عندما ينقشع غبار كوفيد 19 وتنجلي الصورة، ونهرع لنبحث في الركام عما تبقى لنا من الإنسان الذي عرفناه قبل كوفيد 19، ستكون المفاجأة الحقيقية لنا جميعا هو حجم الدمار النفسي والأمراض النفسية التي تفشت وتتفشى في أوساط اجتماعية كثيرة وبين أطفال بعمر الورود.
ستكون الخسائر جراء الدمار النفسي أكبر بكثير من كل الخسائر في الأرواح وفي الاقتصاد وفي النظم الصحية. فالوحدة والعزلة والتباعد ووسواس النظافة والبطالة والإفلاس أكثر وأكبر تأثيرا وأعمق أثرا من أي جائحة مثل فايروس كورونا.
كل هذا والزلزال لا يزال يضرب هنا وهناك وفي كل مكان وبلا هوادة، ناهيك عن أن ارتدادات ذلك الزلزال لا تزال تحدث موجة إثر موجة من التبعات التي لم نتوقف عندها ولانشغالنا بالضربات المباشرة من زلزال كورونا.
لا أعرف لماذا تتجنب الإحاطة الإعلامية السعودية اليومية وغيرها من الإحاطات الإعلامية العربية وغيرها تتجنب التطرق لإحصاءات الإصابات المباشرة من المرضى النفسيين والإصابات النفسية نتيجة لوباء كورونا! ما الضير من الإحاطة الإعلامية اليومية بحالات الاكتئاب والحالات النفسية الأخرى بين المواطنين وغير المواطنين جراء هذه الجائحة أو نتيجة لغيرها؟
ماذا لو تفاجأنا غدا بأرقام مليونية للمصابين بأمراض نفسية جراء وباء كورونا؟
بماذا ينفع الحديث والقرارات الاقتصادية أو التعليمية والصحية البدنية، بينما، يسجل المكتئبون أرقاما مليونية؟ ثم هل لدينا مؤسسة رسمية متخصصة بعلم النفس والمرضى النفسيين، خلافا لوزارة الصحة؟ أين هي هذه المؤسسات للتعامل مع تداعيات كورونا ولماذا لا تقوم بدورها؟
لماذا لا تؤهل وزارة الصحة ماليا وفنيا إحدى الجمعيات أو بعض الجمعيات المتخصصة بعلم النفس والمهتمة بالمرضى النفسيين كي تكون نموذجا تعين وزارة الصحة في هذه المهمة وتكون قدوة لبقية الوزارات والمؤسسات الحكومية كي تحذو حذوها؟ فتؤهل كل وزارة وكل مؤسسة حكومية نظيرها من القطاع الأهلي غير الربحي ليقوم بالإسناد والدعم في مجاله لجهود الوزارة المعنية؟
ثم لماذا غابت الجامعات السعودية والمؤسسات العلمية والبحثية السعودية أو تأخرت عن تقديم الدراسات النفسية عن الآثار النفسية والدمار النفسي الذي وقع والذي قد يقع نتيجة هذا الوباء والإجراءات المصاحبة له؟ وما الذي يفترض القيام به من قبل المؤسسات الرسمية والمجتمع في مثل هذه الحالات؟ لماذا تتساوى الجامعات السعودية العريقة والفتية في تعاطيها مع الأزمات المحلية والعالمية؟ هل تنتظر جامعاتنا من يقدم لها الدعوة لتقوم بدورها؟ لماذا لم تتقدم جامعة واحدة أو أكثر لتأخذ على عاتقها مسؤولية إجراء الدراسات النفسية الناجمة عن هذا الوباء؟
لماذا لم تتحالف بعض جامعاتنا السعودية التي تمثل مختلف المناطق الجغرافية والاجتماعية السعودية لتأسيس وإطلاق مؤشر إحصائي نفسي يسهم محليا وعالميا بفك طلاسم الوباء وآثاره على الفرد والمجتمع وحجم الظاهرة ويكون مرجعاً علميا للدارسين والباحثين وصناع القرار ومصدراً في الإضافة للمحتوى المحلي؟
كاتب سعودي
Dwaihi@agfund.org
ستكون الخسائر جراء الدمار النفسي أكبر بكثير من كل الخسائر في الأرواح وفي الاقتصاد وفي النظم الصحية. فالوحدة والعزلة والتباعد ووسواس النظافة والبطالة والإفلاس أكثر وأكبر تأثيرا وأعمق أثرا من أي جائحة مثل فايروس كورونا.
