الحاضر يعانق الماضي في تبالة أو (تبالة النخل) كما يحب أهلها ان نسميها, لهفة عمرانية وتجارية وسياحية تستمد زخمها من إرث الماضي الحافل بالتاريخ والآثار فموقع تبالة في الجزء الجنوبي من المملكة بين بيشة وبلقرن والباحة اكسبها ميزة الربط بين هذه المناطق. كما أن موقعها على وادي تبالة الكبير بطبيعته وروافده الكثيرة ووفرة مياهه اضافة الى آثارها التاريخية اكسبها صفة المنطقة السياحية الاولى في بيشة وثاني اكبر مركز بعدها وكما يؤكد كل من عبدالعزيز فالح ومبارك الشمراني (من ابناء تبالة) تحظى تبالة باهتمام كافة الجهات المعنية بآثارها وطبيعتها الساحرة. الا ان بعض آثارها بحاجة الى اعادة بناء وترميم واعداد البرامج وايصال الخدمات التي تجتذب السياح واستقبال المتنزهين والزوار وقد اقامت الدولة سدا هو تحت الانشاء حاليا في اعلى وادي تبالة للاستفادة من مياهه التي تسيل اثناء هطول الامطار فيما تم حفر ثلاث آبار للتغلب على شح المياه على ضفاف الوادي وبجوارها يجرى الآن تشييد خزان للمياه بعلو 30 مترا لتغذية المناطق البعيدة من هذه الآبار وقد حفر ممر تمهيداً لربطها بالخزان العلوي.
تبالة تاريخياً كانت تحمل هذا الاسم فلما فتح الرسول صلى الله عليه وسلم مكة واسلمت العرب ووفدت عليه وفودها قدم عليه الصحابي الجليل جرير بن عبدالله البجلي مسلماً فقال صلى الله عليه وسلم لجرير: الا تكفيني (ذا الخلصة) وهو بيت اصنام كان لدوس وخثعم وبجيلة فقال جرير: بلى فوجهه النبي صلى الله عليه وسلم اليه فخرج جرير حتى بني أحمس من بجيلة فسار بهم اليه فقاتلته خثعم فهزمهم وهدم بنيان ذي الخلصة واضرم فيه النار فاحترق.
وقيل كان لعمرو بن لحي بن قمعة نصب الصنم بأسفل مكة حين نصب الاصنام في مواقع شتى فكانوا يلبسونه القلائد ويعلقون عليه بيض النعام ويذبحون عنده وكان معناهم في تسميتهم له بذلك ان عباده والطائفين به خلصة وقيل هو (الكعبة اليمانية) التي بناها أبرهة بن الصباح الحميري وقيل كان ذو الخلصة يسمى الكعبة اليمانية والبيت الحرام الكعبة الشامية.
وقال ابو المنذر: ومن اصنام العرب ذو الخلصة وكانت مروه بيضاء منقوشة عليها كهيئة التاج بتبالة بين مكة واليمن على مسير سبع ليال وكان سدنتها بني أمامه من باهله بن المصر وكانت تعظمها وتهدى لها خثعم وبجيله وازد السراة ومن قاربهم من بطون العرب ومن هوازن.
امرؤ القيس
وفي اخبار امرئ القيس لما قتلت بنو أسد أباه حجراً وخرج يستنجد بمن يعينه على الأخذ بثأره حتى أتى حمير مع رجل يقال له قرمل ومعه شذاذ من العرب واستأجر من قبائل اليمن رجالا فسار بهم يطلب بني أسد ومر بتبالة وبها صنم للعرب تعظمه يقال له ذو الخلصة فاستقسم عنده بقداحة وهو ثلاثة: الآمر والناهي والمتربص فأجالها فخرج الناهي فجمعها وكسرها وضرب بها وجه الصنم, ثم خرج فظفر ببني أسد, ويقال انه ما استقسم عند ذي الخلصة بعدها أحد بقدح حتى جاء الاسلام وهدمه جرير بن عبدالله البجلي وأسلم أهل تبالة من غير حرب وكان ذلك في السنة العاشرة من الهجرة.
