بعد حصوله على جائزة «فيرونا» للفيلم الأكثر إبداعاً ضمن مسابقة أسبوع النقاد خلال فعاليات الدورة الـ 76 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الفائت، توالى حضور الفيلم الروائي الطويل السعودي «سيدة البحر» للمخرجة شهد الأمين مثل دخوله المنافسة في مسابقة آفاق السينما العربية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي وغيره، وهو من إنتاج شركة «إيمج نيشن أبوظبي»، التي ستعرضه غداً (الجمعة)، هو الروائي الطويل الأول للأمين بعد مجموعة من الأفلام القصيرة، ولا شك أن عملية إنتاجه التي استغرقت سنوات عديدة، تخلق حالة تمعن أكثر في التفاصيل.
فحالة الفضول التي ترافق كل من يريد مشاهدة أي حكاية تأتي من السعودية، كفيلة بأن تجعل مقاعد قاعة السينما كاملة العدد، وهذا المشهد تلمسه في أي مكان ومع أي فئة للفيلم السعودي قصيراً أو طويلاً أو وثائقياً، فعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما تم عرض الفيلم السعودي «بركة يقابل بركة» للمخرج محمود الصباغ في مهرجان برلين السينمائي الدولي قبل سنوات، كان الحضور من كافة جنسيات العالم، أتوا فقط ليشاهدوا حكاية سعودية عبر شريط سينمائي، ولكي يقتربوا من شكل البلد أكثر، ويبحثوا عن إجابات عالقة في الصورة الذهنية لغالبية المشاهدين، ومن يعرف تطور حراك السينما السعودية، وتحديداً في فئة الفيلم القصير، يستطيع أن يؤكد أن تلك المبادرات الفردية التي كانت بتوقيع شغوفين ومؤمنين بدور السينما بتغيير الصور النمطية تحضر وبقوة تحديداً عند عرض تلك الأفلام في المهرجانات العالمية.
وعودة للحديث عن فيلم سيدة البحر، الذي من الممكن وضعه في خانة الأفلام التي تدافع عن المرأة، وتظهر قوتها الكامنة، فالقصة تدور أحداثها في جزيرة نائية يعتاش سكانها مقابل خرافة ضرورة تقديم كل عائلة إحدى بناتها قرباناً للبحر كي يظلوا يشعرون بالأمان، هذا التفصيل الذي نقلته الأمين عبر فيلمها الذي اختارت أن يكون بالأبيض والأسود، تريد من خلاله لفت الانتباه إلى ما كانت تعانيه المرأة العربية بشكل عام، إلى أن تظهر فتاة يقف والدها إلى جانبها يؤجل تقديمها قرباناً كل عام حتى بلغت الـ12 عاماً، لكنها نجت من الغرق واستطاعت العودة بقوة مع حراشف تغزو قدمها كإشارة على أنها هي سيدة البحر، ومن دونها الحياة لن تستمر، في أجواء جمعت بين طقس الخرافة مع أغانٍ شعبية بحرية قديمة، في تلك اللحظة التي تسيطر الفتاة الصغيرة على سكان الجزيرة، هي اللحظة التي ينجو الجميع من خطر الجفاف، فيدركون أن عملية التضحية بالنساء والاستهانة فيهن لا يأتي من ورائه سوى الخراب.
الفيلم يدور في رتم متواضع وتطور الدرامى فيه يحتاج إلى تماسك أكبر؛ لأنها لعبت على الصورة أكثر من السيناريو، فتركت الصورة تتحدث أكثر من شخصيات الفيلم الذين كانوا يخرجون بجمل مقتضبة؛ لذلك كان ثمة خلل في التوازن للحكاية، لكن ثمة إدارة للكاميرا في أخذ اللقطات تستحق الثناء، تحديداً في طريقة نقل صورة البحر وحركته التي تتماشى مع حركة سكان الجزيرة، واعتبار البحر وغضبه جزءاً محركاً لأحداث الفيلم، جعلت الأمين كمخرجة قادرة على السيطرة على هذا النوع من التكنيك، وهنا الحديث عن فيلم طويل يحتاج إلى القدرة على هذا النوع من الربط كي لا تضيع التفاصيل مع غياب النص تحديداً.
الفيلم شارك في بطولته مجموعة من الفنانين العرب مثل يعقوب الفرحان، أشرف برهوم، هيفاء الأغا، حفصاء فيصل، وفاطمة الطائي وغيرهم.