كل هذا والزلزال لا يزال يضرب هنا وهناك وفي كل مكان وبلا هوادة، ناهيك عن أن ارتدادات ذلك الزلزال لا تزال تحدث موجة إثر موجة من التبعات التي لم نتوقف عندها ولانشغالنا بالضربات المباشرة من زلزال كورونا.
لا أعرف لماذا تتجنب الإحاطة الإعلامية السعودية اليومية وغيرها من الإحاطات الإعلامية العربية وغيرها تتجنب التطرق لإحصاءات الإصابات المباشرة من المرضى النفسيين والإصابات النفسية نتيجة لوباء كورونا! ما الضير من الإحاطة الإعلامية اليومية بحالات الاكتئاب والحالات النفسية الأخرى بين المواطنين وغير المواطنين جراء هذه الجائحة أو نتيجة لغيرها؟
ماذا لو تفاجأنا غدا بأرقام مليونية للمصابين بأمراض نفسية جراء وباء كورونا؟
بماذا ينفع الحديث والقرارات الاقتصادية أو التعليمية والصحية البدنية، بينما، يسجل المكتئبون أرقاما مليونية؟ ثم هل لدينا مؤسسة رسمية متخصصة بعلم النفس والمرضى النفسيين، خلافا لوزارة الصحة؟ أين هي هذه المؤسسات للتعامل مع تداعيات كورونا ولماذا لا تقوم بدورها؟
لماذا لا تؤهل وزارة الصحة ماليا وفنيا إحدى الجمعيات أو بعض الجمعيات المتخصصة بعلم النفس والمهتمة بالمرضى النفسيين كي تكون نموذجا تعين وزارة الصحة في هذه المهمة وتكون قدوة لبقية الوزارات والمؤسسات الحكومية كي تحذو حذوها؟ فتؤهل كل وزارة وكل مؤسسة حكومية نظيرها من القطاع الأهلي غير الربحي ليقوم بالإسناد والدعم في مجاله لجهود الوزارة المعنية؟
ثم لماذا غابت الجامعات السعودية والمؤسسات العلمية والبحثية السعودية أو تأخرت عن تقديم الدراسات النفسية عن الآثار النفسية والدمار النفسي الذي وقع والذي قد يقع نتيجة هذا الوباء والإجراءات المصاحبة له؟ وما الذي يفترض القيام به من قبل المؤسسات الرسمية والمجتمع في مثل هذه الحالات؟ لماذا تتساوى الجامعات السعودية العريقة والفتية في تعاطيها مع الأزمات المحلية والعالمية؟ هل تنتظر جامعاتنا من يقدم لها الدعوة لتقوم بدورها؟ لماذا لم تتقدم جامعة واحدة أو أكثر لتأخذ على عاتقها مسؤولية إجراء الدراسات النفسية الناجمة عن هذا الوباء؟
لماذا لم تتحالف بعض جامعاتنا السعودية التي تمثل مختلف المناطق الجغرافية والاجتماعية السعودية لتأسيس وإطلاق مؤشر إحصائي نفسي يسهم محليا وعالميا بفك طلاسم الوباء وآثاره على الفرد والمجتمع وحجم الظاهرة ويكون مرجعاً علميا للدارسين والباحثين وصناع القرار ومصدراً في الإضافة للمحتوى المحلي؟
كاتب سعودي
Dwaihi@agfund.org