شهرة تبالة
استحدثت تبالة شهرتها عند العرب في الجاهلية لوجود صنم ذي الخلصة ولوقوعها في طريق الحجاج اليمنيين ولتوفر المياه والنخيل فيها ولكرم أهلها, ومما قيل فيها من الامثال الشائعة: «ما حللت تبالة لتحرم الاضياف» وقول الشاعر لبيد بن ربيعة: فالضيف والجار الجنيب كأنما هبطا تبالة مخصباً أهضامها
سبب تسميتها
اختلف الرواة في أسباب تسميتها بهذا الاسم فقيل انها سميت بتبالة بنت مكنف من بني عمليق (والعماليق من الاسم البائدة) وقيل انها سميت بتبالة نسبة لبنت مدين بن ابراهيم عليه السلام.
وقيل أنها سميت بهذا الاسم لأن الحجاج بن يوسف حينما قضى على حركة عبدالله بن الزبير كافأه عبدالملك بولاية تبالة وهي في تلك الحقبة كانت حلقة وصل بين مكة واليمن وحينما اقترب منها سأل: اين تبالة؟ فقيل له: تغطيها الأكمة فقال: تبا لولاية تغطيها أكمة ثم قفل راجعاً فتولى ولاية العراق.
قراها الاثرية
يقول مبارك الشمراني ان القرى الاثرية التي تكثر في منطقة تبالة تشتمل على مجموعات مختلفة من حيث تاريخ نشأتها ونمط بنائها اضافة الى المواد المستخدمة في البناء ملمحاً أن بعضاً من هذه القرى ربما يعود الى القرون الاسلامية الاولى وهو ما أكده العلماء حيث ذكروا أن هذه البلدة كانت عامرة عند بزوغ فجر الاسلام واصبحت ولاية تطورت عبر العصور الاسلامية حتى وصلت مصاف المدن كما اخبر بذلك الادريسي الذي قال عنها تبالة مدينة صغيرة بها عيون والآن لم نعد نرى من هذه الآثار الا ما يدل عليها نظراً لايدي العبث التي طالت الآثار الاسلامية ودمرت آثار اسلافهم الا من بقايا آثار من قرى فوق قمم وسفوح الجبال بنيت من الحجر وتركزت في اماكن حصينة تساعد الاهالي على خزن محاصيلهم والدفاع عن انفسهم ضد هجمات الاعداد ابرزها قرية هضبة تبالة المعروفة حالياً باسم (الكليات) شمال وادي تبالة التي تمتاز بموقعها الاستراتيجي الحصين في قمة هضبة الكليات الوعرة التي سميت باسمها.
وتعتبر تبالة من أهم المواقع الاثرية بالجزيرة العربية التي كانت مزاراً لعدد من علماء الآثار والمستكشفين وموضوعاً للعديد من الرسائل الجامعية في مجال الآثار والمتاحف وزارها طلاب من سلطنة عمان والاردن لتقصى آثارها والوقوف على معالمها التاريخية ومن اهمها:
منطقة العبلاء: ويوجد بها (رحى أبو زيد) وهو حجر كبير الحجم ويبلغ قطره المتر تقريبا والرحى يستخدم في طحن الحبوب قديما وهذه المنطقة تابعة لمركز تبالة وتقع بها ايضا كهوف ومغارات تنزل بمسافات في داخل اعماق الأرض.
هضبة الكليات: وهي هضبة كبيرة تقع في قمة جبل على علو 2000 متر من سطح الأرض والى الاسفل منها تقع اربع مقابر يعود تاريخها الى ما قبل الاسلام تقريبا ويمكن تصنيفها على انها قلعة عسكرية متكاملة وهي مبنية من الحجر والطين في جانب الجبل, ويوجد بها طريق بين صخرتين كبيرتين لا يفتح الا من الداخل وهذا الطريق اندثر جزء كبير منه وكان هناك طريق تسلكه حيوانات ساكنيها الى اعلى الهضبة وهي مسقوفة من جذوع النخل وبعضها مكون من دورين, وفي طرفها الشمالي مسجد صغير وهو احدث من بعض بيوت القرية, بني اساسه من الطين والرمال والحجر, يبلغ طوله 16 متراً تقريباً وعرضه ثمانية أمتار تقريباً وهذه القرية قديمة البناء, ووجدت بداخلها بعض المصنوعات الحديثة التي تدل على انها كانت مسكونة الى عهد قريب.
