تحيلني ظاهرة العنف التي يتسم بها العصر إلى كتاب «الإرهاب وصناعه: المرشد - الطاغية - المثقف» هو عنوان للمفكر اللبناني علي حرب والذي حاول من خلاله معالجة ظاهرة الإرهاب والتي حددها بثلاثة فاعلين يشكّلون ثالوث «المرشد والطاغية والمثقف»، وعلى حد وصفه كل فاعل منهم قد أسهم في صنع التنين الإرهابي، واذا ما أردنا تناول دور المثقف من هذا الثالوث ستتبادر إلى أذهاننا الأسئلة التالية: إلى أي مدى ساهم المثقف بصمته في صنع هذا التنين وفي خلق ثغرة بينه وبين الشارع العربي خدمت هذا الفكر المتطرف؟ هل اقتصرت الأصوات الناقدة لهذا الخطاب على جمعيات النخب الثقافية؟ هل تشكل اللغة التعبيرية الجديدة حاجزاً أمام المثقف في فهم المتحولات التاريخية التي نعايشها؟
يقول علي حرب «لا أراني أظلم المثقف بذلك فهو كأحد عمال الفكر مسؤول قدراً من المسؤولية عمّا حدث ويحدث، لأنه أخفق في تجديد الأفكار، بقدر ما تعامل مع قضاياه، بصورة، تقليدية، ديكتاتورية، بوصفها حقائق نهائية». فيما عمل الكاتب والصحافي اللبناني محمد غبريس في كتابه «قبضة جمر» على قراءة معمقة حول دور المثقف في مواجهة الإرهاب يقول «ماذا يقول المثقفون العرب، والإرهاب يضرب تقريباً في كل بلد عربي؟ والمشروع المذهبي الطائفي يتقدم في مستوى الثقافي؟» اللافت في نتاج غبريس أنه وجه نداء لضرورة إنشاء قوة ثقافية عربية مشتركة، تعمل هذه القوة الثقافية على مواجهة الخطاب المتطرف وتوعية المجتمع والشباب، وكما يقول جان بول سارتر الفيلسوف الفرنسي: أينما حل الظلم فنحن المثقفين معنيون به.
من المؤسف أن قضايا العنف والإرهاب تعتبر من أكثر القضايا النشطة في الأوساط الفكرية والسياسية وحتى الإعلامية، المنطقة العربية اليوم تعيش تحديات تشكل منعطفاً كبيراً في تاريخها، والظلم ونتائج هذا العنف تقع على رؤوس أبرياء لا حول لهم ولا قوة وإن كان العنف لا يمكن اقتصاره على الضحايا البشرية كما تشير الفيلسوفة الألمانية حنة أرندت إذ يتعدى ذلك كون أصابع الإرهاب تطال العقل الذي ينعكس بدوره على حياة البشر وأدوارهم المجتمعية. ماذا لو قمنا بالعمل فعلاً على قوة ثقافية مشتركة تعمل بدورها بتشكيل لغة موحدة ورسائل اتصالية ثقافية تنقذ المنطقة من الانزلاق أكثر في وحل التطرف وإن لم تكن نتائجها إيجابية والرهان عليها ليس بالمستوى المطلوب فهي بالضرورة لن تكون سلبية. أخيراً انتشار الإرهاب الذي يقوده المتطرف يحيلني إلى تساؤل آخر حول قوة الخطاب الذي يعمل به هل نجح الخطاب المتطرف حقاً بكونه أكثر قوة وفاعلية على خطاب المفكر والمثقف؟
arwa_almohanna@
يقول علي حرب «لا أراني أظلم المثقف بذلك فهو كأحد عمال الفكر مسؤول قدراً من المسؤولية عمّا حدث ويحدث، لأنه أخفق في تجديد الأفكار، بقدر ما تعامل مع قضاياه، بصورة، تقليدية، ديكتاتورية، بوصفها حقائق نهائية». فيما عمل الكاتب والصحافي اللبناني محمد غبريس في كتابه «قبضة جمر» على قراءة معمقة حول دور المثقف في مواجهة الإرهاب يقول «ماذا يقول المثقفون العرب، والإرهاب يضرب تقريباً في كل بلد عربي؟ والمشروع المذهبي الطائفي يتقدم في مستوى الثقافي؟» اللافت في نتاج غبريس أنه وجه نداء لضرورة إنشاء قوة ثقافية عربية مشتركة، تعمل هذه القوة الثقافية على مواجهة الخطاب المتطرف وتوعية المجتمع والشباب، وكما يقول جان بول سارتر الفيلسوف الفرنسي: أينما حل الظلم فنحن المثقفين معنيون به.
من المؤسف أن قضايا العنف والإرهاب تعتبر من أكثر القضايا النشطة في الأوساط الفكرية والسياسية وحتى الإعلامية، المنطقة العربية اليوم تعيش تحديات تشكل منعطفاً كبيراً في تاريخها، والظلم ونتائج هذا العنف تقع على رؤوس أبرياء لا حول لهم ولا قوة وإن كان العنف لا يمكن اقتصاره على الضحايا البشرية كما تشير الفيلسوفة الألمانية حنة أرندت إذ يتعدى ذلك كون أصابع الإرهاب تطال العقل الذي ينعكس بدوره على حياة البشر وأدوارهم المجتمعية. ماذا لو قمنا بالعمل فعلاً على قوة ثقافية مشتركة تعمل بدورها بتشكيل لغة موحدة ورسائل اتصالية ثقافية تنقذ المنطقة من الانزلاق أكثر في وحل التطرف وإن لم تكن نتائجها إيجابية والرهان عليها ليس بالمستوى المطلوب فهي بالضرورة لن تكون سلبية. أخيراً انتشار الإرهاب الذي يقوده المتطرف يحيلني إلى تساؤل آخر حول قوة الخطاب الذي يعمل به هل نجح الخطاب المتطرف حقاً بكونه أكثر قوة وفاعلية على خطاب المفكر والمثقف؟
arwa_almohanna@