الحرب بين أرمينيا وأذربيجان ليست لغزا، هي بكل بساطة حرب بالوكالة بين الأتراك والروس على حقول الغاز في حقول شاه دينز ومن ورائهم ألمانيا وأوروبا التي تدفع للسيطرة على غاز لا يحمل الجنسية الروسية.
ما يحصل من اشتباكات عسكرية بين أرمينيا وأذربيجان بسبب إقليم «ناغورنو قرة باغ» المليء بحقول الغاز والنفط تعطي إشارات هامة لما يمكن أن يحصل بين اليونان وتركيا. أو مصر وتركيا. أو قبرص وتركيا، ولو لاحظنا فإن العامل المشترك لكل ما يحدث في «منطقة الغاز» إن جاز التعبير والواقعة بين ليبيا وحتى أذربيجان، هم الأتراك الذين يغذون الحرب الأذربيجانية الأرمنية والحرب الليبية والحرب السورية.
يقودهم إلى ذلك أوهام صدقوها تقول: إنهم وريثون للسلطنة العثمانية التي ظهر الغاز في بعض الأراضي التي كانت تحتلها، ولذلك أصبح أردوغان مصدقا أن له الحق أن يشارك أصحاب تلك الأراضي في أرزاقهم.
في عام 1999 اكتشف الغاز في حقل شاه دنيز على بعد 70 كم جنوب شرق العاصمة الأذربيجانية، إلا أن اكتشافا أكثر أهمية حدث في عام 2001 رفع من أهمية الحقل وغاز بحر قزوين في أسواق العالم.
بالطبع أصبح الغاز هو اللاعب الأساس في الاقتصاد والسياسة الغربية وخاصة الاقتصاد الأوروبي، وتجد تركيا نفسها مهمشة وخارج اللعبة كونها لا تمتلك أي مصدر للطاقة، لكنها في الوقت نفسه تمتلك الممرات التي يمكن للغاز أن يعبر من خلالها باتجاه أوروبا.
ولأن لعبة أسواق الطاقة كبيرة جدا فقد حاول الأتراك الانفراد بإمدادات الغاز القطري عبر الأنابيب، لكن مروره بالسعودية وسوريا عطل المشروع الذي كان سببا رئيسيا في تدمير سوريا ومحاولة الانقضاض على السعودية.
تنفرد روسيا بإمدادات الطاقة من الغاز إلى أوروبا وعلى وجه الخصوص ألمانيا أم الصناعة الأوروبية وصاحبة أكبر اقتصاد فيها بالإضافة للفرنسيين ومن ثم بقية دول الاتحاد.
ولكون الأوروبيين يعتمدون في صناعاتهم وتدفئة منازلهم على الغاز الروسي، تحول الدب الروسي على المنظور الاستراتيجي إلى مهدد قوي للأوروبيين ويعيشون تحت رحمة أنابيبه التي يمكن له أن يغلقها متى ما يشاء وتحويل دولهم كلها إلى مجرد قارة ميتة.
لقد كانت أوروبا قبيل اندلاع الحرب الأذرية الأرمنية على موعد في النصف الثاني من هذا العام 2020 لتلقي أول إمدادات الغاز الطبيعي وللمرة الأولى من مصدر جديد غير المصدر الروسي وهو بحر قزوين وذلك عبر ممر الغاز الجنوبي الذي تبنيه أذربيجان ويمر عبر تركيا.
وحسب مصادر صحفية روسية يعد مشروع «ممر الغاز الجنوبي»، الذي يبلغ طوله 3500 كيلومتر، أحد أولويات الاتحاد الأوروبي، وهو ينص على نقل 10 مليارات متر مكعب من الغاز الأذربيجاني من منطقة قزوين عبر جورجيا وتركيا إلى أوروبا.
حاول الأوروبيون البحث عن بديل للغاز الروسي ووجدوه بالفعل في حقول الغاز القطرية الإيرانية الضخمة، لكن مد الأنابيب عبر الدول المجاورة اصطدم دائما بعبث القطريين وغرور الأتراك الذي دفع دول الممر (السعودية سوريا) إلى رفض مروره.
ولأن الأتراك يعتقدون أن أهميتهم الاستراتيجية تتضاءل في المنطقة، ولأنهم يبحثون عن مصادر تمويل عالية لمشاريعهم التوسعية، والبحث عن دور وربما السيطرة على إمدادات الغاز ما يحقق لهم النفوذ الذي ينشدونه. ولذلك هم يناورون من ليبيا غربا إلى أذربيجان وأرمينيا شرقا، تلك العلاقة تعثرت بسبب تصرفات أردوغان السيئة مع جيرانه (اليونان. القبارصة. المصريين) وكذلك الموقف الصارم للفرنسيين.
يأمل الأتراك في الحصول على الغاز الأذربيجاني عبر مد خط أنابيب غاز عبر الأناضول ومن ثم إلى أوروبا بأسعار بخسة، فضلا عن رسوم المرور والسيطرة على الإمدادات مما يعزز الاقتصاد والموقع الاستراتيجي والنفوذ الأردوغاني المنشود.
فشل الخطوات التركية في كل مكان في الشرق الأوسط واضح صحيح أنه مغلف بدعاية كاذبة تقودها الآلة الإعلامية الضخمة للقطريين والإخوان، لكن الحقائق على الأرض تقول إن أردوغان ليس سوى سائق مركبة - مسروقة - يقودها بسرعة تسابق الزمن للبحث عن نفوذ ليس مؤهلا للحصول عليه ستودي في نهاية الأمر بحياة طموحاته.
