-A +A
عبدالله عمر خياط
.. لازلت أذكر العنعنات والمشاكل التي كان المواطن يواجهها عندما يطلب من مأمور السنترال إعطاءه مكالمة لجدة فلا يحصل عليها إلا بعد ساعتين وربما أكثر!!
ولقد كنا في مكتب «البلاد» بمكة المكرمة نرسل الأخبار ضمن رسالة تحملها سيارة الجريدة، ويحدث أحياناً أن يأتي خبر عاجل فيأمر معلمي الأستاذ محمد عمر توفيق بإملائه بالهاتف للجريدة في جدة فلا نحصل على الخط إلا بعد جهد ووساطة من مدير الهاتف بمكة المكرمة الشيخ عمر عراقي رحمه الله.

ويوم وقع معالي الأستاذ محمد عمر توفيق -رحمه الله- إثر توليه وزارة المواصلات أول وأكبر عقد لتنفيذ مشروع سفلتة خمسة آلاف كيلومتر من الطرق لم أستطع أن أتصل من الرياض بجدة لإملاء تفاصيل الخبر إلا بعد أن طلب معالي الوزير من وكيل الوزارة سعادة الشيخ أحمد زيدان أن يصطحبني للسنترال العمومي بشارع الوزير في الرياض لإملاء الخبر من هناك مباشرة إلى الجريدة.
ورغم ذلك فقد استغرق إملاء الخبر حوالى الساعة رغم أنه لم يزد عن (10سم) على عامودين وذلك بسبب التقطع والطبرقة!!
ومرت الأيام ودارت الأعوام وحققت حكومة خادم الحرمين الشريفين أكبر مشروع للاتصالات السلكية واللاسلكية فأصبح الاتصال سهلاً بأقصى بقعة في العالم ومن دون وساطة مأمور سنترال ولا ترنق ولا طبرقة.
وعندما تسلمت شركة الاتصالات السعودية إدارة مشروع الهاتف كان عليها فقط أن تسعى لتطوير الخدمات وتوسيع الدوائر بما يلبي حاجة المشتركين.
وفي الأسبوع الماضي أقامت الشركة احتفالية حضرها جمع كبير من عملاء الهاتف لمشاهدة الخطوات الفاعلة التي تسير عليها برامج الشركة والأسلوب الحديث لتطوير الخدمات دون تحميل المشترك تكاليف جديدة.
وبعد أن افتتح الحفل بآي من الذكر الحكيم تكلم المهندس عبدالغني عباس جار مدير عام منطقة جدة للاتصالات ليقول لحاضري الاحتفالية:
«إننا نجتمع اليوم تحت شعار (معاً نتواصل) والهدف ليس دعاية للشركة فوقتكم ثمين ونحن نشكر لكم حضوركم للتعرف على الآليات التي تنظم مسيرة الاتصالات السعودية.. وكيف يتسنى للمشترك أن يوفر آلاف الريالات باستخدامه للأنظمة الاقتصادية التي اعتمدتها الاتصالات لمصلحة الوطن.
كما يهمنا ونحن نلتقي اليوم أن نسمع منكم مقترحاتكم ومرئياتكم التي تساعدنا على تحقيق المزيد من الارتقاء بمستوى خدمات الاتصالات.
«معا نتواصل» شعار به وعليه مسيرتنا فبعون الله تتواصلون معنا بمقدار تواصلنا معكم كي نصل إلى الأفضل والأحسن إن شاء الله».
بعد ذلك تولى المهندسون عبر الشاشة الإلكترونية شرح خطوات الشركة ومخططات الاتصالات العملية لصالح خدمة المشتركين في الهواتف الثابتة والمحمولة.
الجميل في الأمر أن حاضري الاحتفالية لم يكتفوا بالاستماع والمشاهدة وإنما استمروا في مناقشة المسؤولين ومساءلتهم عن جميع المشروعات.. ثم المطالبة بخفض الأسعار مادامت الأرباح ما شاء الله تبارك الله في تصاعد.
والسؤال الذي يفرض نفسه: هل تستجيب شركة الاتصالات للطلب انسجاماً مع شعار «معا نتواصل»؟!