قرية بني عامر وقرية القوز: وهما قريتان اشتهرتا بحصونهما المنيعة والقوية ولكن هذه الحصون اندثرت مع الزمن لعدم وجود الحماية لها.
قرية واسط سميت بذلك لتوسطها تبالة حيث كان يسكنها بنو سهم حاضرة بني خناس حيث كان مكان اجتماعات وانعقادات لاهالي تبالة ويقع بها سوقهم المشهور سوق تبالة (السبت) قبل انتقاله الى الموقع الجديد على الطريق العام بيشة سبت العلايا.
منجم الذهب: وهو يقع في اعلى وادي تبالة المشهور بتفرعاته وروافده الكثيرة وهذا المكان اكتشف منذ العصر العباسي والآن يقع فيه منجم الحجار التابع لشركة معادن الذهب.
الثغر وهو قصر شعلان بن صالح الفزعي الشمراني ويعود تاريخه الى الدولة السعودية الاولى ويقع في وسط تبالة ويتكون من عدد من الغرف المبنية من الطوب والحجر وفي اطرافه الاربعة تقع حصون صغيرة ترتفع الى علو عشرة امتار تقريبا مبنية من الحجر بشكل فني جميل وعلى اطراف جدار الحصن الداخلية يمتد جدار مبني من الحجر لمسافة المترين تقريبا ويعتقد انه يستخدم من قبل الجنود للوقوف عليه عند المراقبة او القتال وفي وسط البناء يوجد حصن كبير لا زال جزء كبير منه باقيا الى الآن وفي جانبه الغربي بئر محفورة كان يستخرج منها الماء وبالقرب منها مسجد صغير مبني من الحجارة تبلغ مساحته 20 مترا تقريباً وبجوار القصر من الخارج تقع عدة مبان متقاربة مبنية من الحجارة بجوار بعضها البعض ويعتقد انها مكان للحيوانات والخيول حيث أن طول بنائها لا يتعدى المترين تقريباً.
هدم القصر
وقد هدم هذا القصر حسن باشا عام 1230هـ عندما اعتدى على تبالة قال ابن بشر ثم ساروا منها الى تبالة وهي البلدة التي هدم المسلمون فيها صنم «ذا الخلصة» زمن عبدالعزيز بن محمد بن سعود, فنازلوا شعلان أمير الفزع وشمران في قصره ورموه بالمدافع والقنابل فثلموه وقتل شعلان وغالب حيث كان معه نحو مائة رجل.
وغالب هذه الآثار اهملت ولم يتم المحافظة عليها فطالتها وعبثت بها الأيدي التي لا تعي قيمتها الحقيقية وماضيها العريق.
سور عظية: وهو من الآثار التي لا زالت الى الآن حيث ان جزءا منها باقي الى الآن وهو سور كبير مربع الشكل مبني من الحجارة بشكل فني ورائع وبارتفاع مترين تقريبا ويقع في اعلى وادي تبالة.
سور المصعبين وهو سور مبني من الحجارة ايضا ويقع في الطريق الذي يتجه الى منطقة جعبة حيث قاموا بني سعد بمساعدة المصعبين في بنائه.
علياء وهو جبل مشهور في شمال سهواء حيث توجد به اثار قديمة من الحصون والبيوت والمقابر.
المشب وهو في رأس جبل السوداء وهو جبل عظيم يقع جنوب وادي تبالة وسمي بذلك لان قبائل الفزع من تبالة كانوا اذا اعتدى عليهم عدة قبائل استنجدوا بشمران الحجاز بايقاد النيران في رأس جبل السوداء حيث ان هذا الجبل يرى من مسافات بعيدة.
وادي تبالة
ويعد وادي تبالة من اهم روافد وادي بيشة الشهير حيث يبتدئ من جبل الهدارة بسبت العلاية حتى يلتقي بوادي بيشة عند قرية الصبيحي حوله بيشة وقد عدد محمد بن جرمان روافد وادي تبالة من جميع الاتجاهات وهي كالتالي:
وادي المسمى: ويلتقي بسيل جبل الهدارة في قرية المشايعة.
