أعلنت وزارة الصحة اليوم (الخميس) تسجيل 108 إصابات جديدة بفايروس كورونا المستجد المسبب لمرض «كوفيد-19»، فيما تم رصد تعافي 138 حالة إضافية، ووفاة 6 حالات.
ووفقا لإحصاء «الصحة» اليوم، فقد بلغ إجمالي حالات الإصابة تراكميا منذ ظهور أول حالة في المملكة 363.485 حالة، من بينها 2170 حالة نشطة معظمها مستقرة ووضعها الصحي مطمئن، منها 328 حالة حرجة تتلقى الرعاية في العنايات المركزة، فيما بلغ إجمالي حالات التعافي 355.037 حالة، في حين ارتفعت حصيلة الوفيات إلى 6278 حالة وفاة، وبذلك تصل نسبة التعافي من كورونا في السعودية إلى 97.67%، فيما انخفضت نسبة الحالات النشطة إلى 0.59%، وبلغت نسبة الوفيات 1.72%.
وفي ما يخص المناطق الأعلى تسجيلا لإصابات كورونا الجديدة، فقد جاءت كالتالي: منطقة الرياض (48)، منطقة مكة المكرمة (24)، المنطقة الشرقية (15)، منطقة الحدود الشمالية (7)، منطقة المدينة المنورة (3)، منطقة تبوك (3)، منطقة جازان (2)، منطقة نجران (2)، منطقة عسير (2)، منطقة القصيم (1)، منطقة حائل (1).
أما بخصوص أعلى المدن والمحافظات تسجيلا لإصابات كورونا الجديدة، فقد جاءت كالتالي: الرياض (31)، جدة (15)، الدمام (5)، مكة المكرمة (4)، الطائف (4)، طريف (4)، الخرج (4)، أما أعلى المدن تسجيلا لحالات التعافي فجاءت كما يلي: الرياض (39)، مكة المكرمة (10)، جدة (10)، ينبع (7)، نجران (5)، رفائع الجمش (3)، المدينة المنورة (3)، الطائف (3)، الدمام (3)، الهفوف (3)، بيشة (3)، طريف (3).
وتتيح وزارة الصحة الاطلاع على مستجدات الفايروس في المملكة، وذلك بنشر إحصاءاتها اليومية على الموقع الإلكتروني https://covid19.moh.gov.sa.
وفي السياق، أعلن مساعد وزير الصحة المتحدث باسم الوزارة الدكتور محمد العبدالعالي، أن عدد المسجلين حتى الآن للحصول على اللقاح ضد كورونا تجاوز مليون شخص، مذكراً بأنه متاح للجميع وخصوصا الفئات ذات الأولولية الأعلى في هذه المراحل، بكل يسر وسهولة من خلال تحميل تطبيق «صحتي» وبعد ذلك البدء في إجراءات التسجيل.
وكشف العبدالعالي أن الإقبال مرتفع للحصول على اللقاح، إذ بلغ عدد من تلقوا التطعيم بالجرعات حتى الآن 137.862 شخصا، والإقبال مستمر وفق مراحل الأولوية، مشددا على أن هذه المرحلة تعتبر الأقوى والأهم في مواجهة هذه الجائحة، مطمئنا الجميع بأن بعض من تلقوا الجرعة الأولى بدأوا في أخذ الجرعة الثانية من اللقاح.
وأكد متحدث «الصحة» في المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم لكشف مستجدات الفايروس محليا وإقليميا وعالميا، أن اللقاح آمن وفعال، ومن تلقوا التطعيم بجرعات اللقاح أوضاعهم الصحية مطمئنة ولم يتم رصد أي مشكلات صحية أو مضاعفات غير متوقعة لديهم.
وقال: أثبت مجتمعنا وعيه ومسؤوليته وإدراكه في إقباله على هذه الخطوة المهمة في حماية الفرد والمجتمع، وهناك بعض الأصوات التي مازالت موجودة وتنشر إشاعات أو معلومات لا أساس لها من الصحة وليست مبنية على أي أسس علمية، وتشكك في اللقاحات وتعطي معلومات غير منطقية وغير واقعية عنها، ونحذر الجميع من أخذ المعلومات من المصادر غير الرسمية، إذ يجب أن نحذر ونبتعد عن إصدار أو نقل المعلومات غير الموثقة غير العلمية التي لا تمت للحقيقة بصلة، وأن نرجع إلى المصادر الموثوقة والمعلومات التي تصدرها الجهات الرسمية.
ووجه العبدالعالي رسالة إلى من يصدرون أو يتناقلون الشائعات والمعلومات المغلوطة، بقوله: مؤلم جدا لو قام الإنسان بنقل المعلومات الخاطئة إلى شخص آخر، ما أدى إلى تراجعه وتردده وعدم حصوله على اللقاح، وتسبب بتعرضه للإصابة بالفايروس ثم تدهور وضعه الصحي ودخل في العناية الحرجة أو فقدان الحياة، مضيفا: مَن يستطيع أن يتحمل الألم بأن يكون سببا في فقد أحد ممن حوله أو أحد أفراد المجتمع لحياته أو صحته وعافيته بسبب نقل معلومات غير صحيحة وغير صادقة؟.
وتطرق متحدث «الصحة» إلى خدمة «الجواز الصحي» التي تم تدشينها اليوم، إذ تعد خطوة مهمة جدا ورائدة باتجاه خروج المجتمع في المستقبل القريب -بالحصول على اللقاحات- إلى الأمان وتجاوز الوباء، وهذه الخطوة ستتيح لمن يحصلون عليها بعد تلقيهم الجرعات اللازمة من اللقاح، إظهار أن الشخص «محصّن» وبالتالي توفر المناعة لديه، وسيكون الجواز الصحي متوفرا لديه ليستفيد منه.
