الجدعان: قطاع السياحة المحلي سجل استجابة عالية بعد إعادة افتتاح الاقتصاد
الجدعان: قطاع السياحة المحلي سجل استجابة عالية بعد إعادة افتتاح الاقتصاد
-A +A
يوسف عبدالله (جدة) Yosef_abdullah@
كشف وزير المالية وزير الاقتصاد والتخطيط المكلف محمد الجدعان، أن الدعم الحكومي ساعد على احتواء أزمة كورونا، وأن 2020 من أكثر الأعوام تحديا، مؤكدا أن اقتصاد المملكة بدأ يشهد نموا في العديد من القطاعات التي كان يتم التركيز عليها، وأنه يتم العمل على إيجاد طرق أخرى لتنويع مصادر الدخل، وتجنب التقلبات الاقتصادية، وأنه تم العمل على فتح الاقتصاد، وكانت النتائج «إيجابية جدا».

وبين أن قطاع السياحة المحلي سجل استجابة عالية بعد إعادة افتتاح الاقتصاد، بارتفاع السياحة الداخلية 10%، إضافة إلى ذلك تلقت السعودية عدة طلبات لاستثمارات أجنبية لدخول السوق السعودي، مشيدا بصناديق الاستثمار الحكومية التي عززت من الإنفاق الرأسمالي.


وأوضح خلال مؤتمر (يورو موني) الافتراضي أن رؤية 2030 بدأت تثمر، ووصفها بأنها ليست حبرا على ورق، بل خارطة طريق، مضيفا: «ملتزمون بتنفيذها والعمل على ألا تكون هناك أي عوائق تواجهها، وحققنا نموا في السياحة والترفيه والقطاع المالي والتكنولوجي، وفي حين كان النمو بين 3 و8% في عام 2020 تولينا رئاسة قمة العشرين ووضعنا جدول أعمال قويا جدا، ثم جاءت كورونا وأثرت على الجميع بمن فيهم السعودية، وأسعار النفط تراجعت، وتراجعت معها إيرادات المملكة، إلا أن أسعار النفط يمكن السيطرة عليها».

وأكد أن المملكة استجابت لتداعيات جائحة كورونا، وتم توفير 218 مليار ريال لدعم الأعمال والشركات، لافتا إلى أن البنك المركزي «ساما» وفر سيولة كبيرة للبنوك بقيمة 70 مليار ريال خلال جائحة كورونا، لإعادة جدولة القروض للقطاع الخاص دون تكلفة، وأضاف: ربما نمدد المساعدات المقدمة للقطاع الخاص.

وفي ما يتعلق بالخصخصة، قال الجدعان: «جُمعت 11 مليار ريال من عقود الخصخصة»، مشددا على أن «الإنفاق الحكومي يتم توجيهه للقطاعات الأكثر تأثراً».

ونوه باستجابة دول العشرين السريعة، «إذ عقدت لأول مرة بالتاريخ أول قمة افتراضية بالربع الأول من العام بمهام واضحة لدعم الدول الفقيرة، وتم جمع 21 مليارا بحلول مايو».

وأضاف الجدعان: «لدينا جدول أعمال قوي جدا لرئاسة مجموعة العشرين»، مؤكداً أن الدعم الحكومي ساعد بشكل كبير في احتواء أزمة كورونا، «وبدأنا بوضع خطط واضحة لتنويع الاقتصاد وتجنب التقلبات»، وعاد ليقول: «شهدنا فوائد الاستثمار في التقنية خلال هذا العام».

وأشار الجدعان إلى أنه «بسبب تداعيات جائحة كورونا، بدأنا نرى انخفاضات في إجمالي الناتج المحلي للعديد من الدول بنسب راوحت بين 5% و10% و15%، ووصلت في بعض الدول إلى 20%، ما يعني عودة بعض الاقتصادات 10 سنوات إلى الخلف».

ونوه الجدعان بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بتقديم الخدمات الصحية لمواجهة كورونا لجميع المواطنين والمقيمين في المملكة بشكل مجاني ودون مقابل، حتى لمن يقيمون بصورة غير نظامية، دون أي التزامات مالية عليهم، مؤكدا أن مع بدء الجائحة كان هدف حكومة المملكة محددا يتمثل في المحافظة على صحة الإنسان الذي يعد أمرا في غاية الأهمية، وذلك من خلال إعادة توجيه الموارد اللازمة لمنظومة الرعاية الصحية.

وأشار إلى أن المملكة تمثل أكبر اقتصاد في المنطقة، و جائحة كورونا لن تؤثر على الخطط بعيدة المدى، ونركز على إيجاد أنواع أخرى من الإيرادات الحكومية، وبدأنا وضع خطط واضحة لتنويع الاقتصاد وتجنب التقلبات.

وفي ما يتعلق بالاستثمار المحلي قال الجدعان: رأينا استثمارات مهمة جدا في هذا الصدد، وخلال الجائحة كانت هناك مشاريع صناعية كبرى، وبدأنا العمل فيها، واستغللنا الجائحة لإعادة النظر في سلاسل الإمداد، إذ أوجدنا سلاسل إمداد فعالة خاصة بنا بدلا من استيرادها من الخارج، فالوتيرة إيجابية جدا.

وشدد على أهمية الإنفاق الرأسمالي للنمو، مضيفا: «لا نستثمر في كل المشاريع، ولكننا انتقائيون جدا في هذا الصدد، وننظر في الاستثمارات بالبنية التحتية، كما أننا نمتلك أدوات أخرى، إذ إن رؤية 2030 متعلقة بتنويع اقتصادياتنا ومصادر الموارد المتعلقة بالاقتصاد، والخصخصة مثال على ذلك، وهناك أكثر من 40 مليار ريال مدرجة ضمن الإنفاق الرأسمالي، والإيرادات قد تحولت بشكل كبير عندما غيرنا خططنا وقمنا بتعديلها، كما أننا نتأكد من أن الصناديق الاستثمارية بشكل عام يتم ضخ الأموال الكافية فيها لتحقيق هذه المشاريع لتحسين البنية التحتية، كما أن لدينا صناديق استثمارية أخرى تمكننا من الاستثمار في الاقتصاد المحلي، والاستفادة من الاستثمارات في القطاع الخاص وإعادة ضخها في المجتمع».

وأفاد بأن هناك طلبا قويا جدا من قبل المستثمرين العالميين، «وتلقينا العديد من طلبات الاستثمار الأجنبية في المملكة، وهناك أكثر من 50 دولة ترغب بالدخول في السوق السعودية والاستثمار فيها».

وشدد الجدعان خلال مشاركته، على أن رؤية 2030 ليست مجرد كلام على ورق، بل هي خارطة طريق، ساعدت الشعب السعودي الحريص على تفهم الرؤية، والحكومة ستعمل وفق هذه الرؤية، ونقوم بجمع الموارد اللازمة ونكرس جهودنا ومواردنا للمضي قدما لتحقيق هذه الرؤية، ونحاول التعديل والتنسيق، فالرحلة طويلة جدا حتى نحققها، فنحن نقوم بالتعديلات اللازمة أثناء هذه الرحلة، وسنكمل أعمالنا وجهودنا في هذا الصدد، وسنقوم بالاستثمارات اللازمة، وهناك أدوات ستمكننا من القيام بأعمالنا على الوجه المطلوب.