وادي الزرب: ويبدأ من جبل قرب, ويلتقي عند جبل الجوف بوادي الجوف.
الجوف: يصب في الغضار, ثم الى قرية الحرجة.
الغضار: يجتمع فيه وادي الزرب والجوف وشعب العتم وغيرها, ثم تنحدر الى الحرجة شمالا.
وادي الرويماء: ينزل من الهضبة السوداء حتى يصب في قرية الحرجة.
شعب الاسود: يبدأ من بعد وادي الرويماء حتى يصب في الحرجة.
وادي ذا مخية: يسير محاذيا للشعب الأسود, حتى يصب في الحرجة, ثم الى قرية الكعوب, ثم الى قرية البظاظة.
وادي عفراء الاعلى: يبدأ من جبل الرهوة
وادي الغضة: يبدأ من ريع مطا ويصب في قرية المجمعة.
وادي العادية: ينزل من جبل الاحدب حتى يصب في وادي تبالة
طب: شعب صغير
وادي طبقا: ينزل من جبل الاحدب, ويلتقي مع وادي الكظهر قبل ان يصبا في تبالة.
عشرة: واد كبير يرفد تبالة من الجهة الجنوبية الغربية, ويلتقي بتبالة عند مصب وادي ملحة.
ملحة: يرفده الكثير من الشعاب.
مليح: واد كبير.
رناح: واديان صغيران يصبان في تبالة بالقرب من سوداء رناح.
الحفياء: واد كبير ينطلق من الجنوب نحو الشمال ويصب في تبالة شرقا من سوداء رناح.
نحاص: واد صغير يلتقي بوادي تبالة في قرية تبالة.
الشارب: شعب كبير يلتقي بتبالة تحت مصب نحاص.
شخصان الاعلى: واد كبير, يبدأ من جبل قرف وما حوله ويصب في تبالة فوق قرية القوزية.
شخصان الاسفل: واد صغير يقع بالقرب من شخصان الاعلى.
الشبعان: جبل كبير تنحدر سيوله في وادي تبالة عند قرية شديق.
لشفاء: واد كبير ينزل من جبال الدخش ويصب في تبالة عند قرية شديق.
الجونة: واد كبير ينزل من جبال الدخش, يلتقي بعدد من الاودية قبل ان يصب في تبالة تحت جبل ضليعة السلم.
قبة: واد كبير, ينحدر من جبال الدخش, ويرفد عددا كبيرا من الشعاب, حتى يصب في تبالة تحت ضليعة السلم.
ام الشرى: يصب في وادي تبالة بعد مصب وادي قبة.
ام السلم: آخر روافد تبالة من الجهة الجنوبية.
اهم روافد وادي تبالة من الجهة الشمالية الغربية
قلمين: واد يصب في قرية آل عبيد بلقرن, يكثر به شجر العرعر, يقسمه طريق الطائف - أبها نصفين.
شيبانه: واد جميل يمتد غربي العلاية والحميد.
باشوت: واد كبير يبدأ من قرية آل عامر ويصب بقرية مهرة, ويسير حتى يلتقي بوادي تبالة في عجام افراك.
التالب: يلتقي بوادي عجبة.
عجبة: واد كبير يجتمع مع وادي التالب.
المحترق: واد صغير ينحدر من جبال الباردة, ويصب في وادي عتيق.
عتيق: واد كبير تتجمع فيه بعض الاودي اعلاه حتى تصب في تبالة عند عجام افراك.
الفوهة: واد كبير تقع عليه قرية الفوهة ويسكنه الحلافات, وهو من بلحارث.
سقام الاعلى: شعبي كبير.
سقام الاسفل: يصب تحت مصب سقام الاعلى.
ثاه: واد كبير ينحدر من جبل الوقبة ويتجه جنوبا حتى يلتقي بتبالة.
صرام العليا, واد كبير يأتي من الشمال حتى يلتقي بتبالة بالقرب من وادي عشرة من تحت جبل الحرفين.