كاتب سعودي
massaaed@
ما يحصل من اشتباكات عسكرية بين أرمينيا وأذربيجان بسبب إقليم «ناغورنو قرة باغ» المليء بحقول الغاز والنفط تعطي إشارات هامة لما يمكن أن يحصل بين اليونان وتركيا. أو مصر وتركيا. أو قبرص وتركيا، ولو لاحظنا فإن العامل المشترك لكل ما يحدث في «منطقة الغاز» إن جاز التعبير والواقعة بين ليبيا وحتى أذربيجان، هم الأتراك الذين يغذون الحرب الأذربيجانية الأرمنية والحرب الليبية والحرب السورية.
يقودهم إلى ذلك أوهام صدقوها تقول: إنهم وريثون للسلطنة العثمانية التي ظهر الغاز في بعض الأراضي التي كانت تحتلها، ولذلك أصبح أردوغان مصدقا أن له الحق أن يشارك أصحاب تلك الأراضي في أرزاقهم.
في عام 1999 اكتشف الغاز في حقل شاه دنيز على بعد 70 كم جنوب شرق العاصمة الأذربيجانية، إلا أن اكتشافا أكثر أهمية حدث في عام 2001 رفع من أهمية الحقل وغاز بحر قزوين في أسواق العالم.
بالطبع أصبح الغاز هو اللاعب الأساس في الاقتصاد والسياسة الغربية وخاصة الاقتصاد الأوروبي، وتجد تركيا نفسها مهمشة وخارج اللعبة كونها لا تمتلك أي مصدر للطاقة، لكنها في الوقت نفسه تمتلك الممرات التي يمكن للغاز أن يعبر من خلالها باتجاه أوروبا.
ولأن لعبة أسواق الطاقة كبيرة جدا فقد حاول الأتراك الانفراد بإمدادات الغاز القطري عبر الأنابيب، لكن مروره بالسعودية وسوريا عطل المشروع الذي كان سببا رئيسيا في تدمير سوريا ومحاولة الانقضاض على السعودية.
تنفرد روسيا بإمدادات الطاقة من الغاز إلى أوروبا وعلى وجه الخصوص ألمانيا أم الصناعة الأوروبية وصاحبة أكبر اقتصاد فيها بالإضافة للفرنسيين ومن ثم بقية دول الاتحاد.
ولكون الأوروبيين يعتمدون في صناعاتهم وتدفئة منازلهم على الغاز الروسي، تحول الدب الروسي على المنظور الاستراتيجي إلى مهدد قوي للأوروبيين ويعيشون تحت رحمة أنابيبه التي يمكن له أن يغلقها متى ما يشاء وتحويل دولهم كلها إلى مجرد قارة ميتة.
لقد كانت أوروبا قبيل اندلاع الحرب الأذرية الأرمنية على موعد في النصف الثاني من هذا العام 2020 لتلقي أول إمدادات الغاز الطبيعي وللمرة الأولى من مصدر جديد غير المصدر الروسي وهو بحر قزوين وذلك عبر ممر الغاز الجنوبي الذي تبنيه أذربيجان ويمر عبر تركيا.
وحسب مصادر صحفية روسية يعد مشروع «ممر الغاز الجنوبي»، الذي يبلغ طوله 3500 كيلومتر، أحد أولويات الاتحاد الأوروبي، وهو ينص على نقل 10 مليارات متر مكعب من الغاز الأذربيجاني من منطقة قزوين عبر جورجيا وتركيا إلى أوروبا.
حاول الأوروبيون البحث عن بديل للغاز الروسي ووجدوه بالفعل في حقول الغاز القطرية الإيرانية الضخمة، لكن مد الأنابيب عبر الدول المجاورة اصطدم دائما بعبث القطريين وغرور الأتراك الذي دفع دول الممر (السعودية سوريا) إلى رفض مروره.
ولأن الأتراك يعتقدون أن أهميتهم الاستراتيجية تتضاءل في المنطقة، ولأنهم يبحثون عن مصادر تمويل عالية لمشاريعهم التوسعية، والبحث عن دور وربما السيطرة على إمدادات الغاز ما يحقق لهم النفوذ الذي ينشدونه. ولذلك هم يناورون من ليبيا غربا إلى أذربيجان وأرمينيا شرقا، تلك العلاقة تعثرت بسبب تصرفات أردوغان السيئة مع جيرانه (اليونان. القبارصة. المصريين) وكذلك الموقف الصارم للفرنسيين.
يأمل الأتراك في الحصول على الغاز الأذربيجاني عبر مد خط أنابيب غاز عبر الأناضول ومن ثم إلى أوروبا بأسعار بخسة، فضلا عن رسوم المرور والسيطرة على الإمدادات مما يعزز الاقتصاد والموقع الاستراتيجي والنفوذ الأردوغاني المنشود.
فشل الخطوات التركية في كل مكان في الشرق الأوسط واضح صحيح أنه مغلف بدعاية كاذبة تقودها الآلة الإعلامية الضخمة للقطريين والإخوان، لكن الحقائق على الأرض تقول إن أردوغان ليس سوى سائق مركبة - مسروقة - يقودها بسرعة تسابق الزمن للبحث عن نفوذ ليس مؤهلا للحصول عليه ستودي في نهاية الأمر بحياة طموحاته.
كاتب سعودي
massaaed@