يبدو أن رئيس النظام التركي يعيش أيامه الأخيرة، فرجل تركيا المريض فقد عقله، وأصبح منبوذاً في الداخل والخارج، يتخبط في دعم التنظيمات الإرهابية وتدريب وتجنيد المرتزقة والزج بهم في حروب لا ناقة ولا جمل فيها للشعب التركي. وتشهد شعبية أردوغان تراجعاً كبيراً بسبب الأزمة الاقتصادية التي زادت حدتها جراء الفشل في مواجهة تفشي «كورونا»، وهو ما أكدته استطلاعات الرأي الأخيرة. وتزامن انهيار شعبيته مع انتقادات حادة شنها معارضون وسط اتهامات له بقمع كل صوت يخالفه الرأي، وتفكيك النقابات وتكميم الأفواه عبر السيطرة أيضا على مواقع التواصل. فنزواته وسياساته الاستعمارية وضعته في مواجهة ساخنة مع أوروبا، تلقى على إثرها صفعة قوية من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي هددته بشكل علني -بحسب وسائل إعلام ألمانية- بأنه سيواجه المشكلات مع أوروبا كلها وليس اليونان، محذرة إياه من أن العواقب ستكون قوية للغاية. وخيرت ميركل أردوغان بين إنهاء الموقف الذي وصفته بأنه استفزازي لليونان والدخول في حوار مع أوروبا، أو العقوبات الألمانية والأوروبية تجاه أنقرة. وشددت على أن أثينا ستتصدى لأي تنقيب في مناطقها. وحذرت المستشارة من عواقب التصعيد في المتوسط، مشددة على أن أوروبا ستقف ضد أنقرة في حال أي مواجهة مع أثينا. وكشف تقرير لتلفزيون «OPEN TV» الألماني أن برلين لعبت دورا في مواجهة التطورات بين اليونان وتركيا، وعز قرار أنقرة بعدم إخراج سفينة البحث الخاصة للتنقيب في الجرف القاري اليوناني إلى اتصال بين ميركل وأردوغان. وعلى الصعيد الداخلي، تعيش تركيا أسوأ أزمة اقتصادية وسياسية بسبب سياسات أردوغان، الذي اتهمته المعارضة بتدمير السياسة الخارجية، والتسبب في انهيار الاقتصاد واستشراء الفساد وتفاقم البطالة والفقر.