صروم السفلى: يلتقي بتبالة بالقرب من سوداء رناح.
عقل: شعب كبير يلتقي بتبالة عند سوداء رناح.
مسكة: شعب كبير يلتقي بتبالة تحت مصب عقل وعند مصبه تقع قرية مسكة من قرى تبالة.
سهوا: واد كبير يلتقي بتبالة في قرية تبالة.
فرشة تواثن: يصب مجمع سيولها في تبالة عند قرية المخرم.
خلافة: واد كبير يسير باتجاه الشرق حتى يصب في تبالة عند جبل البرصاء.
الغضار: واد من اودية ظهر تبالة, يقع بين تبالة ورنية, وله عدد كبير من الروافد, يتجه باتجاه الشرق ويلتقي بتبالة عند جبل المعيذر.
تبالة تاريخياً كانت تحمل هذا الاسم فلما فتح الرسول صلى الله عليه وسلم مكة واسلمت العرب ووفدت عليه وفودها قدم عليه الصحابي الجليل جرير بن عبدالله البجلي مسلماً فقال صلى الله عليه وسلم لجرير: الا تكفيني (ذا الخلصة) وهو بيت اصنام كان لدوس وخثعم وبجيلة فقال جرير: بلى فوجهه النبي صلى الله عليه وسلم اليه فخرج جرير حتى بني أحمس من بجيلة فسار بهم اليه فقاتلته خثعم فهزمهم وهدم بنيان ذي الخلصة واضرم فيه النار فاحترق.
وقيل كان لعمرو بن لحي بن قمعة نصب الصنم بأسفل مكة حين نصب الاصنام في مواقع شتى فكانوا يلبسونه القلائد ويعلقون عليه بيض النعام ويذبحون عنده وكان معناهم في تسميتهم له بذلك ان عباده والطائفين به خلصة وقيل هو (الكعبة اليمانية) التي بناها أبرهة بن الصباح الحميري وقيل كان ذو الخلصة يسمى الكعبة اليمانية والبيت الحرام الكعبة الشامية.
وقال ابو المنذر: ومن اصنام العرب ذو الخلصة وكانت مروه بيضاء منقوشة عليها كهيئة التاج بتبالة بين مكة واليمن على مسير سبع ليال وكان سدنتها بني أمامه من باهله بن المصر وكانت تعظمها وتهدى لها خثعم وبجيله وازد السراة ومن قاربهم من بطون العرب ومن هوازن.
امرؤ القيس
وفي اخبار امرئ القيس لما قتلت بنو أسد أباه حجراً وخرج يستنجد بمن يعينه على الأخذ بثأره حتى أتى حمير مع رجل يقال له قرمل ومعه شذاذ من العرب واستأجر من قبائل اليمن رجالا فسار بهم يطلب بني أسد ومر بتبالة وبها صنم للعرب تعظمه يقال له ذو الخلصة فاستقسم عنده بقداحة وهو ثلاثة: الآمر والناهي والمتربص فأجالها فخرج الناهي فجمعها وكسرها وضرب بها وجه الصنم, ثم خرج فظفر ببني أسد, ويقال انه ما استقسم عند ذي الخلصة بعدها أحد بقدح حتى جاء الاسلام وهدمه جرير بن عبدالله البجلي وأسلم أهل تبالة من غير حرب وكان ذلك في السنة العاشرة من الهجرة.
شهرة تبالة
استحدثت تبالة شهرتها عند العرب في الجاهلية لوجود صنم ذي الخلصة ولوقوعها في طريق الحجاج اليمنيين ولتوفر المياه والنخيل فيها ولكرم أهلها, ومما قيل فيها من الامثال الشائعة: «ما حللت تبالة لتحرم الاضياف» وقول الشاعر لبيد بن ربيعة: فالضيف والجار الجنيب كأنما هبطا تبالة مخصباً أهضامها
سبب تسميتها
اختلف الرواة في أسباب تسميتها بهذا الاسم فقيل انها سميت بتبالة بنت مكنف من بني عمليق (والعماليق من الاسم البائدة) وقيل انها سميت بتبالة نسبة لبنت مدين بن ابراهيم عليه السلام.
