الأمير عبدالرحمن بن مساعد
الأمير عبدالرحمن بن مساعد
-A +A
كتب: يوسف الكهفي*
منذ أن بدأ كتابة الشعر قبل أكثر من 35 عاماً، خصص الأمير عبدالرحمن بن مساعد جزءاً من حروفه للشأن العام، فلم يحصر إبداعه في المتناول والمتداول بين أقرانه الشعراء، مثل الغزل وبعد الحبيبة والشكوى وغيرها، بل غاص في أعماق الناس، لينقل لنا نظرة منسية وابتسامة وحيدة ودعوة ليلية وزفرة ظنت أن لا أحد بالقرب منها.

حاول الأمير الشاعر أن يكون صوت المنسيين والفقراء والمتعبين والواقفين على شفا جروحهم وأحزانهم. وأظنه نجح.. حتى إنه اقترب من «نبض الشارع» إلى حد جعلنا نبحث عنه في كل دمعة طفل أو ضحكة فقير أو غناء مسافر، كان هذا في زمن الشعر، والكلمة المجنحة التي تحمل فوق موسيقاها وأوزانها معاناة الآخر. أما اليوم فشاعرنا المتفرد يقف، في زمن الشعر والحرب، في وجه أعداء بلادي، بفطنته وسرعة بديهته وثقافته العالية وقدرته الفائقة على الربط والتحليل، مستخدماً سيفه الأبدي وسلاحه الأقوى: الحروف والكلمات.


يقف الأمير على ثغر من ثغور بلادي، مانعاً دخول الأفكار المسمومة و«مواد الإقناع» المفخخة، المغلفة بورق هدايا. يمنع المقاتل ابن مساعد، دخول كل من يحاول أن يقلب رأياً عاماً في بلادي. وكل من يحاول أن يمرر معلومة مغلوطة لأبناء بلادي. وكل من يحاول أن يستميل عقول أبناء بلادي خدمة لمشروع وهم يحاول استهداف بلادي. يفعل كل ذلك بواسطة 28 حرفاً فقط.

يقول البعض إن الأمير عبدالرحمن بن مساعد يقوم بدور موازٍ لدور وزير الإعلام. وأقول إن الشاعر المقاتل يمثل وزارة إعلام كاملة، فكلمة واحدة منه في مواجهة الطغمة الفاسدة التي تريد الشر لبلادي، تذهب بعيداً في الآفاق مستهدفة المثقف ورجل الشارع العادي، وهذا ما يميز الأمير الشاعر، دون سواه، الوصول الناعم لكل طبقات الشعب.

تحية لأبطالنا الجنود المرابطين على الحدود الجنوبية. تحية لأبطالنا المتأهبين في المطارات والقواعد العسكرية. تحية لأبطالنا الذين يؤمّنون الشوارع والحارات. تحية لأبطالنا الذين يحرسون منشآتنا الحيوية. وتحية خالصة للجندي عبدالرحمن بن مساعد الذي يحمي حدود بلادي من تهريب الأفكار المفخخة والمسمومة.

* إعلامي وشاعر