-A +A
عكاظ-جدة
حمل محمود درويش على عاتقه هموم القضية الفلسطينة منذ طفولته وناضل من اجل تلك القضية بشاعريته التي كانت ابلغ واكثر تأثيرا من المجنزرات العسكرية
الى حين وفاته. ودرويش هو ثاني اكبر اربعة اخوة وثلاث اخوات. كان في السابعة من العمر عندما حصلت النكبة عام 1948 وتشرد الفلسطينيون مع اعلان دولة اسرائيل. احتل الجيش الاسرائيلي قريته البروة فغادرت العائلة الى لبنان لمدة سنة فقط قبل ان تعود سنة 1949 لتجد القرية وقد دمرت على غرار 400 قرية فلسطينية اخرى افرغت من سكانها العرب وبنيت مستوطنات اسرائيلية على انقاضها، فعاش لفترة قصيرة في قرية دير الاسد في الجليل، قبل ان يستقر في قرية الجديدة المجاورة لقريته البروة. تنقل بين قرى الجليل حيث تلقى دروسه الابتدائية والثانوية واستقر في شبابه في مدينة حيفا. ويروي درويش ان جده اختار العيش فوق تلة تطل على ارضه وظل حتى وفاته يراقب المهاجرين (اليهود) يعيشون في ارضه التي لم يكن قادرا على زيارتها. كانت أمه حورية لا تحسن القراءة والكتابة، غير ان جده علمه القراءة، ويقول إنه بدأ يكتب الشعر وهو في السابعة. كان الأول في موجة من الشعراء الذين كتبوا من داخل اسرائيل عندما كانت رئيسة الحكومة الاسرائيلية في تلك الفترة غولدا مائير تقول علنا «لا يوجد فلسطينيون». يصف درويش الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين بأنه «صراع بين ذاكرتين» وتتحدى قصائده المعتقد الصهيوني القائل عن فلسطين «ارض بلا شعب لشعب بلا ارض». في العام 1972 توجه الى موسكو ومنها الى القاهرة وانتقل بعدها الى لبنان حيث ترأس مركز الابحاث الفلسطينية وشغل منصب رئيس تحرير مجلة شؤون فلسطينية. وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجا على اتفاق اوسلو العام 1993.

سمحت له السلطات الاسرائيلية بالدخول الى الاراضي الفلسطينية العام 1996 حيث اقام في رام الله.
نشر الشاعر محمود درويش آخر قصائده في 17 يونيو الماضي بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة تحت عنوان «انت منذ الآن غيرك» انتقد فيها التقاتل الفلسطيني.
حقق ديوانه «اوراق الزيتون» (1964) ثم «عاشق من فلسطين» (1966) نجاحا كبيرا وذاع صيته كشاعر مقاومة وهو في مطلع العشرينات.
تحولت قصيدته الشهيرة «بطاقة هوية» التي يخاطب فيها شرطيا اسرائيليا صرخة تحد جماعية للاحتلال الاسرائيلي. يقول فيها «سجل انا عربي ورقم بطاقتي 50 الفا» ما ادى الى اعتقاله العام 1967.
ولدرويش اكثر من ثلاثين مجموعة شعرية من بينها عصافير بلا اجنحة (1960) واوراق الزيتون (1964) وعاشق من فلسطين (1966) وآخر الليل (1967) والعصافير تموت في الجليل (1970) وحبيبتي تنهض من نومها (1970) واحبك او لا احبك (1972) وحصار لمدائح البحر (1984) وورد أقل (1987) ولماذا تركت الحصان وحيدا (1995) وحالة حصار (2002) ولا تعتذر عما فعلت (2003) وكزهر اللوز او ابعد (2005).
وقد ترجمت اشعاره الى نحو اربعين لغة.
وانتقد درويش في آخر قصائده «انت منذ الآن غيرك» نشرت في يونيو 2007 الاقتتال بين الفلسطينيين.
ومنح درويش عددا من الجوائز العربية والدولية من بينها جائزة البحر المتوسط في 1980 ودروع الثورة الفلسطينية (1982) وجائزة لينين في الاتحاد السوفيتي (1983) وجائزة الأمير كلاوس الهولندية وجائزة العويس الثقافية مناصفة مع الشاعر السوري أدونيس (2004).
كما منح جائزة «الاركانة» التي يقدمها بيت الشعر بالمغرب وكان يفترض ان تسلم له اثناء حفل في الرباط خلال اكتوبر المقبل على مسرح محمد الخامس في الرباط.