وقيل أنها سميت بهذا الاسم لأن الحجاج بن يوسف حينما قضى على حركة عبدالله بن الزبير كافأه عبدالملك بولاية تبالة وهي في تلك الحقبة كانت حلقة وصل بين مكة واليمن وحينما اقترب منها سأل: اين تبالة؟ فقيل له: تغطيها الأكمة فقال: تبا لولاية تغطيها أكمة ثم قفل راجعاً فتولى ولاية العراق.
قراها الاثرية
يقول مبارك الشمراني ان القرى الاثرية التي تكثر في منطقة تبالة تشتمل على مجموعات مختلفة من حيث تاريخ نشأتها ونمط بنائها اضافة الى المواد المستخدمة في البناء ملمحاً أن بعضاً من هذه القرى ربما يعود الى القرون الاسلامية الاولى وهو ما أكده العلماء حيث ذكروا أن هذه البلدة كانت عامرة عند بزوغ فجر الاسلام واصبحت ولاية تطورت عبر العصور الاسلامية حتى وصلت مصاف المدن كما اخبر بذلك الادريسي الذي قال عنها تبالة مدينة صغيرة بها عيون والآن لم نعد نرى من هذه الآثار الا ما يدل عليها نظراً لايدي العبث التي طالت الآثار الاسلامية ودمرت آثار اسلافهم الا من بقايا آثار من قرى فوق قمم وسفوح الجبال بنيت من الحجر وتركزت في اماكن حصينة تساعد الاهالي على خزن محاصيلهم والدفاع عن انفسهم ضد هجمات الاعداد ابرزها قرية هضبة تبالة المعروفة حالياً باسم (الكليات) شمال وادي تبالة التي تمتاز بموقعها الاستراتيجي الحصين في قمة هضبة الكليات الوعرة التي سميت باسمها.
وتعتبر تبالة من أهم المواقع الاثرية بالجزيرة العربية التي كانت مزاراً لعدد من علماء الآثار والمستكشفين وموضوعاً للعديد من الرسائل الجامعية في مجال الآثار والمتاحف وزارها طلاب من سلطنة عمان والاردن لتقصى آثارها والوقوف على معالمها التاريخية ومن اهمها:
منطقة العبلاء: ويوجد بها (رحى أبو زيد) وهو حجر كبير الحجم ويبلغ قطره المتر تقريبا والرحى يستخدم في طحن الحبوب قديما وهذه المنطقة تابعة لمركز تبالة وتقع بها ايضا كهوف ومغارات تنزل بمسافات في داخل اعماق الأرض.
هضبة الكليات: وهي هضبة كبيرة تقع في قمة جبل على علو 2000 متر من سطح الأرض والى الاسفل منها تقع اربع مقابر يعود تاريخها الى ما قبل الاسلام تقريبا ويمكن تصنيفها على انها قلعة عسكرية متكاملة وهي مبنية من الحجر والطين في جانب الجبل, ويوجد بها طريق بين صخرتين كبيرتين لا يفتح الا من الداخل وهذا الطريق اندثر جزء كبير منه وكان هناك طريق تسلكه حيوانات ساكنيها الى اعلى الهضبة وهي مسقوفة من جذوع النخل وبعضها مكون من دورين, وفي طرفها الشمالي مسجد صغير وهو احدث من بعض بيوت القرية, بني اساسه من الطين والرمال والحجر, يبلغ طوله 16 متراً تقريباً وعرضه ثمانية أمتار تقريباً وهذه القرية قديمة البناء, ووجدت بداخلها بعض المصنوعات الحديثة التي تدل على انها كانت مسكونة الى عهد قريب.
قرية بني عامر وقرية القوز: وهما قريتان اشتهرتا بحصونهما المنيعة والقوية ولكن هذه الحصون اندثرت مع الزمن لعدم وجود الحماية لها.
قرية واسط سميت بذلك لتوسطها تبالة حيث كان يسكنها بنو سهم حاضرة بني خناس حيث كان مكان اجتماعات وانعقادات لاهالي تبالة ويقع بها سوقهم المشهور سوق تبالة (السبت) قبل انتقاله الى الموقع الجديد على الطريق العام بيشة سبت العلايا.
