-A +A
المستشار أحمد بن ناصر الدخيّل*
من أهم الآثار المترتبة على العنف الأسري تفكك الروابط الأسرية، وانعدام الثقة، وعدم الإحساس بالأمان.

إن المعنِّف إنسان يفتقر إلى العقلانية في تصرفاته، والإنسانية في تعاملاته ولا يتصف بالاتزان والرحمة.

التفكك الأسري يؤثر في العديد من القيم الحسنة الموجودة في المجتمع

بدأت تغزو بيوتنا العربية بشكل كبير في الآونة الأخيرة لتأخذ مكانها كمرض من أمراض المجتمع، إنها مشكلة التفكك الأُسري، التي تعد إحدى أكبر المشكلات التي أخذت مختلف الحكومات على العمل لإيجاد الدواء، عبر مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى تماسك ووحدة الأسرة وعدم انهيارها الذي إن حدث سيهدد مختلف أبناء المجتمع؛ نتيجة انعكاساته السلبية، وما يخلفه من جريمة وانهيار اقتصادي... وغيرها من الجوانب السلبية الأخرى.

ومن أهم الآثار المترتبة على العنف الأسري تفكك الروابط الأسرية، وانعدام الثقة، وعدم الإحساس بالأمان، فالعنف أسلوب غير حضاري لا يليق بالمفهوم الإنساني الواعي المتحضر، وهو في الغالب نتاج ثقافة تربوية خاطئة تعمد إلى الضرب والإيذاء النفسي والجسدي.

لا اتزان ولا رحمة

ولا شك في أن المعنِّف إنسان يفتقر إلى العقلانية في تصرفاته، والإنسانية في تعاملاته، ولا يتصف بالاتزان والرحمة وتحمُّل المسؤولية، وإن الأسباب التي تفاقم من هذه الظاهرة السلبية تتركز في ضعف الوازع الديني، وضعف الانضباط الأسري، والإدمان على المخدرات وفقدان الوعي.

والتفكك الأسري يؤثر في العديد من القيم الحسنة الموجودة في المجتمع، كما يؤثر على مفاهيم المودة والرحمة والتعاون والمسامحة ومساعدة الآخرين.

تمرُّد على القيم

كذلك فإنه يولِّد إحباطاً شديداً في نفس الفرد، مما يجعله يوجِّه اللوم للمجتمع؛ لعدم مساعدته على وقف الظروف التي أدَّت لتفكك أسرته، فنجد الفرد يتمرد على القيم الموجودة في المجتمع من حب ومودة واحترام وتعاون ومساعدة للآخرين.

حلول مقترحة

وللقضاء على هذه القضايا والحفاظ على تماسك الأسر دون تفكك لا بد من بناء البرامج التدريبية الخاصة بالإرشاد الأسري، وإنشاء مراكز علمية تتبع لجامعات متخصصة في قضايا الأسرة؛ لدراسة الحاجات والمشكلات الحقيقية، وتأهيل المقبلين على الزواج وإلزامهم بدورة تدريبية مكثفة، والضرب بيد من حديد على الشخص المُعنِّف وتغيير سلوكه بعد عرضه على المختصين في مُعالجة هذا السلوك المشين، ومن كل له سوابق من العنف فلا يُمكَّن من الزواج إلا بعد علاجه؛ لكيلا يُلحق الضرر بزوجته وأبنائه.

*مختص في قضايا الأحوال الشخصية والإصلاح الأسري - ماجستير من المعهد العالي للقضاء - مدرب معتمد في مجال تطوير الذات