أكد مختصون في الفنون التشكيلية لـ«عكاظ» أن موافقة خادم الحرمين الشريفين على مقترح ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بشأن توجيه الجهات الحكومية لاقتناء الأعمال الفنية والمنتجات الحرفية الوطنية في مقراتها، يأتي دعما للخصوصية الوطنية، كما أنه يدعم أهمية الفنون التشكيلية والعمل اليدوي.
وأوضح مدير جمعية الثقافة والفنون في الدمام يوسف الحربي أن هذا القرار يحمل الكثير من الحكمة والعمق والتوافق الرشيد في دعم الفن والثقافة السعودية على عدّة أصعدة، فهو قادر على خلق تعاون متناسق بين مختلف القطاعات.
وأضاف الحربي أن القرار يتحمّل في عمق تطبيقه حيوية مبرمجة ومدروسة تتوجّه نحو الخصوصية الوطنية في الثقافة، فكل جهة ومؤسسة حكومية ستكون لها علاقة وصلة بوزارة الثقافة والجمعيات وغاليريهات وبرامجها ومعارضها وكل أنشطتها من أجل التعرف عن قرب على الفنون السعودية وستكون هناك صلة مع الحرفيين والمختصين في الفنون التراثية. وبين الحربي أن هذا النشاط سيدفع بدوره الفنانين والحرفيين للابتكار والمواكبة وتحسين المنتوج والمنجز الفني بما يليق وهوية السعودية وبصمتها الثقافية العربية الإسلامية بكل عمقها التراثي والبيئي والحضاري والاستشرافي للمستقبل وصورة المملكة دوليا، وهذا كفيل بدعم الحركة والحيوية الثقافية على المستوى الفردي والجماعي ما يعزّز الثقة ويخلق الوعي وينمي الحس الجمالي والرؤى البصرية الفنية ويخرجها من درجة الاقتناء للتزيين والديكور إلى الاقتناء المعنوي الفني الحسي الجمالي الاستثماري الذي يفيد وينفع الثقافة الوطنية، وهنا يكون الاقتناء الوطني للوطني أول خطوة نحو دعم فكرة الاقتناء وتوجيهها نحو المعنى والجمال والفن.
بدورها ذكرت رئيسة لجنة الفنون التشكيلية والخط العربي بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء سلمى علي الشيخ أن اقتناء أعمال الفنانين السعوديين قرار يشكر عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حيث إننا كفنانين نعاني من تكدس الأعمال الفنية وقلة الاقتناء، ولجوء الدوائر الحكومية لعرض الصور الفوتوغرافية وأعمال فنية جاهزة مستوردة وبيد فنانين أجانب، وأضافت أن هذا القرار دعم وتشجيع وتوضيح بأهمية الفنون التشكيلية والعمل اليدوي كما أنها مصدر كسب مادي للفنان السعودي.
من جهتها قالت أخصائية البصر الفنانة التشكيلية الدكتورة خلود المسيري إن موافقة المقام السامي على مقترح الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بشأن توجيه الجهات الحكومية لاقتناء الأعمال الوطنية الفنية والحرفية خطوة مميزة من ولي العهد، وهذا ليس بجديد عليه لدعم أبناء وبنات هذا الوطن في هذا المجال وغيره من المجالات. وأضافت المسيري أن هذا التوجيه سيكون له دور في تشجيعهم مستقبلا للبروز في هذا الجانب وإظهار مكنوناتهم وإبداعاتهم ومهاراتهم المعهودة فيهم. كما أن هذا القرار سيزرع روح المنافسة بين الشباب والشابات في خلق وبلورة أفكار جديدة من الأعمال الفنية، وسيكون أيضاً واجهة حضارية تعكس صورة أبناء الوطن وثقافتهم للسياح والزائرين ومرتادي البلد من كافة الدول.