وصفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، في تقرير لها، إعادة افتتاح متحف العلا رسميا وترحيبه بالزوار في أكتوبر 2020، بالحدث المهم.
وأضافت أن المتحف الذي يمثل دولة بحجم المملكة العربية السعودية في الهواء الطلق ويضم أول موقع تراث عالمي لليونسكو في البلاد، والذي يقع في شمال غرب المملكة العربية السعودية على بعد 1100 كيلومتر من العاصمة الرياض، يعتبر مكانا ذا تراث طبيعي وإنساني غير عادي.
وذكرت الصحيفة أن الهيئة الملكية لمحافظة العلا تعمل على تطوير المنطقة لتصبح وجهة سياحية للتراث التاريخي الأثري، والحفاظ على الطبيعة والفنون كجزء من رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
وتعمل الهيئة على تنفيذ تجديد حساس للمنطقة للموازنة بين واجب الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي وحمايته لجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
واعتبارا من أكتوبر، سيتمكن الزوار من الوصول إلى مواقع التراث الرئيسية، إضافة إلى خيارات الجولات الثقافية ومجموعة من الأنشطة ذات طابع المغامرات التي تغطي المنطقة الشاسعة على مساحة تقدر بنحو 23 ألف كيلومتر مربع، وتضم وادي واحة خصبة وجبالا شاهقة من الحجر الرملي ومواقع تراث ثقافي قديم يعود تاريخها إلى آلاف السنين إبان حكم مملكتي «لحيان» و«والأنباط» للمنطقة.
وأشار التقرير إلى أنه في حين تم منح بعض الزوار في شتاء العلا خلال مهرجان الفنون السنوي طنطورة حق الوصول إلى المواقع الأثرية في العامين الأولين من الحدث، ستكون الآن ولأول مرة معالم العلا ذات الأهمية التاريخية والثقافية غير المسبوقة وإرثها البشري الذي يبلغ 200 ألف عام، متاحة لجميع الزوار على مدار السنة، اعتبارا من أكتوبر القادم، على مراحل.
وأما بالنسبة إلى المواقع التراثية الـ4 الرئيسية التي سيتمكن الزوار من الوصول إليها هي «هجرة»، وهي مدينة قديمة تبلغ مساحتها 52 هكتارا، وهي أول موقع للتراث العالمي لليونسكو في المملكة، وتتألف من أكثر من 100 مقبرة محفوظة جيدا مع واجهات متقنة مقطوعة من نتوءات الحجر الرملي المحيطة مستوطنة «دادان» الحضرية المسورة، التي يعتقد بأنها واحدة من أكثر مدن الألفية الأولى قبل الميلاد تطوراً في شبه الجزيرة العربية.
إضافة إلى جبل «عكمة»، الذي يُشار إليه غالبا باسم «المكتبة المفتوحة»، والذي يقدم رؤى حول المعتقدات القديمة والطقوس وممارسات الحياة اليومية لسكان تلك الحقبة.
أما البلدة القديمة لمدينة العلا القديمة المسورة والتي هي عبارة عن متاهة من المنازل المبنية من الطوب اللبن ولا تزال مستخدمة حتى عام 1908، فيتم حاليا تأمينها وترميمها لتكون جاهزة للزوار بحلول أوائل العام القادم.
كما ستكون هناك تجارب غامرة خفيفة اللمسة تستغل قوة وصمت المناظر الطبيعية، وتجارب مثل مراقبة النجوم الموجهة في سماء ليلية صحراوية والتي ألهمت العلم والدين والفلسفة والفن والأدب لآلاف السنين.
وسيحظى سائحو المغامرات بالعديد من الأنشطة للاختيار من بينها، سواء كان ذلك التنوع حول المناظر الطبيعية الرملية في العربات التي تجرها الجمال، أو الذهاب في رحلات جوية عبر مناطيد هوائية، أو طائرات شراعية خفيفة الوزن لرؤية الفوهات البركانية ومشاهدة المقابر التاريخية في حقول الحمم البركانية في حرات خيبر.
وألمحت الصحيفة إلى أن «وينتر بارك»، وهي تجربة تم تطويرها لمهرجان الشتاء في طنطورة، ستجعلها أيضا نقطة جذب دائمة توفر أجواء غير اعتيادية في الهواء الطلق مع مطاعم «الفود تراك».
كما يمكن للزوار بعد يوم من مشاهدة المعالم السياحية، التنزه في الواحة الباردة المحمية الخضراء لبستان النخيل، إذ يتم تعطير الهواء برائحة التمر والبرتقال والنعناع المزروع في المناطق القريبة من المكان.
ونوهت الصحيفة البريطانية بالفعاليات المزمع إقامتها في موقع «مرايا»، الذي من المقرر إعادة افتتاحه في ديسمبر القادم، وهو مكان متعدد الاستخدامات يضم 500 مقعد ومغطى بمرايا تبلغ مساحتها 10 آلاف متر مربع، مما يعكس المناظر الطبيعية الخلابة المحيطة بالمنطقة.