منجم الذهب: وهو يقع في اعلى وادي تبالة المشهور بتفرعاته وروافده الكثيرة وهذا المكان اكتشف منذ العصر العباسي والآن يقع فيه منجم الحجار التابع لشركة معادن الذهب.
الثغر وهو قصر شعلان بن صالح الفزعي الشمراني ويعود تاريخه الى الدولة السعودية الاولى ويقع في وسط تبالة ويتكون من عدد من الغرف المبنية من الطوب والحجر وفي اطرافه الاربعة تقع حصون صغيرة ترتفع الى علو عشرة امتار تقريبا مبنية من الحجر بشكل فني جميل وعلى اطراف جدار الحصن الداخلية يمتد جدار مبني من الحجر لمسافة المترين تقريبا ويعتقد انه يستخدم من قبل الجنود للوقوف عليه عند المراقبة او القتال وفي وسط البناء يوجد حصن كبير لا زال جزء كبير منه باقيا الى الآن وفي جانبه الغربي بئر محفورة كان يستخرج منها الماء وبالقرب منها مسجد صغير مبني من الحجارة تبلغ مساحته 20 مترا تقريباً وبجوار القصر من الخارج تقع عدة مبان متقاربة مبنية من الحجارة بجوار بعضها البعض ويعتقد انها مكان للحيوانات والخيول حيث أن طول بنائها لا يتعدى المترين تقريباً.
هدم القصر
وقد هدم هذا القصر حسن باشا عام 1230هـ عندما اعتدى على تبالة قال ابن بشر ثم ساروا منها الى تبالة وهي البلدة التي هدم المسلمون فيها صنم «ذا الخلصة» زمن عبدالعزيز بن محمد بن سعود, فنازلوا شعلان أمير الفزع وشمران في قصره ورموه بالمدافع والقنابل فثلموه وقتل شعلان وغالب حيث كان معه نحو مائة رجل.
وغالب هذه الآثار اهملت ولم يتم المحافظة عليها فطالتها وعبثت بها الأيدي التي لا تعي قيمتها الحقيقية وماضيها العريق.
سور عظية: وهو من الآثار التي لا زالت الى الآن حيث ان جزءا منها باقي الى الآن وهو سور كبير مربع الشكل مبني من الحجارة بشكل فني ورائع وبارتفاع مترين تقريبا ويقع في اعلى وادي تبالة.
سور المصعبين وهو سور مبني من الحجارة ايضا ويقع في الطريق الذي يتجه الى منطقة جعبة حيث قاموا بني سعد بمساعدة المصعبين في بنائه.
علياء وهو جبل مشهور في شمال سهواء حيث توجد به اثار قديمة من الحصون والبيوت والمقابر.
المشب وهو في رأس جبل السوداء وهو جبل عظيم يقع جنوب وادي تبالة وسمي بذلك لان قبائل الفزع من تبالة كانوا اذا اعتدى عليهم عدة قبائل استنجدوا بشمران الحجاز بايقاد النيران في رأس جبل السوداء حيث ان هذا الجبل يرى من مسافات بعيدة.
وادي تبالة
ويعد وادي تبالة من اهم روافد وادي بيشة الشهير حيث يبتدئ من جبل الهدارة بسبت العلاية حتى يلتقي بوادي بيشة عند قرية الصبيحي حوله بيشة وقد عدد محمد بن جرمان روافد وادي تبالة من جميع الاتجاهات وهي كالتالي:
وادي المسمى: ويلتقي بسيل جبل الهدارة في قرية المشايعة.
وادي الزرب: ويبدأ من جبل قرب, ويلتقي عند جبل الجوف بوادي الجوف.
الجوف: يصب في الغضار, ثم الى قرية الحرجة.
الغضار: يجتمع فيه وادي الزرب والجوف وشعب العتم وغيرها, ثم تنحدر الى الحرجة شمالا.
وادي الرويماء: ينزل من الهضبة السوداء حتى يصب في قرية الحرجة.
شعب الاسود: يبدأ من بعد وادي الرويماء حتى يصب في الحرجة.
