سعيد عبدالمقصود، وساهمتْ اثنينيَّتُهُ في ربطِ الأجيال الصاعدة بجيلِ الروَّادِ.
غاب خوجة لكنه لم يتوار مُطلقاً عن ذاكرة المشهد الثقافي، فمازال عبق إثنينيته يجوب سماوات الثقافة، وديم حفاوته تُمطر في قلوب ضيوفه ومحبيه سؤالاً وفياً، هل يُكرم صاحب الإثنينية في رحابها؟.