-A +A
عبدالله بيلا
هل أتاك حديثُ الغجر؟

الذين يعدُّونَ ذراتِ أوقاتِهم


والرمالَ التي نثرَتْها مع الريحِ أسفارُهُم

يذهبونَ

يخيطونَ ثوبَ الترابِ بأجسادهم

ويُلقونَ في البحرِ فَضلةَ أوقاتِهم

يصبحُ الوقتُ دوّامةً خالدة.

«غ»

الغجرْ

غربةٌ في صقيعِ الحروفِ البليدةِ

تُنبتُ أغصانَها

يتسلَّقُ عِلِّيقُ شلاّلها الحجريُ

على شجرٍ ضاربٍ في النوى

وليلٍ يوزعُ أنجمه للخَواءْ.

«ج»

الغجرْ

جبلٌ من جليدٍ وحيدٌ بلا أصدقاءْ

حين تسطعُ شمسُ المجازاتِ في جبلٍ من جليدْ

يتعرَّى البياضُ المُسِنُّ على رأسهِ

مُسفراً عن بياضٍ جديدْ.

«ر»الغجرْ

رؤيةٌ تتفجرُ منها الرؤى ذاتَ غِرَةْ

طرُقٌ / مُدُنٌ

دولٌ / عالَمٌ

وخرائطُ رحّالةٌ كالغيومْ.

*

هل أتاك حديثُ الغجر؟

حين تسطع حَنجرةٌ بضياء الحياةِ / الموسيقىْ

وبالبهجةِ الطفلةِ الغجريةِ

باللحنِ

بالرقصِ

بالسحرِ

عطرِ الغريزةِ

بالأملِ المتبددِ في خطواتِ التعبْ.

الأناشيدُ مئذنةٌ للقلوبِ الغريبةِ

كالوحلِ.. تقسو عليه يدُ الغيمِ

تدهسُه الأرجلُ النازحةْ

الأناشيدُ شبّابةٌ صادحةْ

لحظةٌ للعروجِ البهيِّ

إلى مرفأِ النوتةِ.. النغَمِ السرمديْ.

كان بعضُ الغجرْ

يلُمونَ في صخبِ الصمتِ ألحانَهم

يُشعلونَ الرحيلَ الجريءَ على هذه الأرضِ

يلقُونَ في غسَقِ البؤسِ أحزانَهم..

آهِ

كم أصبحُ الحزنُ طاولةً للمقاهي؟

وكم يتدثَّرُ بالحزنِ من لم يجدْ

غيرَ حُزنٍ صديقْ؟

للطبيعةِ ألوانُها الغجريةُ

ترسُمُ في أعينِ الذاهلينَ عن اللونِ

شيئاً من الغيبِ

قوسَ قُزحْ.

أيها الغجرُ الباحثونَ عن اللونِ

لا لونَ.. إلاّ لمن يملكُ اللوحةَ الفارغةْ.

لوِّنوا أيها الغجرُ الراحلونَ من الأرضِ

لوحاتِكم

بالبياضِ المحدِّقِ في اللونِ

وانتظروا..

ربما شفَّ هذا البياضُ / السوادُ

وأنبَتَ في كهفهِ ألفَ لونٍ.. ولونْ.

رتِّبوا أيها الغجرُ التائهونَ

حروفَ الهجاءِ

وردوا إلى الأبجديةِ فطرتَها الساذجة.

الرمالُ الغريبةُ في التيهِ ظمآنةٌ للخطى

فارحلوا..

أيها الغجرُ الراحلونْ.