وادي ذا مخية: يسير محاذيا للشعب الأسود, حتى يصب في الحرجة, ثم الى قرية الكعوب, ثم الى قرية البظاظة.
وادي عفراء الاعلى: يبدأ من جبل الرهوة
وادي الغضة: يبدأ من ريع مطا ويصب في قرية المجمعة.
وادي العادية: ينزل من جبل الاحدب حتى يصب في وادي تبالة
طب: شعب صغير
وادي طبقا: ينزل من جبل الاحدب, ويلتقي مع وادي الكظهر قبل ان يصبا في تبالة.
عشرة: واد كبير يرفد تبالة من الجهة الجنوبية الغربية, ويلتقي بتبالة عند مصب وادي ملحة.
ملحة: يرفده الكثير من الشعاب.
مليح: واد كبير.
رناح: واديان صغيران يصبان في تبالة بالقرب من سوداء رناح.
الحفياء: واد كبير ينطلق من الجنوب نحو الشمال ويصب في تبالة شرقا من سوداء رناح.
نحاص: واد صغير يلتقي بوادي تبالة في قرية تبالة.
الشارب: شعب كبير يلتقي بتبالة تحت مصب نحاص.
شخصان الاعلى: واد كبير, يبدأ من جبل قرف وما حوله ويصب في تبالة فوق قرية القوزية.
شخصان الاسفل: واد صغير يقع بالقرب من شخصان الاعلى.
الشبعان: جبل كبير تنحدر سيوله في وادي تبالة عند قرية شديق.
لشفاء: واد كبير ينزل من جبال الدخش ويصب في تبالة عند قرية شديق.
الجونة: واد كبير ينزل من جبال الدخش, يلتقي بعدد من الاودية قبل ان يصب في تبالة تحت جبل ضليعة السلم.
قبة: واد كبير, ينحدر من جبال الدخش, ويرفد عددا كبيرا من الشعاب, حتى يصب في تبالة تحت ضليعة السلم.
ام الشرى: يصب في وادي تبالة بعد مصب وادي قبة.
ام السلم: آخر روافد تبالة من الجهة الجنوبية.
اهم روافد وادي تبالة من الجهة الشمالية الغربية
قلمين: واد يصب في قرية آل عبيد بلقرن, يكثر به شجر العرعر, يقسمه طريق الطائف - أبها نصفين.
شيبانه: واد جميل يمتد غربي العلاية والحميد.
باشوت: واد كبير يبدأ من قرية آل عامر ويصب بقرية مهرة, ويسير حتى يلتقي بوادي تبالة في عجام افراك.
التالب: يلتقي بوادي عجبة.
عجبة: واد كبير يجتمع مع وادي التالب.
المحترق: واد صغير ينحدر من جبال الباردة, ويصب في وادي عتيق.
عتيق: واد كبير تتجمع فيه بعض الاودي اعلاه حتى تصب في تبالة عند عجام افراك.
الفوهة: واد كبير تقع عليه قرية الفوهة ويسكنه الحلافات, وهو من بلحارث.
سقام الاعلى: شعبي كبير.
سقام الاسفل: يصب تحت مصب سقام الاعلى.
ثاه: واد كبير ينحدر من جبل الوقبة ويتجه جنوبا حتى يلتقي بتبالة.
صرام العليا, واد كبير يأتي من الشمال حتى يلتقي بتبالة بالقرب من وادي عشرة من تحت جبل الحرفين.
صروم السفلى: يلتقي بتبالة بالقرب من سوداء رناح.
عقل: شعب كبير يلتقي بتبالة عند سوداء رناح.
مسكة: شعب كبير يلتقي بتبالة تحت مصب عقل وعند مصبه تقع قرية مسكة من قرى تبالة.
سهوا: واد كبير يلتقي بتبالة في قرية تبالة.
فرشة تواثن: يصب مجمع سيولها في تبالة عند قرية المخرم.
خلافة: واد كبير يسير باتجاه الشرق حتى يصب في تبالة عند جبل البرصاء.
الغضار: واد من اودية ظهر تبالة, يقع بين تبالة ورنية, وله عدد كبير من الروافد, يتجه باتجاه الشرق ويلتقي بتبالة عند جبل المعيذر.