عاملة بدالة الهاتف في بريطانيا تحمي نفسها بكمامة غريبة الشكل.
عاملة بدالة الهاتف في بريطانيا تحمي نفسها بكمامة غريبة الشكل.




أقنعة الوجوه في كاليفورنيا وتحذير من مغبة عدم ارتدائها.
أقنعة الوجوه في كاليفورنيا وتحذير من مغبة عدم ارتدائها.
قناع الوجه تحول إلى «موضة» رغم فداحة الإنفلونزا الإسبانية.
قناع الوجه تحول إلى «موضة» رغم فداحة الإنفلونزا الإسبانية.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
يثير تسارع تفشي فايروس كورونا الجديد، الذي يسبب وباء كوفيد-19، استغراب العالم. غير أن من يقلبون صفحات التاريخ المعاصر سيجدون مشاهد مماثلة في الماضي القريب. فمنذ نحو 100 عام، في 1918، خلال السنة الأخيرة للحرب العالمية الأولى، تفشى وباء الإنفلونزا الذي بات يعرف بـ«الإنفلونزا الإسبانية»، وتسارع في زمن وجيز ليسفر عن وفاة 195 ألف أمريكي في أكتوبر 1918 وحده؛ مقارنة بمقتل 112 ألف جندي أمريكي خلال سنوات الحرب العالمية الأولى. وفي غضون أسابيع وصلت عدوى الوباء إلى الهند، وأستراليا، والجزر الصغيرة الواقعة في قلب المحيط الهادي. وخلال نحو 18 شهراً عمت العدوى وأصابت ثلث عدد سكان المعمورة. وتراوح تقديرات عدد الوفيات التي نجمت عن فايروس الإنفلونزا الإسبانية بين 20 و50 و100 مليون وفاة. وإذا صح التقدير الأخير (100 مليون وفاة)، فذلك معناه أن وباء الإنفلونزا الإسبانية أدى إلى وفاة عدد أكبر من ضحايا الحربين العالميتين الأولى والثانية. وتم التوصل إلى أن وباء الإنفلونزا الإسبانية سبّبه فايروس أطلق عليه H1N1. وكان وضع العالم أسوأ بكثير حين دهمه وباء الإنفلونزا، مقارنة بالعالم اليوم. ففي ذلك الوقت اندلع الوباء أثناء الحرب العالمية الأولى. وبرزت أمريكا آنذاك باعتبارها قوة كبرى لا يمكن الاستهانة بقوتها، فقد زجت بمليونين من جنودها في جبهات الحرب في أوروبا ضد ألمانيا وحلفائها. ومما حفظته سجلات التاريخ أن الإنفلونزا الإسبانية كانت سريعة في إحداث الوفاة لمن تصيبه. وقيل إن الشخص كان يخرج بقدميه متوجهاً إلى مكان عمله فيقع صريعاً في الطريق! وعلى رغم أن علماء الأوبئة لا يزالون يختصمون في ما بينهم في شأن مصدر فايروس الإنفلونزا الإسبانية، إلا أن ثمة إجماعاً على أن ذلك الفايروس نجم عن تحور وراثي حدث له في الصين. وهي الحكاية المكررة نفسها التي نسمعها اليوم في شأن أصل فايروس كورونا الجديد. وبالمثل فإن كثرة الوفيات في 1918، من جراء الإنفلونزا الإسبانية، شغلت أطباء المشرحة وحفاري القبور، حتى أنهم اضطروا إلى دفن الأموات في قبور جماعية، لأنهم ليست لديهم طاقة لحفر قبور لكل متوفى.