السعودية نحو صناعة السينما، تمشي خطواتها الأولى لتكون حاضرة في خريطة صناعة السينما العربية، وبدعم موجود وقصص مليئة بالتفاصيل، ستكون هذه فرصة لتقديم أفلام أفضل قادمة تحديداً في حضرة مهرجان البحر الأحمر في دورته الأولى التي ستقام العام القادم.
فحالة الفضول التي ترافق كل من يريد مشاهدة أي حكاية تأتي من السعودية، كفيلة بأن تجعل مقاعد قاعة السينما كاملة العدد، وهذا المشهد تلمسه في أي مكان ومع أي فئة للفيلم السعودي قصيراً أو طويلاً أو وثائقياً، فعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما تم عرض الفيلم السعودي «بركة يقابل بركة» للمخرج محمود الصباغ في مهرجان برلين السينمائي الدولي قبل سنوات، كان الحضور من كافة جنسيات العالم، أتوا فقط ليشاهدوا حكاية سعودية عبر شريط سينمائي، ولكي يقتربوا من شكل البلد أكثر، ويبحثوا عن إجابات عالقة في الصورة الذهنية لغالبية المشاهدين، ومن يعرف تطور حراك السينما السعودية، وتحديداً في فئة الفيلم القصير، يستطيع أن يؤكد أن تلك المبادرات الفردية التي كانت بتوقيع شغوفين ومؤمنين بدور السينما بتغيير الصور النمطية تحضر وبقوة تحديداً عند عرض تلك الأفلام في المهرجانات العالمية.
وعودة للحديث عن فيلم سيدة البحر، الذي من الممكن وضعه في خانة الأفلام التي تدافع عن المرأة، وتظهر قوتها الكامنة، فالقصة تدور أحداثها في جزيرة نائية يعتاش سكانها مقابل خرافة ضرورة تقديم كل عائلة إحدى بناتها قرباناً للبحر كي يظلوا يشعرون بالأمان، هذا التفصيل الذي نقلته الأمين عبر فيلمها الذي اختارت أن يكون بالأبيض والأسود، تريد من خلاله لفت الانتباه إلى ما كانت تعانيه المرأة العربية بشكل عام، إلى أن تظهر فتاة يقف والدها إلى جانبها يؤجل تقديمها قرباناً كل عام حتى بلغت الـ12 عاماً، لكنها نجت من الغرق واستطاعت العودة بقوة مع حراشف تغزو قدمها كإشارة على أنها هي سيدة البحر، ومن دونها الحياة لن تستمر، في أجواء جمعت بين طقس الخرافة مع أغانٍ شعبية بحرية قديمة، في تلك اللحظة التي تسيطر الفتاة الصغيرة على سكان الجزيرة، هي اللحظة التي ينجو الجميع من خطر الجفاف، فيدركون أن عملية التضحية بالنساء والاستهانة فيهن لا يأتي من ورائه سوى الخراب.
الفيلم يدور في رتم متواضع وتطور الدرامى فيه يحتاج إلى تماسك أكبر؛ لأنها لعبت على الصورة أكثر من السيناريو، فتركت الصورة تتحدث أكثر من شخصيات الفيلم الذين كانوا يخرجون بجمل مقتضبة؛ لذلك كان ثمة خلل في التوازن للحكاية، لكن ثمة إدارة للكاميرا في أخذ اللقطات تستحق الثناء، تحديداً في طريقة نقل صورة البحر وحركته التي تتماشى مع حركة سكان الجزيرة، واعتبار البحر وغضبه جزءاً محركاً لأحداث الفيلم، جعلت الأمين كمخرجة قادرة على السيطرة على هذا النوع من التكنيك، وهنا الحديث عن فيلم طويل يحتاج إلى القدرة على هذا النوع من الربط كي لا تضيع التفاصيل مع غياب النص تحديداً.
الفيلم شارك في بطولته مجموعة من الفنانين العرب مثل يعقوب الفرحان، أشرف برهوم، هيفاء الأغا، حفصاء فيصل، وفاطمة الطائي وغيرهم.
السعودية نحو صناعة السينما، تمشي خطواتها الأولى لتكون حاضرة في خريطة صناعة السينما العربية، وبدعم موجود وقصص مليئة بالتفاصيل، ستكون هذه فرصة لتقديم أفلام أفضل قادمة تحديداً في حضرة مهرجان البحر الأحمر في دورته الأولى التي ستقام العام القادم.