أكثر من مائة عام على سنة الجوع التي ضربت وسط الجزيرة العربية، فقد نزلت في نجد كافة مسغبة عظيمة وأصاب الناس الجوع حتى أوشك الكثير منهم على الهلاك لولا رحمة الله، فكان التمر الذي قام أحد التجار بتوزيعه على الجائعين هو الرحمة الإلهية للناس، وهاهي آلاف الأطنان من التمور المتنوعة تنتجها مدينة بريدة حتى وصلت إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي وبدأت تصدير الفائض إلى مدن المملكة ودول العالم كأمريكا وأوروبا وشرق آسيا بالإضافة للدول العربية والخليجية.
فساحة التصدير التي تتجاوز مساحتها ١٥ ألف متر مربع والمجاورة لمدينة تمور بريدة تتحول إلى خلية نحل يومياً بعد دقائق قليلة من بيع الدفعة الأولى من التمور في ساحة المزادات، حيث تنتظر أكثر من أربعمائة شاحنة مبرّدة متفاوتة الأحجام جزءا من الكميات المباعة التي يتم توزيعها على مناطق المملكة وأجزاء منها يتم توجيهها للمصانع التحويلية المتخصصة في جدة والرياض والمدينة المنورة، وأجزاء أخرى لمصانع الفرز والتغليف لإعطائها المواصفات والمقاييس المطلوبة وضبط الجودة للتصدير الخارجي.
وكان المركز الوطني للنخيل والتمور قد أطلق علامة التمور السعودية التي تسابق تجار التمور للظفر بها، وهي علامة تجارية يتم بموجبها تطبيق المنتج على المواصفات الفنية والقياسية الموافقة لاشتراطات الأسواق العالمية، بما يسهم في زيادة ارتفاع قيمة صادرات التمور السعودية بنسبة ١٤،٦ في المئة خلال العام ٢٠١٩م مقارنة بعام ٢٠١٨م لتبلغ نحو ٨٦٥ مليون ريال، وذلك مقارنة بنفس الفترة من عام ٢٠١٨ حيث حققت الصادرات قيمة ٧٥٥ مليون ريال.
يذكر أن مهرجان بريدة للتمور يشهد حركة بيع نشطة هذه الأيام في محاولة لكسر رقم حجم المبيعات التي يحققها كل عام والتي تناهز الملياري ريال.