-A +A
فتحي عطوة - القاهرة
ليست دعوة الجمعية الوطنية البرلمان الباكستاني اليوم لبدء إجراءات عزل الرئيس الباكستاني برويز مشرف هي الأزمة الأولى التي تواجه هذا الرئيس العتيد، وإنما تأتي استكمالا لسلسلة أزمات واجهها مشرف منذ توليه السلطة قبل عقد من الزمن. وأولى أزمات الرئيس كانت قيام الحرب على أفغانستان المجاورة لبلاده عام 2001، وأدى دعم مشرف للحرب الأمريكية على أفغانستان إلى تحالف ستة أحزاب إسلامية باكستانية في حزب واحد معارض ثم دخل مشرف العديد من المعارك السياسية مع المعارضة الباكستانية، والتي تبلورت بمعركة تعديل الدستور عام 2003 عندما قام في ديسمبر بإجراء تعديلات دستورية تعطي صلاحيات واسعة له بما في ذلك سلطة إقالة الحكومة المنتخبة وفقا لاتفاق كان قد وقعه مشرف مع أحزاب المعارضة الإسلامية يتخلى بموجبه عن قيادة الجيش مع نهاية العام 2004 مقابل تمرير التعديلات، ولكنه لم ينفذ الاتفاق. وفي عام 2007 واجه العديد من المشكلات بسبب إقالته في التاسع من مارس رئيس المحكمة العليا افتخار شودري موجها له تهما بالفساد الإداري. وتبع هذا القرار احتجاجات واسعة في صفوف المحامين الباكستانيين الذين بدأوا في الخروج بمظاهرات عمت أرجاء باكستان. وتدهور الوضع الأمني في الثالث من يوليو2007 عندما حاول طلاب المسجد الأحمر الحصول على أسلحة وأجهزة اتصال لا سلكية من إحدى نقاط رجال الأمن المتمركزين حول المسجد لإنهاء اعتصام الطلبة. وجاءت عملية اقتحام المسجد في 10 يوليو من نفس العام .
وفي محاولة من الحكومة لإنهاء كل هذا التوتر، قامت المحكمة العليا بإعادة افتخار شودري رئيس المحكمة العليا المقال إلى منصبه في العشرين من يوليو، لكن مشرف قام في الثالث من نوفمبر بفرض حالة الطوارئ في البلاد، وإقالة شودري نهائيا.

وفي السادس من أكتوبر 2007 فاز مشرف في الانتخابات الرئاسية، على الرغم من مقاطعة المعارضة لها، وتقديم 85 نائبا باكستانيا من المعارضة استقالتهم من البرلمان احتجاجا على قبول اللجنة الانتخابية أوراق ترشح مشرف وانتهت الأزمة بفرض حالة الطوارئ في الثالث من نوفمبر. لتأتي بعدها عملية اغتيال بينظير بوتو في 27 ديسمبر من العام الماضي، وتشكل إحدى الأزمات التي ما تزال نتائجها تلقي بظلالها على المسرح السياسي إلى الآن.