وحول الموجة الثانية، شدد العبدالعالي على أن الفايروس لايزال منتشرا، والمملكة العربية السعودية من ضمن الدول التي ترصد تحسنا وانخفاضا في عدد الحالات وانحسارا لهذا المرض وتحكما وسيطرة أقوى وأفضل.
وفي ما يتعلق بالتغيرات والتحورات التي تطرأ على الفايروس، كشف أن أن رصد التحورات من طبيعة هذا الفايروس، إذ تم رصد آلاف التحورات منذ بدء الجائحة، ومنذ رصد هذه التحورات أخيراً اتخذت المملكة إجراءات المتابعة والرصد والحجر الصحي ومتابعة القادمين من السفر مباشرة وإجراء التسلسل الجيني الدقيق الذي يتم من خلاله الكشف عن هذه التحورات والذي يستغرق عادة ما بين 10-12 يوما، وهو ما أدى إلى اكتشاف حالات محدودة بلغت 10 إصابات رصد فيها هذا التحور، وتمت إجراءات العزل الصحي والمتابعة المستمرة لها، وفحص وحصر المخالطين لهم وكان عددهم 27 شخصا، وتبين بالفحوصات المخبرية خلو المخالطين من الإصابة بالفايروس، ولم يكتسبوا العدوى، فيما المصابون الـ10 وصلوا إلى مرحلة التعافي، ولا توجد حاليا حالات نشطة بهذا التحور.
وأشار متحدث «الصحة» إلى ثلاثة أمور رئيسية متعلقة بالدراسات والمعلومات والبيانات العلمية حول تحورات كورونا، وهي أنه حتى الآن لم يثبت أي ارتباط بين هذا التحور ومستوى أو قوة ضراوة أو حدة المرض، كما أنه لم يثبت أي ارتباط بين هذا التغير أو تأثيره على فعالية اللقاحات ضد الفايروس، فاللقاحات مؤثرة في التحورات، وأن الاحترازات الوقائية الأساسية -وأهمها ارتداء الكمامة والبعد لمسافة كافية وتجنب التجمعات- أمور فعالة للحماية من انتشار الفايروس في مثل هذه التحورات.
وبخصوص المنحنى الوبائي في المملكة، أشاد الدكتور محمد العبدالعالي باستمرار انحسار الإصابات، إذ انخفضت بنسبة 97.8% من أعلى حصيلة للحالات تم رصدها في المملكة قبل أشهر، وحتى اليوم، إذ يستمر رصد المستويات المتدنية والمحدودة جدا في أعداد الإصابات، وهذا يدل على السيطرة والتحكم، كما أظهرت خريطة الإصابات الأسبوعية انخفاض الإصابات في كافة المناطق خلال الأسبوع الماضي مقارنة بالأسبوع الذي قبله، وهذا أمر إيجابي ومبشر بخير، ويعكس وعي المجتمع، وعلينا المواصلة والقيام بمسؤولياتنا في المراحل القادمة المهمة مع الحصول على اللقاحات واستمرار الحذر والالتزام بالبروتوكولات الصحية وارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي وترك المسافات الآمنة والكافية، وعدم التجمع بأعداد كبيرة، وتهوية الأماكن، لنتجاوز المراحل القادمة ونواصل النجاحات التي تعد ثمار جهود الجهات المعنية ووعي وإدراك أفراد المجتمع.
وتعقيبا على سؤال حول ضرورة إجراء اختبار الأجسام المضادة لـ«كوفيد-19» لمن يرغبون بالحصول على اللقاح بعد الانتهاء من الأشخاص ذوي الأولوية، أو الحصول عليه دون ذلك، أو الإجراءات الأخرى، جدد الدكتور العبدالعالي تأكيده لكل من يرغب بالتسجيل والحصول على اللقاح بأنه لا يلزمه إجراء اختبارات معينة، إذ إن كل ما عليه أن يقوم الشخص بالتسجيل من خلال تطبيق «صحتي»، ثم الحصول على الموعد في أقرب فرصة.
أما بخصوص استفسار يتعلق بمن تلقى لقاح كورونا وهل يحق له الاستغناء عن الاحترازات المعمول بها كارتداء الكمامات واستخدام المعقمات والتباعد الاجتماعي، قال متحدث «الصحة»: حتى بعد حصول الشخص على جرعات لقاح كورونا ووصول المناعة إلى أعلى مستوياتها، من المهم جدا استمرارنا جميعا بالإجراءات والبروتوكولات الصحية حتى نصل بـ«مناعة المجتمع»، وليس «مناعة الفرد»، إلى مستويات عالية، ويعلن بعدها من قبل الجهات المختصة المعنية والصحية والعلمية تجاوز مرحلة الوباء والجائحة، فحينها نعود جميعا إلى الأوضاع الطبيعية من غير احترازات.
واستطرد بقوله: ننصح باستمرار السلوكيات الصحية بشكل دائم حتى بعد انتهاء الجائحة، لأنها أثبتت أن لها منافع أبعد من مجرد مواجهة الجائحة، والخلاصة أن «مناعة الفرد» أمر نسعى إليه، و«مناعة المجتمع» أمر يجب أن نصل إليه جميعا حتى نتجاوز الجائحة.