أكد علماء جامعة سونشونهيانغ في كوريا الجنوبية أن ثمة دلائل متزايدة على أن المصابين بوباء كوفيد-19 الذين لم تظهر عليهم أعراض يحملون مستويات كبيرة من الفايروس بذات المستوى لدى المصابين الذين يعانون السعال والحمى، وبقية الأعراض الأخرى. ولأن المصابين بلا أعراض يحملون الفايروس في أنوفهم وحلوقهم، فإنهم من الممكن أن ينشروا العدوى، تماماً مثل المصاب الذي ظهرت عليه الأعراض. وخلص العلماء الكورويون الى أن ذلك يحتم تكثيف الفحوص، وزيادة عمليات اقتفاء أثر المخالطين للمصابين الذين لم تظهر عليهم أعراض الوباء، ليتم عزلهم سريعاً، حتى يمكن كسر سلسلة العدوى. وتشير دراسة نشرها العلماء الكوريون في مجلة جاما للطب الباطني إلى أن تلك الخلاصة مستمدة من درس 303 مصابين خلال الفترة من 6 إلى 26 مارس الماضي. وكان 63.7% من أولئك المصابين يعانون أعراضاً ظاهرة، تشمل الحمى، والسعال، وضيق التنفس. بينما كان 36.6% منهم مصابين من دون أعراض. واتضح للعلماء أن مستوى الجزيئات الفايروسية لدى المصابين بلا أعراض مساو لمستواه لدى المصابين الذين ظهرت عليهم الأعراض. وأضافوا أن الدراسة أوضحت لهم أن المصابين الذين لم تظهر عليهم أعراض تخلصوا من الجزيئات الفايروسية بعد نحو 14 يوماً من العزل. وجاءت نتائج 33.7% منهم سالبة بعد العزل، في مقابل 29.6% لدى المصابين الذين يعانون من أعراض ظاهرة. وبعد مرور 21 يوماً، جاءت نتائج 75.2% من المصابين بلا أعراض سالبة، مقارنة بنحو 69.6% للمصابين الذين ظهرت لديهم الأعراض. وفي المجمل فإن متوسط الفترة الزمنية لصدور نتيجة سالبة كان 17 يوماً بالنسبة لمن لم تظهر عليهم أعراض؛ بينما تطلب الأمر 19.5 يوم لظهور أول نتيجة سالبة للمصابين الذين ظهرت عليهم الأعراض. وقال مشرفو الدراسة إنه لا فرق البتة بين المصابين بأعراض ومن دونها حين يتعلق الأمر بحجم الجزيئات الفايروسية. وأضافوا أن عدداً كبيراً من المصابين من دون أعراض ظل الفايروس في أجسامهم فترة طويلة أسوة بمن ظهرت عليهم الأعراض. وخلصوا إلى أنه يتعين عزل المصاب سواء أظهرت عليه الأعراض أم لم تظهر.