أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مؤتمر صحفي عقده في ختام زيارته المكوكية إلى بيروت (الخميس) أن فرنسا لن تتخلى عن لبنان وستقف إلى جانبه، وقال «نهدف لدعم لبنان والحفاظ على سيادته، وسننظم مؤتمرا دوليا لمساعدة بيروت والشعب اللبناني وتقديم كل ما هو ضروري، وسنضع إدارة واضحة وشفافة لنضمن أن يتم توزيع المساعدات للشعب عبر منظمات غير حكومية».
وأضاف: ما قبل 4 أغسطس لن يكون كما بعده، فما حصل أشبه بالصاعقة لقيام لبنان أقوى مما كان. فرنسا لن تترك يوماً لبنان واللبنانيين وعلاقتنا مرتبطة بالزمن والثقافة، وكما قلب لبنان قد ضرب في التفجير فقلب فرنسا أيضاً.
ولفت إلى أن لبنان يعاني أزمة اقتصادية ومالية منذ أعوام ويتطلب حلها مبادرات سياسية قوية، مؤكدا ان أموال «سيدر» موجودة وهي بانتظار الإصلاحات في الكهرباء والمياه وكل المؤسسات ومكافحة الفساد.
ودعا الرئيس الفرنسي إلى إعادة بناء نظام سياسي جديد في لبنان، مشددا على أن التغيير الجذري مطلوب. وقال: لن نعطي شيكات على بياض لسلطة فقدت ثقة شعبها.
وأضاف: لا يمكنني أن أحلّ مكان الحكومة والرئيس إلاّ أنّ المسؤولية على هؤلاء كبيرة وهي بإعادة بناء ميثاق لبناني جديد وحان وقت تحمّل المسؤولية.
وردا على سؤال قال: كنت صريحاً مع كل القيادات وأنتظر إجابات واضحة حول الإصلاحات ومواضيع أخرى وسأعود في الأول من أيلول من أجل ذكرى لبنان الكبير ومن أجل تقييم ما حصل في المساعدات.
وختم ماكرون بالعربية: بحبك يا لبنان.
وكان الرئيس الفرنسي قد وجه رسالة للقيادات السياسية بعد الاجتماع الموسع والأخير الذي عقده مع عدد من المسؤولين (زعماء الأحزاب والكتل النيابية) بالقول: «ما فيكن تكملوا هيك».
وأبلغ المجتمعين أن الأزمة أكبر من أن يتحملها فريق واحد، مؤكدا أنه «يجب أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية تقوم بالإصلاحات الضرورية والسريعة لحل الأزمة».
وقد ضم الاجتماع كلا من سمير جعجع وسعد الحريري وسليمان فرنجية وسامي الجميل ورئيس كتلة حزب الله النائب محمد رعد وجبران باسيل ووليد وتيمور جنبلاط.
أبرز المواقف التي صدرت بعد الاجتماع كانت من جنبلاط الذي كشف أن «ماكرون قال إن علينا حل مشاكل الشعب من كهرباء ومياه أهم من مناقشة السياسة وجنس الملائكة. وقال لنا أيضا: إذا لم تساعدوا أنفسكم فلن نساعدكم لكن البعض أصيب بالطرش».
من جهته فرنجية قال إن اللقاء كان جيدا وبناءً وتحدث ماكرون عن تغيير الأسلوب في لبنان وأنهم ينتظرون تغييرات وأظهر أنه صديق حقيقي للبنان.
أما سامي الجميّل فقال بدوره: الرئيس ماكرون «شايف الحقيقة». وأضاف: طرحنا أمام ماكرون تغيير الحكومة وأن تشكل حكومة جديدة وبعد ذلك تحصل انتخابات نيابية جديدة.
بالمقابل تظاهر عدد من اللبنانيبن أمام السفارة الفرنسية في بيروت تزامنا مع زيارة ماكرون، وأرسلوا رسالة شفهية إلى فرنسا مطالبين مساعدتهم للتخلص من هذه الطبقة الحاكمة وسلاح حزب الله وتطبيق القرار 1559 وعدم الوثوق أو مساعدة هذه السلطة الفاسدة.
فيما تسلم رسالة من وفد من المجتمع المدني في ختام الزيارة، لم تخرج عن فحوى مطالب المعتصمين، الأمر الذي يدحض المزاعم التي نشرتها بعض الصحف العالمية الناطقة باللغة العربية بأن أكثر من 36 ألفا من الشعب اللبناني وقعوا عريضة تطالب بعودة الانتداب الفرنسي.
يذكر أن عددا من اللبنانيين ومن باب الدعابة شاركوا في وسم الانتداب الفرنسي على تويتر ولَم يتوقع أحد منهم أن تستغل بعض الجهات هذا الوسم لأهداف خاصة.