(جفن الليل) التي لحنها الفنان طاهر حسين من كلمات الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، أغنية تجعل أي متأمل لها، أو كاتب يفكر في الكتابة عنها، بطرح سؤال بسيط، هل تستطيع مجاراة هذه الأغنية والسير في توغلاتها العميقة مفردة ولحناً وأداء؟
حقيقية لم أستمع لأداء الفنان علي عبدالكريم لها، إلا أنني استمعت أكثر من مرة لأداء ملحنها الفنان طاهر حسين في أكثر من مناسبة، أغنية تأسرك للوهلة الأولى، تجعلك تنقاد إليها سريعا وتسلم كل حواسك لأداء طاهر حسين، وحالته التصويرية للنص بتناغم ومقدرة، تنقلك إلى حيز المعاش ونفسية الشاعر أثناء كتابته لهذه القصيدة، فقد استطاع طاهر حسين أن يهز المستمع للنص منذ شروعه في الاستهلال والتمهيد الموسيقي للأغنية، فخلق حالة من التوازن في التراكيب بين المفردة وصورتها الشعرية والرمز ودلالاته لجذب المستمع إلى دوائره الإبداعية:
يطيح جفن الليل واهز كتفه
نجم ٍ يشع وباقي الليل مطفي
ثم ينطلق طاهر ليصف حالة القصة التي صاغها باقتدار الأمير بدر بن عبدالمحسن، بجملة موسيقية متناهية الرهافة والتأنق، ومغايرة في ماهو مألوف، أو كما يقول بودلير( الجميل هو خارق للعادة وخارج عن المألوف)، وبالفعل كان طاهر حسين، في رسم رؤية هذا العمل خارجا عن المألوف فيما هو متداول ومستمع إليه، حيث قام بمحاكاة أدق الجزئيات بمنتهى الشفافية والإبداع، ليقدم طاقته القصوى في التعمق الداخلي للمكان وتجسيد الرؤية الشعرية للشاعر والتوغل في نفسيته والولوج إلى مساحات رؤيته للمكان، مما يخلق حركة يلمحها المستمع وتساعد في توثيق العلاقة مع الأغنية سريعا وتسهم في تحفيز الذاكرة لقصص وجدانية مرت بها، إنها آلية التسلسل إلى الروح ومخاطبتها وسرعة الإنسجام معها:
واحاكي الجدران عن وصف غرفه
ماتشبه الجدران ويطول وصفي
وتملني الجدران واظهر لشرفه
تحت السما واسكَّر الباب خلفي
إن الصور الجميلة التي أبدع فيه الشاعر كثيرة في هذا النص، مما يؤكد أننا بحاجة لأساليب مبتكرة في الصور الجمالية، للخروج من دائرة التكرار والتسطح والأفكار البالية التي تعتمد على المفردة الواحدة في النص، وصحيح أنها خلقت حالة التسيد في السنوات الماضية إلاّ أن النص القوي هو الذي يبقى في الذاكرة وتحتفل به.
وإذا عدنا لهذه الأغنية مجددا فإننا نلمس أن روح الحزن تسكن في ثناياه بأسلوب مضاعف من الحضور العفوي المصاغ بعمق وتنوع بديع، يهدف إلى بلورة الرؤية ومتماسك الفكرة بإشارات واضحة وأخرى رمزية تأخذك إلى عالم من التأويل، فتتصل وثم تتشابك بعناية بعيدا عن التنافر لتفضي إلى صيغة تقترن بالجمال الإبداعي شعرا ولحنا وأداء:
ياطاري الغدران والعمر رشفه
مع قلها ياليتها يوم تصفي
الحب واجد مير الاقدار صلفه
والأرض واجد لكن الحلم منفى
واللي اعرفه راح ماعاد اعرفه
ولاظن يذكرني الى أقبلت مقفي
ويصل الشاعر لوضع التعجب والاستنكار لأي خطوات قد تطفح في الأفق، ورغم تأكيد حالة الضعف العاطفي، إلا أن الكثافة في التصوير تمنح النص قوة ونبرة مرتفعة وشامخة تتكئ على الحبكة الشعرية والبعد اللحني وفوقهما الأداء الذي لايجب أن يترك الاثنين وحدهما، بل عليه أن يتقاطع معهما في حالة توحد ليصل الى الصيغة التي تصف الوصف بدقة تفاصيله :
ماهو حبيبي مورد القلب حتفه
ولا هو حبيبي يفرح بوقت ضعفي
متى الشوارع تجمع اثنين صدفه
لا صار شباك المواعيد مجفي
يابنت تو الليل ماراح نصفه
وياليل بعض اللي مضى منك يكفي
وربما نستطيع الوصول إلى خلاصة أن الشاعر الأمير بدر عبدالمحسن والفنان طاهر حسين قدما في هذه الأغنية رسالة مفادها أن العمل الناضج يقام وفق معايير معينة ورؤية متشابكة ومتجددة تضع في حسبانها أهمية الفكرة والقيمة الإبداعية للأغنية بعيدا عن مايحدث.
حقيقية لم أستمع لأداء الفنان علي عبدالكريم لها، إلا أنني استمعت أكثر من مرة لأداء ملحنها الفنان طاهر حسين في أكثر من مناسبة، أغنية تأسرك للوهلة الأولى، تجعلك تنقاد إليها سريعا وتسلم كل حواسك لأداء طاهر حسين، وحالته التصويرية للنص بتناغم ومقدرة، تنقلك إلى حيز المعاش ونفسية الشاعر أثناء كتابته لهذه القصيدة، فقد استطاع طاهر حسين أن يهز المستمع للنص منذ شروعه في الاستهلال والتمهيد الموسيقي للأغنية، فخلق حالة من التوازن في التراكيب بين المفردة وصورتها الشعرية والرمز ودلالاته لجذب المستمع إلى دوائره الإبداعية:
يطيح جفن الليل واهز كتفه
نجم ٍ يشع وباقي الليل مطفي
ثم ينطلق طاهر ليصف حالة القصة التي صاغها باقتدار الأمير بدر بن عبدالمحسن، بجملة موسيقية متناهية الرهافة والتأنق، ومغايرة في ماهو مألوف، أو كما يقول بودلير( الجميل هو خارق للعادة وخارج عن المألوف)، وبالفعل كان طاهر حسين، في رسم رؤية هذا العمل خارجا عن المألوف فيما هو متداول ومستمع إليه، حيث قام بمحاكاة أدق الجزئيات بمنتهى الشفافية والإبداع، ليقدم طاقته القصوى في التعمق الداخلي للمكان وتجسيد الرؤية الشعرية للشاعر والتوغل في نفسيته والولوج إلى مساحات رؤيته للمكان، مما يخلق حركة يلمحها المستمع وتساعد في توثيق العلاقة مع الأغنية سريعا وتسهم في تحفيز الذاكرة لقصص وجدانية مرت بها، إنها آلية التسلسل إلى الروح ومخاطبتها وسرعة الإنسجام معها:
واحاكي الجدران عن وصف غرفه
ماتشبه الجدران ويطول وصفي
وتملني الجدران واظهر لشرفه
تحت السما واسكَّر الباب خلفي
إن الصور الجميلة التي أبدع فيه الشاعر كثيرة في هذا النص، مما يؤكد أننا بحاجة لأساليب مبتكرة في الصور الجمالية، للخروج من دائرة التكرار والتسطح والأفكار البالية التي تعتمد على المفردة الواحدة في النص، وصحيح أنها خلقت حالة التسيد في السنوات الماضية إلاّ أن النص القوي هو الذي يبقى في الذاكرة وتحتفل به.
وإذا عدنا لهذه الأغنية مجددا فإننا نلمس أن روح الحزن تسكن في ثناياه بأسلوب مضاعف من الحضور العفوي المصاغ بعمق وتنوع بديع، يهدف إلى بلورة الرؤية ومتماسك الفكرة بإشارات واضحة وأخرى رمزية تأخذك إلى عالم من التأويل، فتتصل وثم تتشابك بعناية بعيدا عن التنافر لتفضي إلى صيغة تقترن بالجمال الإبداعي شعرا ولحنا وأداء:
ياطاري الغدران والعمر رشفه
مع قلها ياليتها يوم تصفي
الحب واجد مير الاقدار صلفه
والأرض واجد لكن الحلم منفى
واللي اعرفه راح ماعاد اعرفه
ولاظن يذكرني الى أقبلت مقفي
ويصل الشاعر لوضع التعجب والاستنكار لأي خطوات قد تطفح في الأفق، ورغم تأكيد حالة الضعف العاطفي، إلا أن الكثافة في التصوير تمنح النص قوة ونبرة مرتفعة وشامخة تتكئ على الحبكة الشعرية والبعد اللحني وفوقهما الأداء الذي لايجب أن يترك الاثنين وحدهما، بل عليه أن يتقاطع معهما في حالة توحد ليصل الى الصيغة التي تصف الوصف بدقة تفاصيله :
ماهو حبيبي مورد القلب حتفه
ولا هو حبيبي يفرح بوقت ضعفي
متى الشوارع تجمع اثنين صدفه
لا صار شباك المواعيد مجفي
يابنت تو الليل ماراح نصفه
وياليل بعض اللي مضى منك يكفي
وربما نستطيع الوصول إلى خلاصة أن الشاعر الأمير بدر عبدالمحسن والفنان طاهر حسين قدما في هذه الأغنية رسالة مفادها أن العمل الناضج يقام وفق معايير معينة ورؤية متشابكة ومتجددة تضع في حسبانها أهمية الفكرة والقيمة الإبداعية للأغنية بعيدا عن مايحدث.